إسلام آباد، بشكيك، كابول، برلين - أ ف ب ، رويترز– استهدفت غارة جوية نفذتها طائرة استطلاع اميركية تعمل من دون طيار مناطق جبلية وعرة في نيجي ناراي بأقليم جنوب وزيرستان القبلي شمال غربي باكستان أمس، وسط انباء عن احتمال شن الجيش الباكستاني هجوماً على زعيم «طالبان» بيعة الله محسود الذي يتخذ من الاقليم معقلاً له. وأوضح مسؤول امني باكستاني ان الطائرة اطلقت ثلاثة صواريخ لم يتضح اذا كانت اسفرت عن مقتل او جرح اي من المسلحين، علماً ان اسلام آباد تعارض الغارات الجوية الاميركية علناً بحجة انها تنتهك سيادة اراضيها وتزيد مشاعر الاستياء بين السكان. ومنذ آب (اغسطس) 2008، نفذت اكثر من 40 غارة، اسفرت عن مقتل حوالى 400 شخص. وصرح مسؤول بارز في وزارة الدفاع في وقت سابق من الشهر الجاري بأن اي عملية في جنوب وزيرستان ستحقق نتائج افضل بممارسة ضغط على جانبي الحدود. وجاء الهجوم بعد ساعات على اغتيال قاري زين الدين، الزعيم القبلي المعادي لمحسود، برصاص اطلقه مسلح مجهول عليه في بلدة ديرة اسماعيل خان (شمال غرب). وأدلى زين الدين اخيراً بتصريحات لوسائل الاعلام أبدى فيها معارضته لمحسود. ورأى محلل امني ان مقتل زين الدين يمثل نكسة لجهود الحكومة ضد محسود، «لكن لا يجب ان تعتمد السلطات على منافسي محسود للتخلص منه»، فيما صرح الصحافي المخضرم اسماعيل خان ان زين الدين انتمى الى قبيلة محسود، و «كان يمكن ان يوفر معلومات مفيدة لقوات الامن عن عمليات حركة «طالبان». على صعيد آخر، ابرمت الولاياتالمتحدة وقرغيزستان اتفاقاً يسمح للاميركيين باستخدام قاعدة ماناس في بشكيك لنقل عتاد غير عسكري الى افغانستان، ما سيسمح ببقاء الولاياتالمتحدة في القاعدة، استناداً الى هذا الشرط. وبدأ البرلمان في قرغيزستان النظر في الاتفاق، علماً ان بشكيك كانت اعلنت في شباط (فبراير) الماضي أنها ستغلق القاعدة بحلول آب (أغسطس) المقبل، بعدما تعهدت روسيا التي تدير قاعدة جوية في البلاد أيضاً منحها بليوني دولار من المساعدات والقروض. ويتمركز حوالى ألف جندي أميركي في ماناس، ويضطلعون بدور رئيسي في تزويد الطائرات المستخدمة في العمليات العسكرية في أفغانستان المجاورة بالوقود. على صعيد آخر، قتل مدنيان في تفجير نفذه انتحاري استقل شاحنة صغيرة مفخخة ضد موكب للجيش الاميركي في ولاية غزني جنوبافغانستان، فيما لم تتكبد القوات الاميركية اصابات. واستهدف هجومان انتحاريان مدينتي خوست (شرق) وقندهار (جنوب) اول من امس، ما اسفر عن سقوط 11 قتيلاً بينهم ثلاثة جنود افغان، وجرح عشرات آخرون معظمهم من المدنيين. واعلنت وزارة الدفاع الالمانية مقتل ثلاثة جنود في هجوم استهدف دورية لقواتها قرب مدينة قندوز (شمال). تزامن ذلك مع وصول مستشار الأمن القومي الاميركي جيمس جونز الى افغانستان لمراقبة تطبيق الاستراتيجية الاميركية الجديدة ضد حركة «طالبان»، والتي تشمل بالدرجة الاولى ارسال تعزيزات عسكرية من آلاف الجنود الاميركيين وتخصيص امكانات مالية اكبر. والتقى جونز الذي سيزور باكستان والهند ايضاً الرئيس الافغاني حميد كارزاي ومرشحين للانتخابات الرئاسية المقررة في 20 آب (اغسطس) المقبل، اضافة الى ديبلوماسيين اميركيين وجنوداً وممثلي الدول المشاركة في قوات التحالف الدولي في افغانستان. واعلنت وزارة الدفاع الاميركية ان جورجيا التي ترغب في الانضمام الى الحلف الاطلسي (ناتو) على رغم معارضة روسيا، ستنشر كتيبة تضم 500 جندي في افغانستان عام 2010. واشادت وزارة الخارجية الاميركية بقرار تبليسي خلال زيارة وزير الخارجية الجورجي غريغول فاشادزي لواشنطن. وقال مساعد وزيرة الخارجية جيمس ستينبرغ: «قدمت جورجيا مساهمات قيمة لعملياتنا في العراق، ونحن ممتنون للقيام بنفس الشيء في افغانستان». وشاركت جورجيا بألفي جندي في العراق منذ آب 2003، ما جعلها الكتيبة الثالثة الاكبر حجماً في البلاد بعد الولاياتالمتحدة وبريطانيا، قبل ان تنهي هذه المهمة فجأة في آب الماضي بعد المعارك التي اندلعت مع الجيش الروسي في اقليم اوسيتيا الجنوبية الانفصالي.