أعلنت «لجان التنسيق المحلية» رفضها دعوة زعيم تنظيم «القاعدة» أيمن الظواهري إلى «إقامة دولة إسلامية في سورية»، في حين اعتبرت صحيفة سورية قريبة من السلطات مبايعة «جبهة النصرة» تنظيم «القاعدة» دليلاً على أن النظام السوري يخوض «حرباً ضد الإرهاب» وأن لا وجود ل «ثورة سلمية». وأعرب قائد «لواء التوحيد» أحد أبرز تشكيلات «الجيش الحر» في شمال البلاد رفضه اعتبار «النصرة» تنظيماً إرهابياً. وجاء في بيان ل «لجان التنسيق» التي تعكس آراء النشطاء المدنيين، أنها ترفض «جملة وتفصيلاً ما ورد على لسان الظواهري ودعوته إلى إقامة دولة إسلامية في سورية»، وأنها تدين «التدخل السافر في الشؤون الداخلية السورية، وتؤكد مجدداً أن السوريون وحدهم يقررون مستقبل بلدهم». وكانت «النصرة» أعلنت مبايعة الظواهري الذي كان دعا الأسبوع الماضي إلى إقامة «دولة إسلامية». لكنها تنصلت من إعلان «دولة العراق الإسلامية» الاندماج معها تحت راية واحدة، علماً أن واشنطن أدرجت «النصرة» على قائمة المنظمات الإرهابية. وتابعت اللجان أن «حلمنا المنشود كسوريين بعد إسقاط النظام الفاشي هو إرساء نظام قائم على الحريات العامة والمساواة الحقوقية والسياسية بين السوريين، وأن سورية المستقبل التي ننشدها هي سورية جمهورية ودولة مدنية يملكها السوريون كشعب واحد». في المقابل، كتبت صحيفة «الوطن» أمس: «إنها القاعدة وليست ثورة سلمية قامت بصدور عارية، كفاكم كذباً ودجلاً وخداعاً»، وأنه بعد نحو عامين «بدأت الحقائق تتكشف شيئاً فشيئاً وهذه المرة باعترافات مباشرة من تنظيم القاعدة في العراق ومن الداخل السوري». وأكدت الصحيفة أن النظام السوري يخوض منذ عامين «حرباً حقيقية على إرهابكم وعلى من تقبلون وتدافعون عنه أمام المحافل الدولية وتزودونه بالمال والرجال والعتاد»، مشددة على أن هذه الحرب «لن ينتصر فيها إلا الشعب السوري الذي يرفض إرهابكم وتطرفكم وأموالكم، ويداً بيد مع جيشه سيقضي على آخر إرهابي دنس أرض سورية الطاهرة». وقال قائد «لواء التوحيد» عبد القادر صالح في مقابلة مع قناة «العربية»: «رفضت وأرفض إدراج جبهة النصرة في قائمة الإرهاب الأميركية لأننا لم نرَ من الجبهة أي إرهاب». وأضاف أن «كل الإرهاب الذي مارسه (نظام) بشار الأسد ضد المدنيين العزَّل مثل قصف المساجد وقتل النساء والأطفال، لم يُدَن حتى الآن». وقال: «نحن نسعى إلى قيام دولة عدل إسلامية منتخبة تُحترم فيها كل الحقوق وتراعى فيها حقوق الأقليات، لكننا لن نفرض كيفية هيكلة شكل هذه الدولة لأن هذا منوط بالشعب السوري»، لافتاً إلى أن «السلاح الذي بيدنا سيصبح بيد الدولة بعد سقوط نظام الأسد». واختتم صالح المقابلة التي يبث نصها الكامل اليوم: «نحن لا نقاتل الآن بشار ونظامه لأنه انتهى، بل نقاتل إيران وحزب الله اللذين تتوافر أدلة كثيرة على وجودهم خصوصاً في حمص والقصير» وسط سورية.