إسلام آباد، كابول – رويترز، يو بي آي - تلقي المعارك الحدودية المندلعة منذ ثلاثة أسابيع بين باكستانوأفغانستان بظلالها على محادثات يجريها وزيرا خارجية الدولتين مع المبعوث الأميركي الخاص مارك غروسمان اليوم لوضع خطط للتفاوض مع حركة «طالبان». واتهم الرئيس الأفغاني حميد كارزاي باكستان بإطلاق 470 صاروخاً على ولايتي كونار وننغرهار (شرق)، وهو ما نفته إسلام آباد التي اتهمت جارتها بإيواء متشددين في كونار، ما يعرض قواتها لهجمات مضادة لدى ملاحقتها المتشددين في مناطق قبائل البشتون. وقال وحيد مجدا، المحلل السياسي في المركز الأفغاني للاستشارات والتحليل في كابول: «أعتقد بأن أهم موقف في جدول الأعمال هذه المرة هو الموقف على الحدود»، علماً أن هذه المحادثات تعتبر الأولى منذ أن أعلن الرئيس الأميركي باراك أوباما الأسبوع الماضي خطة لسحب قوات بلاده من أفغانستان بأعداد أكبر من المتوقع، على أن يواكب ذلك إجراء محادثات مع «طالبان». وتحرص باكستان التي تضررت سمعتها بعدما قتلت قوات كوماندوس أميركية زعيم تنظيم «القاعدة» أسامة بن لادن في بلدة أبوت آباد القريبة من العاصمة إسلام آباد في الثاني من أيار (مايو) على إظهار قدرتها على الاضطلاع بدور إيجابي لمساعدة الولاياتالمتحدة في إعادة الاستقرار الى أفغانستان المجاورة. ودأبت باكستان على مطالبة الولاياتالمتحدة بإجراء محادثات مع «طالبان» للتوصل الى تسوية سياسية للصراع الأفغاني الذي تقول إنه يذكي التمرد داخل أراضيها. واقتربت الولاياتالمتحدة من تأييد وجهة النظر تلك، وباشرت إجراء محادثات تمهيدية مع «طالبان»، كما خففت من مطالبها الخاصة بنبذ المتشددين العنف وقطع صلاتهم ب «القاعدة» واحترام الدستور الأفغاني، معتبرة أنها نتائج ستنتج من المفاوضات وليست شروطاً، وهو ما اقترحته باكستان العام الماضي. والأكيد أن الولاياتالمتحدةوباكستان تجمعهما قضايا استراتيجية واحدة على صعد العمليات والتكتيكات، لكن حال عدم الثقة يسود العلاقات بينهما على غرار العلاقات بين باكستانوأفغانستان. وفي مؤتمر صحافي عقده في العاصمة الأفغانية كابول، أعلن غروسمان أن باكستان استبعدت من الاتصالات المباشرة الأولى بين واشنطن و»طالبان»، علماً أن الولاياتالمتحدة ترفض إشراك جميع المتشددين في التسوية السياسية وتحصر محادثاتها في «طالبان» الأفغانية التي يتزعمها الملا محمد عمر، مستبعدة «شبكة حقاني» التي تنشط في شرق أفغانستان. كما تضغط الولاياتالمتحدة على باكستان لتوسيع عملياتها العسكرية في منطقتها القبلية من أجل استهداف المتشددين الذين يستخدمون الأراضي الباكستانية قاعدة للقتال في أفغانستان، وهي قضية يتوقع أن تتطرق إليها محادثات اليوم. وصرح غروسمان بأن الاجتماع «وسيلة لتنسيق جهود المصالحة وفرصة لإبلاغ أفغانستانوالولاياتالمتحدة الحكومة الباكستانية بوضوح ضرورة إنهاء دعم وجود ملاذات آمنة للإرهابيين على أراضيها»، في وقت تصرّ باكستان على أن جيشها محمل بأعباء وأنها ستعطي أولوية لمحاربة متشددين يقتلون مواطنيها. ميدانياً، قتل 7 أشخاص في انفجارين منفصلين بولاية غزني (شرق). وأفادت وكالة «باجهوك» عن وزارة الداخلية الأفغانية أن عبوة ناسفة يدوية الصنع انفجرت لدى مرور سيارة مدنية في منطقة زاردالو، ما أدى إلى مقتل 4 أشخاص، ثم وقع انفجار آخر بعد نصف ساعة أدى إلى مقتل 3 أشخاص بينهم امرأة. وأعلن قائد الشرطة في المنطقة ظراوار زاهد مقتل طفلين في الانفجاريين، محملاً «طالبان» مسؤولية زرع العبوات الناسفة على الطرق وقتل المدنيين، على رغم أن الحركة لم تتبنَ الانفجارين. على صعيد آخر، حضت الأممالمتحدة البرلمان الأفغاني على عدم تنفيذ أي عمل قد يثير اضطرابات، بعدما رفض مسؤولون في اللجنة الانتخابية قرار محكمة خاصة شكلها الرئيس كارزاي قضت بإلغاء عضوية 62 نائباً انتخبوا العام الماضي بحجة تزوير الانتخابات. ودان مسؤولون أفغان ومراقبون دوليون للانتخابات هذا الحكم معتبرين أنه «غير دستوري وغير قانوني»، وقال ستيفان دي ميستورا ممثل الأممالمتحدة الخاص في أفغانستان إنه «لا بد من حل الخلاف في شأن الانتخابات المتنازع عليها استناداً الى الدستور الأفغاني». وزاد: يجب أن يتصرف البرلمانيون بطريقة مسؤولة تلحظ تقديم مطالبهم الدستورية، وعدم اللجوء الى الاعتصامات أو الاحتجاجات أو أعمال أخرى يمكن أن تثير اضطرابات».