وقفت بلدية محافظة القطيف على حادثة جديدة لنفوق الأسماك مساء أول أمس بسواحل القطيف، وأرسلت جهات حكومية فرقا للوقوف ميدانيا على ما حدث ومعرفة أسبابه، وأرسلت البلدية فريقا مختصا، وتم رفع عينات لدراستها، وقال قائد قطاع حرس الحدود بمحافظة القطيف العميد البحري خالد بن خليفة العرقوبي: «وجدنا حالات نفوق للأسماك على ساحل وكورنيش مدينة القطيف وقد أبلغنا الأرصاد وحماية البيئة في حينه بذلك». ووقف مسؤولو بلدية محافظة القطيف على الحادثة، وقال مصدر مسؤول في البلدية وفقا لصحيفة اليوم : «أخذنا عينة من الأسماك النافقة على كورنيش المحافظة لتحليلها لمعرفة أسباب النفوق». وأبان أعضاء في الفريق أن الكشف الأولي لا يشير لوجود تلوث أو موت بسبب معين، بل ظاهرة طبيعية، إذ لم نقف على أن في السمك الذي تم تشريحه مشكلة معينة، مرجحين أن سبب النفوق قد يعود لضحالة المنطقة، خصوصا أن النفوق طال السمك الصغير فقط، وهو سمك يأتي ليتغذى على الكائنات البحرية الدقيقة القريبة من الساحل ولم يتمكن من العودة مع عملية الجزر والمد. وبين مدير مركز الثروة السمكية في المنطقة الشرقية، نبيل الفتيا، أن المركز بعث بفريق مختص وقام الفريق بجمع عينات عشوائية من الماء والسمك النافق، وأن النتائج ستخرج بعد 48 ساعة، ويهدف تحرك الفريق إلى الوقوف على السبب وراء ما حصل عبر التحليل العلمي لما جرى. فيما كشف عدد من باعة سوق الأسماك في محافظة القطيف أن النفوق الجماعي الذي تعرضت له الأسماك في كورنيش القطيف لن يؤثر بشكل كبير أو ملحوظ على المعروض في الأسواق أو الأسعار، مشيرين إلى أن هناك كميات من الأسماك تأتي من الدول المجاورة بصفة يومية ستعوض النقص الناجم عن هذا النفوق. وأكد مدير عام العلاقات العامة والإعلام بأمانة المنطقة الشرقيه، محمد الصفيان، أن الامانة مسؤولة عن نظافة الشواطئ في حالة وجود اسماك نافقة، مؤكدا أن هناك لجنة متخصصة في نفوق الأسماك مكونة من عدة جهات حكومية لتحديد مشكلة وأسباب نفوق الأسماك. وأشار إلى انه «تم إرسال فريق من المختصين لمعرفة أسباب ذلك النفوق، وهناك تنسيق بين البلدية والثروة السمكية للوقوف على أبعاد هذا النفوق ومدى تأثيره والحد من أضراره على الصحة والبيئة». وأكد نائب رئيس جمعية الصيادين بالمنطقة الشرقية، جعفر الصفواني، وقوف الجمعية على النفوق الحاصل بكورنيش القطيف بالقرب من موقع مهرجان «واحتنا فرحانة» مساء يوم السبت ليلة الأحد عند الساعة 10 مساء، ووثقت بالصور والفيديو الحادثة والتي تعد كبيرة وتمتد حوالي 1000 متر طولي على الكورنيش، مشيرا الى أن الأسماك كانت متنوعة الأصناف والتي تواجدت وقلبت الساحل إلى أبيض بسبب كثرتها. ومن الأنواع المتواجدة أسماك الزمارير وأخذت نسبة 45 %، ثم تأتي الأسماك الساحلية أيضا مثل الميد والضلع وشكلت نسبة 40 %، كما أخذت أسماك العربي والشعري وقليل من الأسماك الكبيرة نسبة 15 %. وقال الصفواني إن