سيتم حجب هذه الصورة تلقائيا عندما يتم الإبلاغ عنها من طرف عدة أشخاص.
محللون: النظام السوري هو من اختلق فكرة "القاعدة" وروّج لوجودها.. والثورة المباركة لن تخرج عن مسارها أكدوا أنهم لم يشهدوا كتائب تابعة لها وما تصدره لا يعدو كونه فبركة إعلامية مخابراتية
تساؤلات مهمة يثيرها الساسة والمراقبون للساحة السورية هل للقاعدة ولجماعات الإسلام الجهادي "المتشددة" وجود فعلي في سورية، حيث تحدثت المصادر عن إعلان جماعة تطلق على نفسها "جبهة النصرة" وقامت بإعلان مسؤوليتها عن العديد من التفجيرات وتبنيها، وتعتبر مؤسسة "المنارة البيضاء" الإعلامية التابعة للجبهة الذراع الإعلامية لها والتي بدورها تصدر بيانات ومقاطع فيديو تُنشر بصورة منتظمة على مواقع ومنتديات مختلفة، فمن يقف وراء هذه الجماعة، ومن هي؟، وما هو خطر وجود هذا التنظيم على مسار ومستقبل الثورة والواقع في سورية؟، لكنّ البعض يؤكدّ أنّ النظام السوري هو الذي يساهم ويدفع باتجاه إثبات وجود الجماعات المتشددة لمحاولة إثبات وجودها من أجل أن تكون حجة أمام الغرب والدول المحيطة لتتراجع كثيرًا عن مسألة الحسم العسكري. السؤال القائم: ماذا عن رؤية بعض المحللين والتي يرون فيها أنّ سورية ستتحول إلى عراق جديد في ظل وجود مثل هذه التنظيمات، مع تأكيد آخرين بأنّ وجود هذه الجماعات أمر طبيعي لأن الوضع في سورية يختلف تمامًا عن العراق، وأنّ كثيرًا من التيارات السورية ترفض هذه الجماعات فهي إن تحركت ستتحرك بشكل خلايا متخفية وعمليات تفجير محدودة وبالتالي فإنّ أثرها ضعيف ولا يكاد يذكر. مع ذلك، يحث لنا طرح سؤال آخر ونعني به: أين دور العلماء وأهل الفقه في توجيه مثل هذه الجماعات خوفا من أن تخرج الثورة السورية عن مسارها الحقيقي، بحيث تجر إلى مفاسد لا تحمد عواقبها؟ "الرسالة" تحاول أن تستجلي تلك الحقائق في سياق هذا التحقيق: بداية يؤكدّ الأمين العام لحزب الوطنيين الأحرار السوريين الدكتور أحمد جمعة، أنّ مثل هذه التنظيمات هي تابعة لعصابة البعث الفاشي التي خصخصتها العصابة النصيرية الإرهابية منذ بدايات الستينيات من القرن الماضي مع بداية الانقلاب العسكري على الشرعية الدستورية عام 1963م. ويضيف جمعة قائلًا: "العصابة النصيرية الإرهابية في سورية بقيادة المجرم بشار وزبانيته هم من دعموا وسلحوا ودربوا هذه التنظيمات "التكفيرية مثل "جبهة النصرة في بلاد الشام" لإبادة أهل السنة فهم الذين يحاولون تسليم لبنان إلى الشيعة بشكل كامل"، مشددًا على أنّ هذه الجماعة تعطي الذريعة لمتابعة سحق وقتل والتنكيل بالأكثرية السنية ومن جديد برضا أمريكي وتحت ذريعة محاربة الإرهاب والقاعدة وبارتياح إسرائيلي للحفاظ على حدودها الشمالية آمنة منذ أربعة عقود بعد أن باع وزير الدفاع آنذاك الجنرال حافظ الأسد الجولان لإسرائيل في مؤامرة حزيران عام 1967م مقابل حكم الأكثرية السنية بالحديد والنار إلى الأبد كون إسرائيل هي الرابح دائمًا