تدهور الوضع الامني على الحدود اللبنانية الشمالية مع سورية منذ ما بعد منتصف ليل اول من امس، وحتى صباح امس، جراء القصف وإطلاق النار من الداخل السوري الى الاراضي اللبنانية وتحديداً منطقة وادي خالد المتاخمة، والتي طاول القصف العشوائي بعض قراها مخلفاً 3 قتلى ونحو 10 جرحى من اللبنانيين والنازحين السوريين وبينهم اطفال، وخسائر مادية وحركة نزوح غير اعتيادية الى قرى اكثر اماناً، وبعض الضحايا سقط نتيجة لغم ارضي كان في احدى خيم النازحين، فيما اعلن الجيش اللبناني عن «تعزيز قواه المنتشرة في المنطقة، ووضعت في حال استنفار قصوى». وتحدثت مصادر امنية لبنانية عن انه تم تحديد المراكز التي انطلق منها القصف داخل الاراضي السورية في اتجاه لبنان. وذكرت معلومات اعلامية لبنانية ان التصعيد الامني حصل بعد عملية انشقاق في بلدة الهيت السورية واشتباك المنشقين مع الجيش النظامي، فطاولت القذائف الجانب اللبناني. وكانت «الإخبارية السورية» تحدثت عن «تصدي القوات المختصة لمحاولة تسلل مجموعة ارهابية مسلحة من لبنان في موقع السرحانية في ريف القصير، فقتلت وأصابت العشرات». وأدى سقوط قذيفة «آر بي جي» في بلدة الهيشة الى مقتل إثنين من النازحين السوريين وجرح آخرين، نقلوا بواسطة سيارات الصليب الأحمر الى مستشفى «سيدة السلام» في القبيات، كما أدى انفجار قذيفة أخرى في البلدة الى مقتل المواطن نديم شحادة النور وإصابة سبعة من أفراد عائلته بجروح نقلوا ايضاً الى مستشفى «سيدة السلام». وذكرت «الوكالة الوطنية للاعلام» (الرسمية) ان «دورية لقوى الامن الداخلي حضرت للكشف على مكان وقوع القذيفة فوق احدى الخيم حيث تسكن عائلة ن.ن من ضمن مجمع للنازحين السوريين، وطلبت خبيراً عسكرياً لتحديد طبيعة الانفجار. وأوضح الخبير بعد الكشف على المكان «ان الانفجار ناجم عن لغم ارضي كان يعبث به صاحب الخيمة». وفي حي المحطة، قتلت الشابة ناديا العويشي (19 سنة) وأصيب طفلان هما احمد ومصطفى المكحل. وفي قرية العوادة أُصيب منزل بري شحادة حيث جرحت ابنتاه. واستهدفت قرية الكلخة بأكثر من 7 قذائف اصيبت جراءها الطفلة عبير علي المكحل بشظية. وكلّفت الهيئة العليا للإغاثة بتوجيه من رئيس الحكومة نجيب ميقاتي، فريق عمل للكشف على الأضرار في قرية الهيشة. قيادة الجيش وأعلنت قيادة الجيش - مديرية التوجيه في بيان «انه في الثانية من فجر اليوم (امس) وعلى أثر حصول اشتباكات مسلحة داخل الأراضي السورية في الجهة المقابلة لبلدة العماير اللبنانية في منطقة وادي خالد، سقط عدد من القذائف في البلدة المذكورة، ما أدى إلى استشهاد مواطنة وسقوط ثلاثة جرحى، تم نقلهم إلى مستشفى «سيدة السلام» في بلدة القبيات. وتم تعزيز قوى الجيش المنتشرة في المنطقة، والتي وضعت في حال استنفار قصوى، واتخذت التدابير الميدانية اللازمة، لمعالجة أي خرق للحدود اللبنانية - السورية من أي جهة أتى وبالطرق المناسبة». سليمان يأسف لسقوط الضحايا أسف الرئيس اللبناني ميشال سليمان لسقوط ضحايا في منطقة وادي خالد (شمال لبنان). وأفاد المكتب الاعلامي في القصر الجمهوري بأن سليمان «اجرى اتصالات بالاجهزة المختصة للاطلاع على نتائج التحقيقات، طالباً اتخاذ التدابير اللازمة الآيلة الى منع سقوط المدنيين تحت اي سبب كان لأن امن المواطنين وسلامتهم يشكلان اولوية الاهتمامات لدى المسؤولين». وقال امام زواره امس، ان «ما يحصل في المنطقة من تحول نحو الديموقراطية يفرض علينا تحسين أدائنا الديموقراطي للإفادة من هذا المناخ الذي ينقل التعاطي بين دول المنطقة من دولة الى دولة عبر المؤسسات الدستورية». ورأى ان «هذه المناخات الحاصلة تفتح الباب واسعاً امام لبنان ليعود الى دوره الريادي كنقطة ارتكاز تربوية وثقافية وطبية واجتماعية، خصوصاً ان النسيج اللبناني والدستور يشكلان نموذجاً يحتذى، وبات ضرورياً للأنظمة الديموقراطية في عالم العولمة والانفتاح إشراك كل مكونات المجتمعات في ادارة الشأن العام».