خفّت امس الزحمة عن نقطة المصنع الحدودية بين لبنان وسورية والتي شهدت خلال الاسبوع الماضي حركة نزوح كثيفة من مناطق دمشق وريفها الى بيروت ومناطق لبنانية اخرى. وروى عدد من النازحين السوريين عن انتشار كثيف لمسلحين على مقربة من نقطة جديدة يابوس على الجانب السوري من الحدود، قاموا بالتدقيق في هويات النازحين؛ في وقت عاد الهدوء الى بلدة الجورة في منطقة القاع اللبنانية، بعد معلومات افادت عن توغل قوة سورية قوامها نحو 30 عسكرياً دخلوا الى المنطقة وأطلقوا النار وقاموا بتفتيش عدد من المنازل. وأفاد شهود بأن صوت القصف والرصاص كان يصل الى المنطقة من الجانب السوري، ثم تطور الامر الى وصول رصاص القنص الى البلدة، ما ادى الى مغادرة عدد من العائلات منازلها في اليومين الماضيين. وقال احد ابناء البلدة ان الاهالي فوجئوا لدى عودتهم الى منازلهم امس بدخول عناصر من الجيش السوري اليها، ما دفع الاهالي الى اللجوء الى قوة الجيش اللبناني الموجودة في المنطقة، فأبلغهم العناصر بأن عليهم الاتصال بقيادة الجيش قبل الإتيان بأي عمل. وأضاف ان الاهالي عادوا الى منازلهم بصحبة عناصر من الجيش اللبناني، لإحضار امتعتهم ثم المغادرة. الى ذلك، وصلت اصوات القذائف الصاروخية والمدفعية السورية الى مسامع اهالي قرى البقاع الاوسط والى محيط اوتوستراد رياق - بعلبك الذي يبعد من الحدود اللبنانية - السورية اكثر من 30 كيلومتراً. وأشارت معلومات امنية الى ان مصدر الاصوات مرابض مدفعية سورية تقع عند الحدود اللبنانية - السورية في منطقة تعرف باسم كفر يابوس، وتقصف احياء في دمشق من هذه المرتفعات التي شهدت ليل اول من امس اشتباكات مسلحة. وأوضح عضو كتلة «المستقبل» النيابية عاصم عراجي أنّه في ما يتعلق بالنازحين السوريين إلى لبنان «كان هناك توافد كبير لهم يوم الأربعاء مع بدء اشتباكات دمشق، وكانت قوافل السيارات تمتد من نقطة المصنع الحدودية اللبنانية حتى نقطة جديدة يابوس السورية»، وأعلن انه اول من أمس «كان هناك نحو 6300 وافد سوري، وهناك توقعات بارتفاع هذا العدد في الأيام المقبلة». وقال في اتصال مع محطة «ال بي سي» ان عدد الوافدين انخفض امس «لكون الاشتباكات كانت في طريق المزة في دمشق، وهي الطريق التي توصل إلى لبنان، وبالتالي من الطبيعي أن تخف حركة الوافدين، وكنا نسمع أصوات القصف بشكل واضح في لبنان». وعن التعامل في لبنان مع النازحين، قال عراجي: «حتى الآن لا يوجد قرار رسمي تبلّغ به مدراء المدارس الرسمية بفتح مدارسهم أمام النازحين، وهناك فقط قرار بفتح 3 مدراس في مجدل عنجر والمرج، وكل المساعدات التي تم تقديمها هي من الجمعيات لكنها مساعدات خجولة لا تكفي». وأكد أن «المسؤولية تقع على عاتق الدولة، فيما مفوضية الأممالمتحدة للاجئين تهتم بالمعلومات عن أعداد النازحين لكنّها لا تقدّم أي مساعدات، ونحن نطالب الحكومة بأن تكون لديها خطة واضحة محددة لمسألة النازحين، كي لا نقع في مشكلة في حال تزايد عددهم». في المقابل، اعتبر نائب رئيس المجلس التنفيذي في «حزب الله» الشيخ نبيل قاووق ان «ما يحصل في سورية عدوان خارجي يدار اميركياً ويمول عربياً وهناك مقاتلون ومسلحون ومخابرات من مختلف دول العالم تخوض حرباً ضد سورية. ولما فشلوا بكل رهاناتهم على اسقاط النظام وجدنا انهم اختاروا إبقاء الجرح نازفاً». وقال قاووق في احتفال تأبيني في بلدة عرمتى الجنوبية: «المال العربي اليوم يتاجر بدماء السوريين ويريدون اسقاط سورية من داخلها والهدف تغيير معادلة الصراع مع اسرائيل حتى تكون سورية في الحرب المقبلة مستنزفة وضعيفة». وأكد أنه «حتى اليوم اتت النتائج في الصراع في سورية على خلاف ما ارادت اميركا وأدواتها في المنطقة. وأهم نتائج الصمود في سورية ان التحكم الأحادي الاميركي لادارة العالم تحطم وانكشف ضعف اميركا وعجزها عن فرض هيمنتها واملاءاتها على مجلس الامن وانكشف عجزها وتحكمها بإدارة شؤون الدنيا والعالم».