على مدار التاريخ بعد سقوط الإمبراطورية الإسلامية، ملمحًا بأنّ "جبهة النصرة" هي فرع أو وكالة إقليمية "لحزب التحرير" ويرفعون أعلام حزب التحرير في كافة الفيديوهات التي يعرضونها وتسوقها مؤسسة "المنارة البيضاء" الإعلامية ويمولها ويقودها النصيريين أنفسهم تحت قيادة محمد ناصيف وواصف شوكت، مؤكدًا أنّه لا يوجد أي تواجد على الأرض لهم إطلاقًا ولا يوجد أحد رأى لهم أي أثر في كافة المناطق التي تدور فيها المعارك مع النصيريين، فدورهم فقط مجرد " فقاعة إعلامية" لتبني عمليات ارهابية تقوم بها الاستخبارات النصيرية حتى يتم الاستمرار بتنفيذ مخطط القضاء على السنة بنفس الخطة التي تم القضاء بموجبها على السنة في العراق، مشيرًا إلى أنّ من يقاتل هم الجيش السوري الحر وضباط أحرار انضموا للجيش الحر بعد انشقاقهم وضباط متقاعدون وأفراد وضباط سابقون ممن أدوا الخدمة العسكرية في صفوف الجيش السوري إضافة إلى وجود ثوار مدنيين والذين شكلوا كتائب مستقلة مقاتلة لأجل الحرية. عن دور العلماء وأهل الفقه في توجيه مثل هذه الجماعات خوف من أن تخرج الثورة عن مسارها الحقيقي، وتؤدي إلى مفاسد كبيرة يردّ جمعة قائلًا: "دور العلماء وأهل الفقه دور مهم ويتم استثماره بشكل جيد في توجيه ونصح وإرشاد وتوعية الكتائب المقاتلة من أجل الحرية في سورية والمساهمة في تنظيمها والتنسيق فيما بينها"، معتبرًا أنّ دور العلماء في مساعدة الكتائب على التنسيق هو دور مفصلي وهام وحيوي ويقومون به على أكمل وجه، مشددًا على أنّ الثورة انتهت وتخوض الثورة في الوقت الحالي حربًا دفاعية وجودية تشنها علينا العصابة النصيرية الإرهابية وبرعاية إيرانية فارسية وروسية-صينية وصمت دولي وتخاذل إسلامي عربي، وهذا ما عبرت عنه الأكثرية السنية في جمعة "خذلنا المسلمون والعرب"، وبعدها أتت جمعة أخرى حملت شعار "إذا خذلنا حكام العرب أين الشعوب؟" لا خطر منه من جانبه يعتقد المفوّض العام لاتّحاد ثوّار سورية في ليبيا د.محمد أيمن الجمال، أنّ تهمة التشدّد تهمة تُلصق ببعض المعتدلين لقطع طرق الدعم عنهم، وللغرب أهداف أخرى من اتّهام بعض المعتدلين بها، مؤكدًا أنّه لا يُمكن إنكار أنّ شدّة الظلم والعدوان تثير عواطف الشباب المتحمّس للانتصار للدين والعرض، فيلجئون إلى الانضمام إلى من يرون عنده غيرة على الدين، والتزامًا بالإسلام فيكثر أتباع المتشدّدين في مثل هذه الظروف، معتبرًا أنّ عمليّات هذا التيّار عمومًا هي عمليّات نوعيّة، سيّما وأنّ النظام السابق درّب بعض عناصره وأرسلها إلى العراق لغرض تثبيت الوجود الأجنبيّ فيه بحجّة عدم الاستقرار، ولتفريغ سورية من هذه العناصر، ولذلك فهم يقومون بعمليّات نوعيّة تهزّ كيان النظام وتهزّ العالم الذي يدعمه، مشيرًا إلى عدم وجود أي خطر على سورية من هذا التنظيم، وإنّما الخطر الحقيقيّ على أعداء سورية الذين يحيطون بها من الصهاينة وحزب الله وعملاء أمريكا من الشيعة وأذنابهم في