كابول، قندهار، لندن - «الحياة»، أ ف ب، رويترز - حض الرئيس الأفغاني حميد كارزاي سكان قندهار على دعم حكومته والقوات الدولية «لتطهير» المدينة من عناصر «طالبان»، وذلك خلال لقائه بزعماء قبائل وأعيان محليين. ورافق كارزاي الى قندهار قائد القوات «الأطلسية» في افغانستان الجنرال ستانلي ماكريستال. في غضون ذلك، قررت الحكومة البريطانية عزل رئيس الأركان المارشال جوك ستيراب، في إطار سعيها لمعالجة «إخفاقات» في مهمة قواتها في أفغانستان. من جهة أخرى، خلص تقرير لكلية الاقتصاد في لندن (سكول اوف ايكونوميكس) دعمه اثنان من مسؤولي الأمن الغربيين البارزين، ان الاستخبارات العسكرية الباكستانية لا تقوم فقط بتمويل وتدرب مقاتلي «طالبان» في أفغانستان، بل ان هذا الجهاز الأمني الأبرز في باكستان، «ممثل رسمياً أيضاً في مجلس قيادة الحركة»، ما يعطيها تأثيراً كبيراً في اتخاذ القرار داخل الحركة. وأورد التقرير الذي نشرته الكلية البارزة أن الرئيس الباكستاني آصف علي زرداري، زار معتقلين من «طالبان» في باكستان وأكد لهم دعم حكومته للحركة، وربما وعدهم بالسعي لاطلاقهم. وفي زيارته الثانية لقندهار خلال بضعة أسابيع، خاطب كارزاي زعماء القبائل هناك، قائلاً: «نحن في حاجة لبدء عملية تطهير من العدو، ونحتاج الى مساعدتكم ودعمكم». ورفع مئات الحاضرين أيديهم في إشارة تأييد. وأضاف: «الحياة صعبة في قندهار حالياً، لكن في إمكاننا ان نمضي قدماً خطوة خطوة». وتأتي زيارة كارزاي قندهار استكمالاً لسياسته لاحتواء «طالبان» عبر وعوده بالإفراج عن مشبوهين بالإرهاب معتقلين من دون أدلة، ومناشدته الحركة إلقاء السلاح والانخراط في عملية مصالحة. وأعلن احد مساعدي الرئيس الأفغاني غلام جيلاني بوبال ان سكان قندهار «أعربوا عن دعمهم» لكارزاي، مشيراً الى ان شكهم في نجاح سياسات الحكومة لم يتبدد، باعتبار ان «الناس في أفغانستان يفضلون التريث قبل إطلاق الأحكام». وكان مسؤول عسكري أميركي أعلن ان الحلف الأطلسي أرجأ «شهرين او ثلاثة» جزءاً من الهجوم الذي خططه على «طالبان» في بعض مناطق قندهار وحيث يعاني السكان من أعمال ترهيب وابتزاز تمارسها الحركة، في حين تواجه القوات الدولية الفساد الذي يقوض الجهود المبذولة لكسب دعم السكان. وقال الجنرال ماكريستال رداً على سؤال عما ستكون قندهار عليه بعد اشهر من الهجوم: «لا اعتقد انها ستكون مختلفة كثيراً عما هي عليه اليوم، لكن الشعور سيكون مختلفاً جداً، ستنتشر الشرطة بكثافة وسيشعر السكان بمزيد من الطمأنينة وأظن ان عدد الاغتيالات سينخفض».