الأسماك تواجدت في بدء النفوق على الساحل حيث لفظ الساحل الأسماك وأخرج السمك حتى وصل بعضها إلى الحاجز الحجري وكان بكميات كبيرة، حيث وقفنا على النفوق بعد ساعة من الحدوث مشيرا الى أن انتشار نفوق الأسماك انتشر عند الساعة 9 مساء يوم السبت، ووقفنا على النفوق كجمعية للصيادين عند الساعة 10 مساء، مبينا أن النفوق وتواجد الأسماك استمر حتى الساعة الواحدة فجرا تقريبا، وعند الفجر والصباح لم يتبق إلا حوالي ما نسبته 20 % تقريبا من ما وجدناه ليلا. وعن أسباب النفوق قال الصفواني: نتوقع أن يكون بسبب التلوث، لأنه لا يوجد ردم في المنطقة ولا يتواجد مشروع إقفال للبحر كما هو في ميناء الدمام الذي حدث في الأسبوعين الماضيين وسبب نفوق الأسماك هناك. وطالب نائب رئيس جمعية الصيادين بالشرقية بضرورة التصدي لظاهرة النفوق الحاصلة في سواحل المنطقة، كما أكد ضرورة التصدي لعمليات النفوق التي تحصل بين الحين والآخر وما تسببه التلوثات من مواد سامة مثل الصرف الصحي أو من ما يخرج من السفن الكبيرة المارة بالخليج. وكانت شواطئ المنطقة الشرقية قد شهدت مؤخرا بالقرب من ميناء الملك عبدالعزيز بالدمام نفوق كميات كبيرة من الأسماك تقدر بعدة أطنان، أرجعها مختصون إلى انها وقعت بفعل فاعل، وأكد مدير هيئة الأرصاد في المنطقة الشرقية محمد القحطاني أن واقعة نفوق الأسماك ليست بالمرة الأولى، والنفوق إذا حصل تكون له مسببات عديدة، وتوصلنا الى أسباب النفوق بالقرب من ميناء الملك عبدالعزيز بالدمام، وسوف يتم إعداد تقرير متكامل حول ذلك وتوضيح المسببات والمتسبب عنه ورفعه لمقام إمارة المنطقة الشرقية والرئيس العام لهيئة الأرصاد وحماية البيئة بالمملكة، وسيفتح تحقيق حول النفوق ومعاقبة المسؤول. وأشار القحطاني إلى أن الحادثة خطيرة وحساسة، ولم تكن على بحر مفتوح بل على بحر مغلق وهي بسبب العبث بالبيئة والتجاوزات على النظام. وقال نائب رئيس جمعية الصيادين بالشرقية جعفر الصفواني: «سمعنا عن نفوق أسماك بالقرب من ميناء الملك عبدالعزيز في الدمام، وهبت جمعية الصيادين للموقع لمشاهدة النفوق، مؤكدا أن نفوق الأسماك يحصل كل عام بشكل طبيعي، ولكن هذا النفوق ليس بالطبيعي بل بسبب تعديات حدثت من قبل متسبب». ولفت الصفواني الى أن ما تم مشاهدته في مقطع الفيديو المنتشر والمتداول بشكل واسع في مواقع التواصل الاجتماعي يبين نفوق كميات كبيرة ومتنوعة من الأسماك، ونحن نطالب بإيجاد المتسبب ومعاقبته لأن النفوق كان بسبب الردم والتجريف والتلاعب بالبيئة البحرية. وبين عضو جمعية الصيادين بالمنطقة الشرقية، داوود سلمان آل سعيد، أن جمعية الصيادين تطالب بضرورة تواجد أجهزة خاصة لمكافحة حالات النفوق، كما يجب أن يكون هناك اتصال مباشر بين المسؤولين في حالة نفوق الأسماك، وتشكيل فريق محايد لعملية المسح للمواقع التي تشهد مثل هذه الحالات، ويكون هناك تحليل دقيق ومعرفة أسباب النفوق وهذا هو المهم في الأمر.