العراق، لكنّ الغرب لن يقدر على تشويه صورتهم إلاّ بإشاعة أنّ هناك خطرًا على مستقبل سورية، مؤكدًا أنّ مثل هذه التنظيمات قد يكون لها وجود محدود "انفعالي" في مرحلة الثورة المسلّحة ولكن بعد هذه المرحلة سيتقلّص وجود هذه الجماعات تدريجيًّا ويتقلّص أثرها في بناء الدولة. لا وجود لها من جهته يؤكدّ عضو الهيئة العامة للعلماء المسلمين بسورية الشيخ علي بن نايف الشحود، أنّ القاعدة في الأصل لا وجود لها في سورية، ولسنا بحاجة إلى القاعدة ولا غيرها، فلا ينقصنا المجاهدون، وإنّما ينقصنا العتاد الذي نواجه به هذا الطاغية الصنم، منوهًا على أنّ جبهة النصرة هي جماعة مشبوهة ولا يثق بها ولا ببياناتها كلها، وكثير من البيانات التي تصدرها مفبركة ومن صنع النظام الفرعوني في سورية، وقد حذر منها مرارًا، مشددًا على أننا لا ننخدع بأي واحد يرفع راية إسلامية لا مضمون لها فأين كانت جماعة النصرة وغيرها قبل قيام الثورة السورية؟، مضيفًا: "هل كان النظام النصيري قبل الثورة يحكم بما أنزل الله ويحرم الخروج عليه وصار بعد الثورة يحكم بما أنزل الشيطان ويجب الخروج عليه؟"، منوهًا على أنّه يحرم تحريما قطعيًا على جميع المقاتلين في العراق وغيرها ترك مواقعهم الجهادية والمجيء للشام؛ لأنّ هذا فرار من الزحف وعدم فهم لفقه الجهاد فلا يجوز ترك الجبهات الأخرى قبل التحرير الكامل وتحكيم شريعة الإسلام حقا وحقيقة. لم نشهد كتائب للقاعدة أما عضو الهيئة العامة للعلماء المسلمين في سورية أ.جمعة محمد لهيب، فإنّه ينفي وجود القاعدة في الحراك السوري قائلًا: "هو أمر لم نشهده حتى هذه اللحظة في الحراك الثوري سواء السلمي منه أو المسلح, فلم نشهد كتائب تابعة للقاعدة وتنظيمها, كما لم نشهد تنسيقيات تابعة لها، أما بالنسبة لما يسمى جبهة النصرة فهي من عمل النظام ليس إلا, وما تصدره لا يعدو كونه فبركة إعلامية مخابراتية بامتياز"، مشيرًا إلى أنّ تنظيم القاعدة مخترق في سورية منذ عهد ما يسمى بفتح الإسلام الذي عمل على تفجير كبير في منطقة السيدة زينب بدمشق أمام فرع فلسطين الأمني منذ أربع سنوات تقريبا، حيث إنّ النظام أطلق سراح كثيرين من قيادات التوجه الجهادي التابعين لتنظيم القاعدة ومنهم ما يسمى بجبهة النصرة، معتبرًا أنّ هناك صراعًا خفيًا سابقًا بين سورية وتركيا حول ضابط مخابرات سوري كان مسؤولًا عن تفجيرات بتركيا وهو قيادي بتنظيم القاعدة في سورية, والذي نشر خفايا هذا الصراع قنوات إخبارية كثيرة كمفكرة الإسلام وغيرها، ومن هنا فلا مصلحة من وجود جبهة النصرة أو غيرها إلاّ من قبل النظام فقط, لتخويف الغرب من البديل عنه, ومن سيطرة الفكر الجهادي القاعدي على السوريين مما سيشكل خطرًا كبيرًا على إسرائيل, وهذا ما دفع برامي مخلوف لتحذير الغرب بقوله: "أمن سورية من أمن إسرائيل". وعن خطر وجود هذا التنظيم على مسار ومستقبل الثورة والواقع في سورية يخشى لهيب من انتشار مثل هذه التنظيمات بسبب عاملين: