أعلنت الشرطة العراقية في ديالى أمس مصرع العشرات في تفجيرات استهدفت مقرات سياسية وأمنية كردية في بلدة قرة تبة، فيما أعلن تنظيم «الدولة الإسلامية» (داعش) مسؤوليته عن التفجيرات وأكد أن منفذيها من جنسيات مختلفة، بينها تركية وألمانية. وقال ضابط رفيع في شرطة ديالى ل «الحياة» إن «ثلاثة تفجيرات بسيارات مفخخة أدت إلى مقتل 25 على الأقل وإصابة 30 آخرين»، فيما قال مسؤول أمني كردي من إن «حصيلة التفجيرات التي وقعت في قرة تبة بلغت 27 قتيلاً وعشرات الجرحى»، مشيراً إلى أن «24 منهم من عناصر اليبشمركة القدامى الذين جاؤوا للالتحاق بجبهات القتال ضد عناصر الدولة الإسلامية». وكان مدير ناحية قرة تبة، وهاب أحمد، الذي أصيب بجروح في أحد الانفجارات قرب مكتبه قال إن «التفجيرات التي وقعت في أوقات متقاربة استهدفت مقر حزب الاتحاد الوطني الكردستاني ومقر الاسايش (قوات الأمن الكردية) ومكتب مدير الناحية». وتبنى تنظيم «الدولة الإسلامية» سلسلة التفجيرات التي استهدفت هذه البلدة التي يقطنها غالبية من الأكراد، بحسب بيان نشره التنظيم على حسابه في توتير. وأكد مسؤول في مكتب مكافحة الإرهاب ل «الحياة» أن «التفجيرات تؤكد المعلومات في شأن عزم تنظيم داعش السيطرة على ديالى بعد دخول المقاتلين المدججين بالأسلحة والآليات». وأضاف أن «مركز قيادة داعش انتقل إلى ناحية جلولاء بدلاً من ناحية السعدية بعد أن ركز في الأيام الماضية على تعزيزاته العسكرية وتدعيم وجوده بمئات المقاتلين الأجانب». وتقع هذه المدينة التي يقطنها أكراد في شمال بلدة جلولاء التي يسيطر عليها تنظيم «داعش»، وتعد خط المواجهة معه. وتعد هذه البلدة من المناطق المتنازع عليها بين بغداد وإقليم كردستان الذي يطالب بضمها إليه ضمن عدد من المدن التي يسكنها أكراد في محافظة ديالى. وتخضع حالياً لسيطرة الأكراد في شكل كامل بعد انسحاب قوات الجيش والشرطة الاتحادية إثر هجوم «داعش» على عدد من المدن العراقية شمال البلاد في حزيران (يونيو). وأفاد مصدر في قوات البيشمركة أن «تنظيم الدولة «داعش» نقل مقراته القيادية من محيط مدينة بعقوبة إلى بلدة جلولاء بمحافظة ديالى، تمهيداً لشن هجوم واسع على المدينة». وبيّن أن «استخبارات قوات البيشمركة لديها معلومات شبه مؤكدة تفيد بأن التنظيم يعتزم شن عملية واسعة النطاق لكسر الطوق المفروض على جلولاء وتوسيع نطاق تواجده هناك، وأن قوات البيشمركة عززت تحصيناتها لصد أي هجوم مفترض». وقال بيان على مواقع التنظيم إن «هجوماً بسيارة مفخخة نفذه الانتحاري أبو محمد الجزراوي على مقرين متجاورين لقوات البيشمركة في ناحية قرة تبة بمحافظة ديالى». وتابع أن «الانتحاري أبو تراب التركي قام بتفجير حزامه الناسف وسط تجمعات عناصر البيشمركة أثناء محاولتهم إخلاء قتلاهم وجرحاهم من مكان التفجير الأول». وزاد البيان أن «المهاجر الانتحاري أبو سارة فجر سيارة يقودها على مبنى قاعة المؤتمرات التابعة للأحزاب الكردية والعراقية». وفي بعقوبة مركز المحافظة، 60 كلم شمال شرقي بغداد، قال ضابط في الشرطة برتبة نقيب إن «سبعة أشخاص قتلوا، بينهم ثلاثة نساء وطفل وأصيب عشرة بجروح إثر انفجار عبوتين ناسفتين في شارع تجاري وسط حي الضباط، في جنوببعقوبة وأخرى استهدفت منزل أحد عناصر الشرطة في حي شفتة، وسط المدينة».