واشنطن، كابول، إسلام آباد - يو بي أي، أ ف ب، رويترز – أعلن نائب وزير الدفاع الأميركي وليام لين أمس، ان المرحلة الأولى من العملية العسكرية التي تشنها القوات الحكومية والاجنبية ضد حركة «طالبان» منذ 13 شباط (فبراير) الماضي في منطقة مرجه في ولاية هلمند (جنوب)، اقتربت من نهايتها، وأن التركيز الحالي يشمل الحفاظ على المكاسب. وقال: «العملية العسكرية ليست الا خطوة اولى في عملية انتقال ناجحة، ويجب ان تتحمل الحكومة الأفغانية وقوات الأمن التابعة لها مسؤولية الأمن والحكم، علماً ان جنود مشاة البحرية الأميركية (مارينز) يعملون إلى جانب القوات الأفغانية والمدنيين الأميركيين للمساعدة في تأمين الخدمات الحكومية في مرجه». وأضاف: «باتت مرجه بفضل استراتيجيتنا الجديدة الخاصة بنشر قوات إضافية احدى المدن الأفغانية التي بدأت تحصل على الأمل»، مشيراً إلى ان اعتقال باكستان قادة كباراً في «طالبان» يؤكد ايضاً نجاح استراتيجية استهداف الأعداء على طرفي الحدود، «لكن الطريق ما زال طويلاً في أفغانستان، ونعمل جدياً مع كابول وشركائنا لتغيير مسار الأمور لمصلحتنا». على صعيد آخر، أبدى المبعوث الاميركي الخاص الى افغانستانوباكستان ريشتارد هولبروك قلق الحكومة الافغانية من منع وسائل الاعلام من تغطية هجمات المتمردين مباشرة بحجة ان المعلومات التي ينشرها الصحافيون يمكن ان تستغلها «طالبان». وقال هولبروك: «نؤيد حرية الصحافة، ولا نحبذ القيود عليها»، علماً ان واشنطن كانت ابدت استياءها اخيراً من قرار الرئيس الافغاني حميد كارزاي استبعاد المراقبين الأجانب الثلاثة من لجنة شكاوى الانتخابات المؤلفة من خمسة اعضاء، والتي كانت ألغت العام الماضي ثلث الاصوات التي حصل عليها كارزاي في انتخابات الرئاسة بحجة تزويرها. وأحبط القرار المانحين الغربيين الذين اعلنوا انهم لن يمولوا الانتخابات البرلمانية المقررة في 18 ايلول (سبتمبر) المقبل، في حال عدم إجراء اصلاحات في اجراءات الاقتراع. وقال هولبروك: «نزاهة الانتخابات مهمة جداً في نظر الشعب الافغاني والمجتمع الدولي». في غضون ذلك، اطلقت الحكومة الافغانية خطة للقضاء على حقول الخشخاش في مناطق واسعة من البلاد، لاسيما في الجنوب، حيث تستمد «طالبان» جزءاً مهماً من مواردها المالية. وقال نائب وزير الداخلية محمد داود داود: «تشمل خطتنا 18 من اصل 34 ولاية، وستشمل ثلاث مراحل تتضمن توعية السكان والوقاية واتلاف المحاصيل، على ان يحصل المزارعون على مساعدات لزراعة منتجات بديلة كالحبوب». واوضح داود أن الحملة بدأت فعلاً في بعض مناطق ولايات هلمند ننغرهار وفرح، علماً انها لا تشمل مناطق العمليات العسكرية مثل مرجه، قبل خروج مقاتلي «طالبان» منها وبدء مشاريع اعمارها. على صعيد آخر، افاد ناطق باسم وزارة الدفاع الاميركية بأن سلاح الجو يعتزم تسليم باكستان ألف قنبلة موجهة بالليزر خلال الشهر الجاري من اجل مساعدتها في مواجهة المتمردين على الحدود مع افغانستان، علماً انه سلمها الشهر الماضي ألف قنبلة غير موجهة «ام كي 82» زنتها 227 كيلوغراماً. وأكد وزير سلاح الجو الاميركي مايكل دونلي ان الجيش الباكستاني يضطلع بدور كبير في العمليات ضد المقاتلين المتطرفين، و «نريد تعزيز قدراته من اجل تكثيف العمليات». وستزود الولاياتالمتحدة في حزيران (يونيو) المقبل باكستان 18 طائرة مقاتلة من طراز «اف-16» مجهزة بمعدّات متطورة للرؤية الليلية. وأكد الجيش الباكستاني أمس، انه قتل في ضواحي بيشاور، عاصمة الاقليم الحدودي الشمالي الغربي، عضواً في «طالبان» يدعى محمد اقبال تولى تزويد انتحاريين سترات مفخخة ومتفجرات، ومساعده محمد توفائيل المعروف باسم «عبدالله». ويشتبه الجيش في ارسال اقبال 21 سيارة مفخخة الى اقليم وادي سوات (شمال غرب) التي استعادها الجيش من «طالبان» العام الماضي. وكان الجيش الباكستاني اعلن اول من امس سيطرته على معقل لتنظيم «القاعدة» و «طالبان» في دامادورلا في اقليم باجور القبلي (شمال غرب) بعد هجوم استمر نحو شهرين، مشيراً الى مقتل 75 متمرداً، بينهم اجانب.