الأول هو أنّ تطول الأزمة بسورية أكثر، والثاني: عدم تمويل قيادة واحدة للثوار المسلحين كالجيش الحر، منوهًا على أنّ هذين العاملين يسببان الفوضى التي قد تخلق عناصر جهادية تابعة للقاعدة أو لغيرها, أو لربما تنشئ لنفسها تنظيمًا جديدًا، مطمئنًا في الوقت نفسه على أنّ الثورة السورية لم تصل لهذه المرحلة بسبب وعي الشعب، ونفور الناس من لفظة القاعدة ولكن مع ذلك لا أحد يضمن ما في رحم المستقبل، مؤكدًا أنّ وجود مثل هكذا تنظيم يسبب حرجًا كبيرًا لدعاة المدنية والمواطنة سواء الإسلاميين منهم أو العلمانيين أو اليساريين، ويمثل خطرًا كبيرًا على مستقبل سورية الديمقراطي التحرري الذي ننشده، قائلًا: "يتبين من تركيبة الثورة أنّ انخراط تنظيم تابع للقاعدة أمر مستحيل, قد يوجد أفراد فكرهم قريب من تنظيم القاعدة, ولكن كتنظيم كبير أمر مستحيل عقلًا أن يدخل بسورية لأنّ أول من سيحاربه هم الثوار"، مشددًا على أنّه لا مصلحة لأي طرف بوجود تنظيم القاعدة في سورية أبدًا إلاّ النظام السوري, بل ولا حاجة للكتائب الثورية لها, فلدى الجيش الحر والكتائب الثورية ما يكفي من العدد لمحاربة النظام بالسلاح, مشيرًا إلى وجود أعداد كبيرة من العلماء والدعاة في الكتائب, كما أنّ بعض الهيئات العلمائية تعمل على الإحاطة بكل مكونات الكتائب والفصائل المسلحة، وحتى هذه اللحظة الجهود المبذولة من قبل العلماء الأحرار قوية وفاعلة جدًا بالأرض, وأغلب الكتائب فيها عالم أو أكثر يرجع إليه في الأمور الشرعية وفي حل النزاعات وغيرها، وسيكون الثقل الأكبر عليهم بعد إسقاط النظام في كونهم سدًا منيعًا ضد الفوضى والطائفية، ولكن الخوف كما قلت وأكرر من استمرار الأزمة وتغييب القيادة للمسلحين. في مرحلتها الرابعة وفي سياق متصل يؤكدّ المحلل والمفكر السياسي الدكتور عبدالله أبو السمن، أنّ القاعدة والتي تشكلت واقعًا على أرض أفغانستان تعيش في مرحلتها الرابعة وبالعودة إلى أهدافها في هذه المرحلة ترى القاعدة هذه المرحلة مخطط لها أن تبدأ عام 2010م، وتنتهي مع بداية 2013م، وفي هذه المرحلة سيتم التركيز على إسقاط الأنظمة عبر الاشتباك المباشر والقوي معها، منوهًا على أنّ مخططي القاعدة يرون أنّ النهج الأمريكي الحالي في التعامل مع المنطقة العربية، سوف يؤدي إلى كشف كل أوراق الأنظمة الحاكمة، والذي سيؤدي إلى تعريتها وبيان عوارها للقاصي والداني من أبناء الأمة، مشيرًا إلى أنّ الأنظمة سوف تفقد مبررات وجودها شيئًا فشيئًا، وتضعف تدريجيًا, مع تنامٍ مستمر لتيار القاعدة، إضافة إلى استنزاف مستمر للقوة الأمريكية عبر توسيع دائرة الاشتباك والمناورة، مما سيجعلها غير قادرة على الاستمرار في دعم جميع الأنظمة على النمط القائم حاليًا، مشددًا على أنّ إمكانيات تيار القاعدة الإلكترونية قد اكتملت، وسيكون هذا وقت استخدامها في شن هجمات إلكترونية على الاقتصاد الأمريكي، مما سيؤدي إلى إضعافه، ملمحًا بأنّ القاعدة التي