أكد السفير السوري لدى لبنان علي عبد الكريم علي بعد لقائه وزير الخارجية اللبناني في حكومة تصريف الأعمال عدنان منصور أن «التواصل مستمر بين البلدين لتوضيح الصورة للمعالجة بمنطق أخوي». وعما إذا كان تسلم رسالة احتجاج من منصور عن الخروق السورية المتكررة للسيادة اللبنانية قال: «لم أبلّغ رسالة احتجاج اليوم ولا قبل اليوم، ولم أتبلغ أيضاً. إن سورية هي التي يعتدى على حدودها ومخافرها ومواطنيها السوريين واللبنانيين في القرى الحدودية، وبالتالي تقدم معلومات تتبادلها مع وزارة الخارجية والجهات الرسمية، مع أن سورية تقدم أضعافاً مضاعفة عما تتلقى، لأنها تتلقى نيراناً من المسلحين وانتهاكات تعتبرها انتهاكاً للسيادتين». أضاف: «بعض اللبنانيين ذهبوا للمشاركة في الاعتداء على السوريين وقتلهم، كما قتل لبنانيون في الداخل السوري، أما الذي تعرضت له بلدة القصر وحوش السيد علي، فأنتم تعلمون أن جبهة النصرة أعلنت مسؤوليتها عن هذا الاعتداء». سئل: عناصر من «حزب الله» تقاتل مع النظام السوري، لذلك يصار إلى الرد على مصادر النيران؟ أجاب: «إن لبنانيين بآلاف الأعداد يقيمون في سورية منذ عشرات السنين ويحظون برعاية كاملة، هؤلاء تم الاعتداء عليهم وعلى قرى وبلدات وأحياء من السوريين أنفسهم. وبالتالي عندما يدافع هؤلاء عن قراهم، فهم مثل السوريين في الجيش الوطني واللجان الشعبية التي تدافع الآن في مواجهة هذه الجماعات الإرهابية التكفيرية الإجرامية التي استقدمت من اكثر من 40 جنسية في العالم. وهذا ليس خافياً على تقارير الأممالمتحدة ولا على إعلامكم». ولفت إلى أن «جرود عرسال وكل المناطق الحدودية المتداخلة بين البلدين كانت أيضاً ضحية هؤلاء الإرهابيين، وكانت بعض المسؤولية تقع على جهات أمنية وسياسية في لبنان، بمعنى ضبط الحدود وعدم رعاية المسلحين. وكان يجب أن يتم التنبيه إلى ذلك لأن هؤلاء يرتدّون على أمن لبنان كما على أمن سورية. وسورية لم تقصف الأراضي اللبنانية، بل ردت على مصادر النيران، وإذا وقعت بعض الطلقات فهي في المناطق المتنازع عليها أو ذات الحدود غير الواضحة، وسورية حريصة على علاقة أخوية مع لبنان وعلى معالجة الأمر بمنطق الدولتين، ووفق الاتفاقات الناظمة للعلاقة بين البلدين». وعما إذا كان تم استدعاؤه من منصور أجاب: «لم أستدع. أنا الذي طلبت الموعد، وجئت إليه للتنسيق معه في قضايا مشتركة يجب التشاور ومتابعتها. وأنا أطلب الموعد عادة ولا أستدعى». وقال: «أنا سلمت خلال الأشهر الماضية أكثر من 24 مذكرة، وتكاد الرسائل تكون يومية، ونحن لا نعد الرسائل ولا نسميها مذكرات احتجاج، بل نتبادل المعلومات، ولا نهاية لها ما دام هناك إرهابيون يستخدمون الحدود اللبنانية للعدوان على سورية»، مشيراً إلى أن «الحدود في طريقها إلى الضبط. والجيش اللبناني يقوم بدور مشكور، والأمن اللبناني يصعّد اهتماماته أيضاً. ونحن حريصون على أقصى درجات الإخاء والتعاون مع هذا البلد الشقيق». وما إذا كان يمكن أن يشهد تقارباً سورياً - سعودياً أكد ان «سورية لم تغلق الباب مع أي من الأشقاء، بل هم أخطأوا بحق أنفسهم وبحق سورية التي تدعو دائماً إلى التلاقي حول القضايا العربية والقومية».