إسلام آباد، واشنطن - أ ف ب، رويترز - اختارت حركة «طالبان باكستان» خليفة لقائدها بيت الله محسود الذي تقول إسلام آباد وواشنطن انه قتل قبل اسبوعين بصاروخ اطلقته طائرة استطلاع اميركية تعمل من دون طيار على معقله في اقليمجنوب وزيرستان القبلي (شمال غرب) في الخامس من الشهر الجاري، لكن من دون تقديم اثبات على ذلك. وقال الملا فقير محمد ان «22 عضواً في مجلس شورى الحركة اختاروا بالإجماع حكيم الله محسود خليفة لبيت الله محسود». وكان حكيم الله محسود أكد الاربعاء انه يقود «موقتاً» الحركة الموالية للقاعدة خلفاً لبيت الله محسود. وأعلن ان الأخير حي، «لكنه مريض جداً». وأفادت أجهزة الاستخبارات الباكستانية ان الناطق باسم حركة «طالبان باكستان»، الملا عمر الذي اعتقل في وقت سابق من الشهر الجاري، اكد ان محسود قتل في غارة اميركية، وتحدثت عن معاناة المتشددين من التشويش بعد مقتل محسود، مشيرة الى ورود تقارير عن نشوب قتال بين فصائل تتناحر لتولي القيادة. في غضون ذلك، اعلن مسؤولون أمنيون ان «طالبان باكستان» اعتقلت أربعة من أقارب زعيم الحركة بيت الله محسود، للاشتباه في أنهم أبلغوا السلطات بمعلومات عن مكانه. واوضحوا ان «طالبان» اوقفت إكرام الدين محسود، والد زوجة محسود واحد اشقائه سعد الله محسود وقريباً له، واقتادتهم الى ساراروغا للتحقيق معهم»، في إشارة إلى معقل محسود في جنوب وزيرستان. وأكد النبأ شيخ من قبائل البشتون التي تتمتع بنفوذ كبير في المنطقة، مشيراً الى ان محسود عانى من ألم في معدته وكان راقداً في سرير على سقف المنزل عند سقوط الصاروخ بعد وقت قصير من منتصف الليل، بينما جلست زوجته، وهي ابنة إكرام الدين، إلى جانبه. وكشف الزعيم القبلي ان سعد الله محسود الذي يعمل مسعفاً ويعيش في مكان مجاور استدعي لعلاج محسود، ثم غادر المنزل قبل سقوط الصاروخ، «ما أثار شكوك طالبان أنه أبلغ عنه». واعتقلت «طالبان» سابقاً اشخاصاً كثيرين، واعدمت بعضهم للاشتباه بأنهم جواسيس، وذلك منذ أن كثفت الولاياتالمتحدة هجماتها باستخدام طائرات تعمل من دون طيار في ايلول (سبتمبر) 2008. وكان الرئيس الاميركي باراك أوباما قال الخميس الماضي: «قضينا على محسود»، الذي يشتبه بمسؤوليته عن موجة تفجيرات في باكستان، والوقوف خلف عملية اغتيال رئيسة الوزراء السابقة بينظير بوتو نهاية عام 2007. على صعيد آخر، سلم وزير الخارجية الهندي نيروباما راو معلومات جديدة الى السفير الباكستاني في الهند شهيد مالك عن الهجمات الدامية التي استهدفت مدينة بومباي نهاية تشرين الثاني (نوفمبر) 2008 واسفرت عن مقتل 188 شخصاً الى دبلوماسي باكستاني بارز في نيودلهي، حسب ما ذكر مسؤولون. وتقول الهند انها قدمت اربعة ملفات الى اسلام اباد تحتوي معلومات تتعلق بمشبوهين واستراتيجيات الهجمات، علماً انها القت اللوم على «اجهزة رسمية» في الهجوم الذي شنه 10 مسلحين على العاصمة المالية للهند واستمر 60 ساعة. واعتقلت باكستان حتى الآن خمسة اشخاص تشتبه في ضلوعهم في الهجمات، بينهم العقل المدبر المزعوم لها زكي الدين لخوي. ويتوقع ان تبدأ محاكمتهم الأسبوع المقبل. الى ذلك، اعلنت وزيرة الخارجية الاميركية هيلاري كلينتون في مقابلة مع «نيويورك تايمز ماغازين» ان نتائج المعركة الدائرة في باكستان ضد التطرف كانت ستكون افضل لو استثمرت الولاياتالمتحدة في شكل اكبر في مجالي المدارس والنساء. واستثمرت الولاياتالمتحدة اكثر من سبعة بلايين دولار لدعم الجيش الباكستاني منذ اعتداءات 11 ايلول (سبتمبر) 2001، ما جعل باكستان احد ابرز حلفاء واشنطن. وكشفت كلينتون انها ابلغت الرئيس الباكستاني السابق برويز مشرف ان مزيداً من الأموال يجب ان تستثمر في التربية. وقالت: «حين افكر في الباكستانيين الذين برزوا مهنياً في شكل استثنائي في مجالي الطب والتربية، اعتقد بأنه لو استثمر الباكستانيون في شكل اكبر في تربية الاطفال كي لا تضطر العائلات الفقيرة الى ارسال اطفالها لتلقي تعليمهم لدى متطرفين، لكانت الامور مختلفة». وصوت الكونغرس الاميركي اخيراً على منح باكستان مساعدة غير عسكرية مقدارها 7.5 بلايين دولار على مدى خمسة اعوام، على ان يخصص القسم الاكبر منها للتنمية. ويشكل التصدي للمتطرفين في باكستان وافغانستان المجاورة اولوية في السياسة الخارجية لادارة الرئيس اوباما.