عملت في أفغانستان والعراق وفي كل مكان مواجهة لن تترك ساحة مهمة مثل سورية التي تتصارع فيها جميع المشروعات الغربية والشرقية والعربية الإسلامية، وقد حاولت منذ بداية الثورة في سورية إيجاد حاضنة لها من المجتمع السوري إلاّ أنّ السوريين الذين أرادوها سلمية في الأشهر الأولى رفضوا إيجاد هذه الحاضنة ولكنهم بعد أن شاهدوا إجرام النظام وتخلي المجتمع الدولي عنهم طالبوا بوجود القاعدة وقدموا لها الدعم اللازم ولكن أيضًا بشروط المجتمع السوري، وما جبهة النصرة إلاّ مثال أولي على ما يمكن أن يلقاه هذا النظام بعدما فتحت المعركة على مصراعيها. ويعتقد أبو السمن أنّ النظام السوري يلعب بورقة التنظيمات المتشددة من أجل استرضاء الغرب لمعرفته أثر تواجد هذه التنظيمات على الحدود السورية الفلسطينية ومدى تهديدها للمشروع الإسرائيلي، وبالتالي يستجدي حماية الغرب بافتعاله الإعلامي حول وجود هذه الجماعات لتكون ورقة رابحة بيده إضافة إلى قدرته على المساومة بالورقة الفلسطينية وورقة حزب الله والعلاقة مع إيران واستعداده لتنفيذ متطلبات المرحلة القادمة من المخطط الغربي في المنطقة، مؤكدًا أنّ مسألة الحسم العسكري الغربي سيؤخر لأنّه يريد من الأسد تدمير سورية وإمكاناتها ورهنها إلى الاتحاد السوفيتي بديون عسكرية كما يريد من القادة السياسية للمقاومة أن تكون أكثر ارتهانًا بيديه يحركها كيف يشاء ويكون مطمئنًا على تنفيذ برامجه بمرحلة ما بعد الثورة والتي تتمثل بحماية الحدود مع الكيان الإسرائيلي والسلام والأمن الدوليين والاستمرار بمواجهة الجماعات الجهادية وإعطاء حرية التقسيم كما في العراق والسودان والتخلي عن برنامج المقاومة في فلسطين ولبنان، منوهًا إلى أنّ المعركة الداخلية ستطول ولن يتدخل الغرب عسكريًا إلاّ في اللحظة التي يرى أنّ المقاومة المسلحة في الداخل حققت أهدافها فيتدخل من أجل حماية مصالحه وترتيب الأوراق الداخلية حسب متطلباته المستقبلية. نفس أفكارها وعلى الصعيد نفسه يعتقد الباحث والمفكر الإسلامي الشيخ محمد الأمين، أنّ جبهة النصرة ليست تابعة للقاعدة منوهًا على أنّ راية القاعدة هي سوداء، لكن كثيرًا من أعضاء النصرة كانوا قاتلوا تحت راية قاعدة العراق وبالتالي فهم يحملون نفس أفكارها وخبراتها ويبدو أنّهم يكررون نفس أخطائها، مشيرًا إلى أنّ جميع أعضاء الجماعة يتخفون عن الناس ولا يعلنون أسماءهم الحقيقية ولا يظهرون في أي فيديو إلا ملثمين ويتنقلون على الحواجز بهويات مزورة، وبالتالي فهم مجهولون للشعب السوري مما يفقدهم التعاطف الشعبي، مؤكدًا أنّ كثيرًا من قادتها معروفون عند قادة الكتائب الإسلامية الأخرى مثل: أحرار الشام لأنّهم كانوا جميعا في سجن صيدنايا. وهناك نوع من العداء الشخصي بين قادة النصرة وقادة باقي الكتائب الإسلامية، حيث إنّه ينشط هذا التنظيم في دمشق وريفها وفي حوران، ثم قليلًا في ريف حلب ودير الزور، ولا يعلم له أي وجود في حمص والساحل