طاولت القذائف مجدداً الأراضي اللبنانية نتيجة الاشتباكات الدائرة بين النظام السوري والمعارضة داخل الأراضي السورية وعلى الحدود مع لبنان، وأفادت «الوكالة الوطنية للإعلام» عن «سقوط 6 صواريخ من عيار 107 ملم على محطة مشاريع القاع في السلسلة الشرقية، أسفرت عن جرح مواطنة سورية نقلت إلى مستشفى الهرمل الحكومي وأضرار مادية». واجتازت صباح أمس، قافلة من 15 صهريجاً سورياً محملة بالمازوت معبر المصنع الحدودي بمواكبة أمنية من الجيش اللبناني، وكانت القافلة عادت أدراجها ليل أول من أمس، بعدما حاولت العبور شمالاً إلى داخل الأراضي السورية واعترضها مواطنون من بلدتي خربة روحا والبيرة. ووجهت القافلة أمس، بحركة اعتراض متواضعة عند مفرق بلدة الصويري في البقاع الغربي. وأفيد عن إحراق إطارات سيارات من قبل مواطنين عند مفترق مجدل عنجر وقطعت الطريق لبعض الوقت ثم أعيد فتحها. في غضون ذلك، اعتبر السفير السوري لدى لبنان علي عبد الكريم علي بعد لقائه رئيس المجلس النيابي نبيه بري أن سورية «لا تحتاج كجيش ومؤسسات إلى من يدعمها بالمال والسلاح والمقاتلين إنما إلى أن يوقف من يمد المسلحين بالمال والسلاح لتنتهي الأزمة فيها». وإذ جدد اعتبار أن ما تتعرض له سورية «محاولة لإضعافها وتدميرها، لذلك، الحلقة التي يشار إليها هي الدول التي حرضت المسلحين والإرهابيين والتكفيريين. يجب أن يشار إلى الاستخبارات الأميركية والبريطانية والفرنسية وإلى الدور التركي والقطري والسعودي قبل أن يشار إلى قوى تتأثر بهذه الدول، بالدفع في هذا الاتجاه الذي يرتد سلباً على لبنان، كما يرتد سلباً على الأردن وعلى الدول ذاتها التي حرضت ومولت وسلحت واستخدمت الإرهابيين من أربع رياح الأرض». وأتهم «بعض وسائل الإعلام بقلب الحقائق»، نافياً القول إن «المقاومة في لبنان ترسل مسلحين إلى سورية». ورأى أن «هذا الأمر يرتد سلباً على لبنان والأردن وسيرتد على الدول التي حرضت». ولفت إلى «ما قاله أكثر من قيادي في حزب الله وأنا أعيد حقائق معروفة على الأرض بأن القرى السورية الحدودية تضم سوريين ولبنانيين كما معظم القرى والبلدات في داخل سورية ولبنان، والشعبان السوري واللبناني والاختلاط بين العائلات موجود في كل المناطق. لذلك، إذا كان بعض اللبنانيين وهم بالآلاف الموجودون في قرى حدودية، قاوموا القوى الإرهابية والمسلحة التي اعتدت على ممتلكاتهم وأمنهم وحياتهم فهذا يجب أن يقرأ بالمنظور الصحيح والسليم». وأكد أن سورية «تمسك بالخيوط التي توصلها إلى انتصارها، وسيخسر المراهنون على إسقاطها وإسقاط دورها وسيعود النازحون إلى وطنهم في كل المدن والأرياف، وهو وعد قريب إن شاء الله»، محذراً من «مقدمات لعدوان قد يكون مخططاً له في دوائر الاستخبارات الأميركية والإسرائيلية». وفي المقابل، لا يزال النازحون السوريون يعانون من تراجع المساعدات الدولية لهم، ومواجهتهم ظروفاً معيشية قاسية إلى حد أن مواطناً سورياً يدعى أحمد محمود اليوسف (مواليد 1994) أضرم النار في نفسه في ساحة محلة بربور في بيروت ما أدى إلى إصابته بحروق ونقل بحال حرجة جداً إلى الجناح المخصص لمعالجة الحروق في المستشفى اللبناني الجعيتاوي. وأوضح الطبيب الشرعي كيفورك كيومجيان الذي عاين اليوسف أنه «مصاب بحروق من الدرجة الثالثة وهو بحال خطر وموضع عناية مكثفة»، وعلمت «الحياة» أنه جرى وضعه على جهاز الإنعاش. وذكرت الوكالة «الوطنية للإعلام» (الرسمية) «أن اليوسف كان يعاني ضائقة مادية وديوناً وغير قادر على سدادها فأقدم على هذه الخطوة». وفي السياق، أعلنت مديرية التوجيه في قيادة الجيش اللبناني في بيان توقيف دورية تابعة لمديرية المخابرات السوريين ن ن. وع د. في محلة الطريق الجديدة، بعد ضبطهما بالجرم المشهود وهما يروجان عملات أجنبية مزورة من فئة المئة دولار، كما أوقفت دورية أخرى في المحلة نفسها، السوريين ف ج. ون م. لإقدامهما على تزوير دفاتر سوق سورية وإقامات وبطاقات هوية سورية وبيعها لآخرين. وضبطت في حوزتهما الآلات المستخدمة في هذه الجرائم وبعض المستندات المزورة. وأحيل الموقوفون على القضاء المختص.