كابول، روما - أ ف ب، رويترز، يو بي آي - قتل 13 شخصاً بينهم 11 من أسرة واحدة في انفجار قنبلة لدى مرور حافلة صغيرة استقلوها في منطقة زنزير بولاية زابول جنوبأفغانستان التي يتسلل مسلحو حركة «طالبان» إليها انطلاقا من مخابئهم في باكستان المجاورة، ويشنون هجمات تسفر عن سقوط قتلى وجرحى. وأشارت وزارة الداخلية الأفغانية إلى وجود اربع نساء وطفلين بين القتلى، وجميعهم من اللاجئين كانوا في طريقهم من باكستان إلى ولاية غزني مروراً بمنطقة زابول الحدودية». والشهر الماضي، أكدت الأممالمتحدة التي أحصت مقتل 2777 شخصاً العام الماضي، في اكبر حصيلة للقتلى منذ بدء الحرب في أفغانستان نهاية عام 2001، ارتفاع عدد الحوادث الأمنية في أفغانستان منذ آذار (مارس) بنسبة 51 بالمئة مقارنة بالفترة ذاتها العام الماضي، مشيرة إلى أن غالبيتها تنفذ عبر تفجير قنابل تزرع على الطرق أو بسبب اشتباكات بالسلاح. وكان أربعة أشخاص سقطوا في انفجار لغمين زرعا في منطقة معروف بولاية قندهار (جنوب)، حيث تركز القوات الأجنبية جهودها لمكافحة المسلحين. كما قتل 3 عمال باكستانيين بهجوم شنه مسلحون في ولاية لوغار (وسط). وتؤكد الحصيلة الأخيرة للقتلى المدنيين خطورة المهمة التي تواجهها القوات الأفغانية بعد توليها مسؤوليات أمنية اكبر في أعقاب الإعلان عن الدفعة الأولى لانسحاب القوات الأجنبية المقرر هذا الشهر من هذا البلد، حيث يتواجد حوالى 150 ألف جندي اجنبي في أفغانستان، بينهم 99 ألفاً من القوات الأميركية. وسجلت حركة تمرد «طالبان» مكاسب على الأرض في السنوات الأخيرة في أفغانستان على رغم إرسال تعزيزات غربية بشكل منتظم. إلى ذلك، قتل جندي إيطالي من قوات الحلف الأطلسي (ناتو) وجرح احد زملائه في انفجار لغم على طريق في منطقة باكفا بولاية فرح (غرب). وأوضحت وزارة الدفاع الإيطالية أن القتيل هو العريف غايتانو داركو الذي قاد الآلية المدرعة، كاشفة إصابة الجريح في ساقه، لكن حياته ليست في خطر. وأكد وزير الخارجية الإيطالي فرانكو فراتيني في بيان استمرار مشاركة بلاده ضمن المهمة الدولية في أفغانستان، وقال: «يجب حتى في هذه اللحظات القاسية أن نحافظ على مسارنا الثابت لإكمال مهمتنا، علماً أن الجيش الإيطالي يتولى القيادة العسكرية للمنطقة الغربية التي ألحقت بها مدينة هيرات، وهو ينشر 3800 جندي في أفغانستان، حيث قتل منذ بداية السنة 283 جندياً بينهم 65 في الشهر الماضي. على صعيد آخر، تظاهر حوالى مئتي أفغاني في منطقة شاه نو بالعاصمة كابول احتجاجاً على شن باكستان هجمات صاروخية على مناطق حدودية أسفرت وفق السلطات الأفغانية عن مقتل عشرات من مواطنيها. وحمل المتظاهرون لافتات كتبت عليها شعارات مثل: «الموت لباكستان» و»ندين الغزو الباكستاني لأراضينا»، ووصفوا جهاز الاستخبارات العسكرية الباكستاني بأنه «عدو معروف» لأفغانستان. وقال أحد المحتجين ويدعى محمد جان: «إذا لم تتوقف باكستان عن إطلاق الصواريخ على أفغانستان سنحمل السلاح ونثأر لدماء مواطنينا الأبرياء». وانفض الاحتجاج سلمياً بعد ساعتين، في وقت اعلن قائد شرطة الحدود شرق أفغانستان الجنرال أمين الله عمار خيل انه قدم استقالته الخميس الماضي بسبب هذه الهجمات التي أثارت زوبعة ديبلوماسية في الأيام الأخيرة وسط اتهامات متبادلة في شأنها والتي تقول الحكومة الأفغانية إنها قد تسيء إلى مساعي «تطوير الثقة والتعاون» بين البلدين. واتهم عمار خيل الحكومة الأفغانية بالتزام الصمت حيال ما وصفه ب «الغزو الباكستانيلأفغانستان»، وأضاف: «وعدت أهلي في المنطقة الحدودية بوقف القصف، لكن لا يزال الناس يموتون لأن لا أوامر لدينا من الحكومة المركزية بالرد». وكان الرئيس الأفغاني حميد كارزاي التقى هذا الأسبوع قائد الجيش الباكستاني الجنرال اشفق كياني في كابول للمطالبة بوقف الهجمات الصاروخية التي يقول عمار خيل إنها أدت إلى سقوط اكثر من 470 قذيفة صاروخية في ولاية كونار وحدها خلال الأسابيع الثلاثة الماضية، ما اسفر عن مقتل حوالى 12 مدنياً أفغانياً. كذلك، اعلن غل آغا شيرزاي، حاكم إقليم ننغرهار (شرق) انه ارسل خطاباً إلى القنصلية الباكستانية في جلال آباد للمطالبة بوقف الهجمات فوراً محذراً من احتمال أن تضر بالعلاقات، مشيراً إلى سقوط نحو 40 صاروخاً أطلق عبر الحدود من باكستان في مناطق سكنية وغير سكنية. ويتفق المسؤولون الغربيون والأفغان على الأهمية القصوى لدعم باكستان الجهود المبذولة لفتح قنوات اتصال مع «طالبان» من اجل إجراء محادثات سلام تنهي الحرب المستمرة منذ عشر سنوات في أفغانستان. وتزعم باكستان أن قواتها «ربما أطلقت بضعة قذائف من طريق الخطأ سقطت في أفغانستان خلال تعقبها مسلحين»، وتقول إن «متمردين من أفغانستان عبروا الحدود إليها لمهاجمة نقاط تفتيش أمنية». وتمتد الحدود بين أفغانستانوباكستان على مسافة 2400 كيلومتر، ويصعب السيطرة عليها بين المناطق الجبلية حيث تكثر عمليات التسلل، في وقت يستخدم قادة «طالبان» مخابئ في باكستان قاعدة لتنفيذ هجمات في أفغانستان.