وإدلب، معتبرًا أنّ خطورة هذا التنظيم في أنّه يكرر نفس الأخطاء التي وقعت في العراق، فهو لا يهتم بالدعم الشعبي الذي يعتبر أهم مقوم لحرب العصابات، فسمعته بين عامة الشعب ليست جيدة، وهو لا يحاول تحسينها، بل على العكس تصريحاته الدموية والتكفيرية تنفر الناس منه، كما أنّه يرفض أي تعاون مع الكتائب الأخرى مما يزيد الفرقة. محدود جدًا وفي نفس الإطار يؤكدّ رئيس المكتب السياسي لهيئة الإنقاذ السورية د.أسامة الملوحي، أنّ وجود تنظيم القاعدة في سورية محدود جدًا، وقد استطاعت المخابرات السورية اختراق التنظيم من أيام احتلال العراق وأثناء المقاومة لذلك من الوارد أن يكون الخرق ممتدًا لمن ينتمي للتنظيم في سورية، مشيرًا إلى أنّ جبهة النصرة لم تتوفر عنها المعلومات الكافية ولا يعلم اتصالات واضحة تؤدي إليها، حيث إنّ النظام محترف في اختراق التنظيمات السرية بشكل غير مسبوق والذي يجعله عاجزًا أمام كتائب الجيش الحر والتي تعمل بالعلن وحتى قياداتها أغلبها لأشخاص معروفين معلنين، ملمحًا بأنّه لا يوجد أي خطر من هذا التنظيم أو أي تنظيم سري لأنّها محدودة في العدد والقبول واختراقها وارد وكل العمل على الأرض الآن معلن وواضح بلا غموض أو سرية مطلقة، مشددًا على أنّ النظام يستغل التنظيمات السرية وأعمالها وقد يكون هو من شكلها أو دس عناصره فيها حتى يحاول إقناع الغرب بأنّه يتصدى للقاعدة لكن الغرب يعرف مكر النظام ويعطي الفرصة والمهل لبشار ونظامه. خلايا شكلها النظام من جانبه يرى الناطق الرسمي في المنظمة السورية للدفاع عن حقوق الإنسان أبو الحسن الحموي، بأنّه لا وجود لهذه الجماعات في سورية كمسمى يصح تسميته بالجماعة، لكن هناك خلايا إرهابية شكلها النظام بشكل مباشر أو ساعد على تشكلها بسبب شدة القمع المفرط وجبهة النصرة تنظيم مغمور وقد نفى علاقته بالتفجيرات الإرهابية التي كانت في دمشق وغيرها مما لا يمكن أن يقدم على فعله مسلم، منوهًا على أنّه قد كشفت بالأدلة والبراهين أنّ جثث الشهداء المخطوفة من قبل الأمن من مناطق ثانية هي الأداة التي تضعها تلك العصابة في السيارات المفخخة وقد كشفت عدة فيديوهات قيام أفراد من المخابرات بالهروب من موقع التفجير المحاط بالمخابرات قبل التفجير بدقائق، مضيفًا أنّ الشعب السوري لديه من الوعي ما يكفي لكشف ألاعيب تلك العصابة وخططها الفاشلة، مشددًا على أنّ القمع غير المسبوق والذي لم يشهد التاريخ له مثيلا إن لم يتوقف بإزالة هذا النظام ومساعدتنا على إزالته سيؤدي إلى تنامي التطرف في سورية كردة فعل طبيعية على تلك الجرائم، مؤكدًا على وجود إرهاب إقليمي في سورية وممنهج وداعم ذلك التنظيم هو الحكومة الإيرانية وأيديها هم قوات الباسيج الإيرانية التي تأتي إلى سورية بشكل يومي وأسبوعي بطائرات جامبو مدنية بحسب ما ذكرت عدة تقارير مع مساعدة من مليشيات مقتدى الصدر الإرهابية وحزب الله اللبناني المصنف، ملمحًا بأنّ الشعب السوري والذي يقتل كل