انطلقت حملة تنظيف وحماية غابات المنجروف «القرم» في شاطئ سيهات أمس، والتي شاركت فيها ست جهات حكومية وعدد من المؤسسات الخاصة ومتطوعون رجال ونساء وأطفال، في حملة كبيرة تستمر عاماً. وأكد عضو الجمعية الوطنية الزراعية في المملكة ونائب رئيس جمعية الصيادين في المنطقة الشرقية ورئيس اللجنة الزراعية والثروة السمكية في غرفة الشرقية جعفر الصفواني، أنه تم رفع كميات كبيرة من المخلفات البلاستيكية الخطرة على الحياة الفطرية التي تسببت في هلاك عشرات الطيور وأنواع مختلفة من الأسماك والحيوانات جراء ابتلاعها. وأوضح الصفواني أهمية غابات المنجروف «القرم» كونها تعد الرحم الذي يخرج الأسماك والربيان في ساحل المملكة الشرقي على الخليج العربي، والتي أصبحت مكباً للنفايات، إذ لا يزال هناك من يرى عدم وجود أهمية لها، وقال: «حملات تنظيف غابات المنجروف تهدف إلى اتحاد جميع مؤسسات المجتمع المدني والشركات الخاصة والجهات الحكومية لتعزيز مفهوم حماية البيئة وعدم المساس بالماء». وأشار إلى أن سبب تلوث المياه هو قلة الوعي لدى بعض المواطنين وبعض الجهات الحكومية المسؤولة عن الصرف الصحي والصرف الزراعي وصرف مياه الأمطار، وعدم الرقابة الحقيقية على الأنابيب والإهمال الذي يؤدي لتسرب مياه الصرف التي لم تتم معالجتها. من جهته، أكد عضو لجنة الساحل الشرقي ومنسق نشاطات الغوص وافي الزاير أنه تم إجراء اختبار وتحليل لأملاح البحار لمعرفة نسبة الأملاح فيها وتبين أنها 1000.30 وهي ما يعني انخفاض الملوحة وقدرة الأرض على استقبال زراعة أشجار المنجروف، مشيراً إلى وجود ثروة سمكية بدليل وجود بعض مخلفات الصيادين ووجود طائر الفلامينجو وبعض الطيور الأخرى التي لا توجد إلا في المناطق الغنية بالثروة. وأشار الزاير إلى وجود بعض اللوحات الإرشادية التي وضعتها وزارة الزراعة والثروة السمكية، والتي توجب على الجميع المحافظة عليها وهو ما يعني أن الاعتداء على هذه الأشجار جريمة يعاقب عليها النظام. وقال نائب رئيس المجلس البلدي لحاضرة الدمام محمد آل دايل أنه تم اتخاذ خطوتين أساسيتين لمنع تضرر مياه البحر والحفاظ على البيئة البحرية، الأولى: مخاطبة أمانة المنطقة والمطالبة بشرح تفصيلي عن ما حدث من نفوق للأسماك ومعرفة أسبابها وكيفية حدوثها، الثاني: تم الأمر بإعداد اجتماع موسع مع الجهات المسؤولة كافة لمعرفة المتسبب بهذا الخطر ومنع رمي المسؤولية على أية جهة أخرى. وأكد آل دايل أن مركز أبحاث الثروة السمكية مقصر بالدرجة الأولى كونه لم يقف على أسباب نفوق الأسماك بالقرب من ميناء الملك عبد العزيز ولم يعمل على تحليلها لمعرفة الأسباب والأخذ بها لمنع تكرارها. وتبرع حسين الهلال (رجل أعمال) ب 1000 شتلة من أشجار المنجروف تسارع المتطوعون لزراعتها، وأكد الهلال أن أعمار الشتلات في غالبها يتجاوز العام ويصل طولها إلى 90 سم، وقبل التبرع بها بشهر تقريباً يتم عزلها وتمكين المياه المالحة من الدخول لها بالتدريج إلى أن تصل إلى المرحلة التي تكون قادرة فيها على استقبال مياه البحار.