ينبض شارع المعز لدين الله الفاطمي، أشهر شوارع القاهرة الفاطمية، بساكنيه ورواده، إلا أن علامات الإهمال بدأت الظهور على ملامحه منذ الثورة في ظل الأوضاع السياسية غير المستقرة في مصر. ومع تأثر حركة السياحة سلباً، تراجع عدد الوافدين إلى المكان. من هنا، كانت فكرة حملة «بلدنا هنحكي عنها» التي تنطلق غداً الأحد من شارع المعز وتنظمها مجموعة من الطلاب ومتخرجي الأقسام المعنية بالنشاط الأثري والسياحي في جامعة عين شمس بالتعاون مع هيئة تنشيط السياحة. وقال الباحث في علم المصريات ومؤسس الحملة، ممدوح فاروق: «الحملة تستهدف تنشيط السياحة الداخلية ونشر الوعي الأثري والسياحي بين مختلف أطياف الشعب المصري، إضافة إلى اكتساب سلوك حضاري يعكس صورة جيدة أمام العالم. مصر تحتاج إلى دور المجتمع المدني لبناء الوطن وعدم الاعتماد على الجهاز الحكومي بشكل كامل، ويجب توظيف طاقات الشباب لنشر الوعي الأثري والسياحي بين الشعب المصري». وتشمل الاحتفالية تزيين شارع المعز بالبالونات واللافتات التي تحمل اسم الاحتفالية والرعاة، ويجري استقبال الزوار من الساعة 11 قبل الظهر حتى الرابعة، وتقدم الهدايا الصغيرة للكبار والصغار. وسيتولى عدد من الاختصاصيين شرح تاريخ كل موقع أثري في الشارع وقيمته، في حين ستقدم وكالة الغوري للجمهور عروضاً فنية مثل التنورة والإنشاد الديني. ويمتد الشارع نحو كيلومتر ويختزن تاريخ مصر من الدولة الفاطمية إلى الدولة الأيوبية، ويضم 33 أثراً، هي: ستة مساجد، وسبع مدارس، ومثلها أسبلة، وأربعة قصور، ووكالتان، وثلاث زوايا، وبابان هما: باب الفتوح وباب زويلة، وحمامان شعبيان، ووقف أثري. ويعد شارع المعز من أقدم شوارع مصر والعالم، فعمره يزيد على ألف عام، وعلى مدار تلك السنوات ظلت آثاره صامدة لم تتغير، وإن تأثرت بما أنشئ حولها، وبعوامل طبيعية مختلفة، وأيضاً بالرصف المتكرر. وسُمي الشارع الذي يعد أكبر متحف مفتوح للآثار الإسلامية في العالم، بهذا الاسم نسبة إلى المعز لدين الله الخليفة الفاطمي الذي أرسل قائده جوهر الصقلي إلى مصر عام 358 هجرية – 969 ميلادية، لتصبح منذ ذلك التاريخ وحتى عام 567 ه – 1171م تحت الحكم الفاطمي.