يوم سوف يدعم الجيش الحر بكل ما يملك من أموال ولن يتراجع حتى لو تخلى العالم كله عنه. لا وجود فعلي للقاعدة من جهته يؤكدّ الممثل الرسمي لهيئة العلماء الأحرار الشيخ عبدالرحمن العكاري، أنّ لا وجود فعلي لأي نشاط على الأرض للقاعدة، وأنّ الثورة تمخضت من رحم الأحرار من جميع الطوائف في سورية وكل له نشاطه، متسائلًا في حديثه: "أين القاعدة والجماعات الإسلامية من أربعين عامًا أو يزيد، وبالنسبة لما ينشر إعلاميًا فأي شخص يستطيع أن ينشر متى شاء وأي ساعة شاء، وهذا ليس بدليل قطعي على وجود القاعدة"، مشيرًا إلى أنّ ما يسمى بجبهة النصرة فإلى الآن لم نر إلاّ مقاطع فيديو تسجل وتنشر، ولم نسمع عن أفراد بعينهم انضموا وانطووا تحت هذه المسميات، مشددًا على أنّ وجود القاعدة في سورية هو ما يريد النظام أن يثبته ليرتقي بنفسه من درجة المتهم والمدان إلى درجة القاضي والفاصل في الأحكام، ولو كان لها أي وجود على الأرض لتغيرت الموازين رأسًا على عقب، مقللًا من خطر وجود القاعدة بالقول: "الثورة قام بها الأحرار من جميع الطوائف ولا أرى أن تختص بتنظيم دون آخر ففي النهاية تعدد الرايات وكثرة القواد سيضعف الثورة". المناخ مهيأ أما الداعية الإسلامي والمسؤول الشرعي في عدة كتائب ثورية بمحافظة ادلب الدكتور أيمن هاروش، فإنّه يؤكدّ أنّه لم ير في سورية تنظيمات أو جماعات تنتمي للقاعدة، وما يسمى بجبهة النصرة فهو تيار سمع به من خلال وسائل الإعلام ولم يره على الأرض، منوهًا على أنّه على دراية وإطلاع بمعظم التيارات المقاتلة، لكنه يعتبر أنّ المناخ مهيأ لوجود القاعدة ففي ظل الانفلات الأمني وسهولة الدخول والخروج من سورية يمكن لهذا التنظيم أن يدخل سورية من الدول المجاورة إن كان موجودًا فيه، مضيفًا في حديثه: "إن كان المقصود وجود تيارات تكفر من يخالفها من المسلمين وتحمل السلاح على مخالفيها في المذهب أو الدين فهذه جماعات أجزم بعدم وجودها"، معتبرًا أنّه إذا ما سلمنا جدلًا بوجود هذا التنظيم تحت أي مسمى فإنّه في الوقت الحالي قد يكون يدًا أخرى تضرب النظام فهو يقدم خدمة للثورة من ناحية مقاومته للنظام ولكنه بعد الثورة لن يجد له مكانا في سورية لأسباب عديدة بحسب هاروش منها أنّ أي تيار جهادي لابد له من قاعدة شعبية تحتضنه وتحميه وتضفي عليه مشروعية، ولولا الثورة لما كان للجيش الحر حاضنة فكيف بما دونه من تيارات تكفيرية ونحوها، منوهًا على أنّه وبعد سقوط النظام فالقاعدة الشعبية الثائرة اليوم ستكون في صف من يبني الدولة على أسس الديمقراطية والحرية، ولن تحتضن أي تيار يبقى حاملًا لسلاحه لأنّه سيعدم المبرر والدافع لحمل السلاح، مشددًا على أنّ طبيعة الشعب السوري وعقليته تميل إلى منهج التعايش السلمي والتسامح الديني وهو ما كان ظاهرًا وبارزًا في تاريخها قبل مجيء البعث للحكم وهو ما ستعود إليه بعد رحيله. ليكسب تعاطف الغرب وفي نفس الإطار يرى المحلل والمستشار السياسي مأمون