أعلن رئيس الوزراء التركي رجب طيب أردوغان متابعة المفاوضات مع للزعيم المعتقل ل «حزب العمال الكردستاني» عبدالله أوجلان، ومع الجناح السياسي للحزب، لكنه أكد تواصل العمليات العسكرية ضد مسلحيه، حتى التوصل إلى تسوية نهائية. كلام أردوغان أتى تعليقاً على سيناريوات أوردتها وسائل إعلام، في شأن اجتماع رئيس جهاز الاستخبارات هاكان فيدان مع أوجلان الشهر الماضي، والذي تمخض، وفق تسريبات، عن «خريطة طريق» لتسوية القضية الكردية ونزع سلاح الحزب. لكن أردوغان تحفظ عن التعليق حول وجود خطة واضحة، ونتائج متوقعة أم لا. وفي هذا السياق، أوردت صحيفة «راديكال» أن ثمة خطة من أربع مراحل، أطلقت عليها اسم «خطة صعود السلّم»، والتي تعتمد على خطوات متبادلة من الطرفين وفي وقت متزامن، من أجل بناء الثقة وتجاوز إخفاقات في محاولات سابقة لتسوية القضية الكردية. وكانت الحكومة التركية سمحت لنائبين من «حزب السلام والديموقراطية» الكردي، بزيارة أوجلان بعد تفاوضه مع الاستخبارات التركية. وعاد النائبان بتفاؤل كبير بحدوث اختراق سياسي مهم. وأوردت صحيفة «طرف» أن الخطوة الأولى في «خريطة الطريق»، تبدأ بإعلان «الكردستاني» وقفاً لإطلاق النار وللهجمات المسلحة، من خلال أربع رسائل مكتوبة يوزعها أوجلان، على الجناح السياسي للحزب في تركيا وأوروبا، والجناح العسكري في جبال قنديل شمال العراق، ورسالة خامسة للشعب التركي يشرح فيها الاتفاق مع حكومة أردوغان، مؤكداً أن الهدف المشترك هو تعزيز الديموقراطية في تركيا، وليس شيئاً آخر. ويشير ذلك إلى ما أودرته الصحيفة، من أن الاتفاق لم ولن يشمل أي حلّ فيديرالي أو تقسيم عرقي لتركيا، بل تعزيز قانون الإدارة المحلية وفق خطوط جغرافية. وستشمل الخطوة الثانية خروج مسلحي «الكردستاني» من تركيا، وهذه مسيرة وعرة وتستدعي تنظيماً جيداً وإصدار قوانين لوقف ملاحقة المنسحبين، وإصدار عفو عنهم لتشجيعهم على ذلك. وإذا نجحت هاتان الخطوتان، تبدأ الخطوة الثالثة بالنزع التدريجي لسلاح الحزب، على مجموعات ومراحل، مع مجموعات من القيادات التي ستُرحّل إلى أستراليا أو دولة أوروبية، ليتزامن ذلك مع خطوات جدية في البرلمان التركي لإصدار قوانين تتيح التعليم باللغة الكردية وتعزز الحكم المحلي إدارياً في كل المحافظات. أما الخطوة الرابعة فهي نزع سلاح من تبقى من قيادات، والسماح بعودة بعضهم لممارسة السياسة. وتشير الصحيفة إلى أن تصريح أردوغان بأن أوجلان لن يوضع قيد إقامة جبرية، في إطار الصفقة، هو للمزايدة الشعبية، لافتة إلى وجود اتفاقات في هذا الشأن. ورجّحت إطلاق الجانبين تصريحات من هذا النوع، أثناء تنفيذ الخطة، في صمت وهدوء. في المقابل، بدا واضحاً أن تنفيذ الخطة لن يكون سهلاً، إذ ثمة رافضون لها في «الكردستاني»، عبروا عن ذلك بهجوم مباغت شارك فيه مئة مسلح على مخفر حرس حدودي في محافظة هكاري الحدودية مع العراق، ما أدى إلى مقتل جنديين تركيين و12 مسلحاً. وتوقّع مراقبون ازدياد الهجمات المسلحة، تعبيراً عن رفض مسلحين التفاهم مع تركيا، خصوصاً السوريين والعراقيين منهم، والذين لا يجدون أي فائدة أو مكسب لهم من التفاهم.