التميمي، أنّ النظام السوري قد عمل ومن بداية الأحداث جاهدًا على أن يصور الأمر بأنّه صراع بينه وبين قوى القاعدة أو الجهادية حتى يكسب تعاطف الغرب وأمريكا، مشددًا على أنّ هناك صورة نمطية خاطئة وتشويشًا كبيرًا لدى الغرب بحيث انطلت عليهم فكرة أنّ القاعدة قد تكون دخلت على خط القتال والحرب الدائرة في سورية بين الثوار والنظام بقوة، ملمحًا بأنّ انفتاح باب الصراع المسلح على مصراعيه نتيجة حمل الناس السلاح لتدافع عن أنفسها أمام عمليات اغتصاب وذبح للأطفال والنساء بشكل جماعي سيفتح المجال لأي قوة أن تدخل وتشارك المظلومين في سورية قتالها ضد النظام المجرم، إذا علمنا أنّه في المقابل قوات من الحرس الثوري الإيراني والأحزاب الشيعية في العراق وحزب الله دخلوا على هذا الخط بقوة من بداية الأحداث فهم يقاتلون جنبًا إلى جنب مع النظام السوري، مؤكدًا أنّ أئمتهم الشيعة قد دعت العرب للتطوع إلى جانب النظام السوري حتى لا تسقط سورية بيد أعداء آل البيت كنص حرف لفتاويهم في جمعات طهران، موضحًا أنّ من هذه الفتوى ندرك أنّ من دخل لقتال سواء من القاعدة إن وجدت أم من الشيعة سيستنزفون بعضهم حتى النهاية وذلك أنّ النظام السوري لن يسقط دفعة واحدة كما حصل مع بقية الأنظمة لأنّ طائفته والنظام في إيران والعراق ولبنان سيبقون يقاتلون معه حتى النهاية. ويضيف التميمي قائلًا: "هذا بالطبع سيكون استنزاف كبير لإيران لأنّها تورطت في سورية ولم تكن تعتقد أنّ المقاتلين في سورية بهذه الضراوة والقوة بل إنّ معلومات مؤكدة وصلتني من شخصيات على علاقة قوية مع نصر الله وحزب الله كانوا قد أكدوا فيها للسوريين، وأعطى نصر الله وعد على نفسه أمام الرئيس بشار الأسد بأنّ أمر الحسم مع القوات التي انشقت ومع الثوار المسلحوين لن يأخذ مع مقاتلي حزب الله سوى ساعات، ذلك لأنّ حسن نصر الله قاس الأمور حسب ما حصل معه في لبنان حيث استطاع أن يسيطر على كل لبنان ما عدا الشمال بسرعة كبيرة جدًا"، مؤكدًا أنّ النظام السوري حاول جاهدًا هو وإيران وحزب الله على اختراق كل القوى والفصائل المقاتلة وقد يكون نجح باختراقها ومن ثمّ عمل على دق أسافين الخلاف بينها وبين الفصائل الأخرى، إلاّ أنّ كل ذلك بحسب التميمي لا يؤثر على مسار الأحداث، فالأمر أصبح اكبر من ذلك بكثير حيث أصبح الثوار يسيطرون على حوالي 70% من الأراضي السورية، وكل ذلك بفعل سعي الثوار على التسلح من أجل الدفاع عن النفس حتى أصبحت أعدادهم مئات الألوف بدون أي مبالغة وهناك روايات تحكي عن مليون ونصف مليون مسلح بكل سورية، مشيرًا إلى أنّ القاعدة وإن كانت خالية من الاختراق الاستخباراتي فهي تقوم بمهماتها القتالية وتنسحب، مؤكدًا أنّ سقوط النظام لن ينهي المعركة نهائيًا لأنّ المعركة مع حزب الله وجماعات إيران ولن تقفل بسهولة كما أنّ أي عمل يصب في مصلحة قيام دولة سورية على أنقاض النظام السوري سيؤدي إلى انتفاء أسباب وجود القاعدة على أرض الواقع.