سارت نتائج مباريات دوري زين السعودي طبيعية مع أولى جولاته التي غاب عنها فريقا النصر والحزم، وتمكنت الأندية صاحبة الخبرة والتمرس من كسب النقاط الثلاث من دون أن تحرص على تقديم المستوى الفني المقنع، إلا من خلال دقائق معدودة برهنت من خلالها أنها الأقوى والأفضل والأجدر بالكسب، لذلك كانت المستويات الفنية والنتائج متوقعة قبل انطلاق المباريات، بحكم أن الفرق المرشحة كالاتحاد والهلال والشباب والأهلي واجهت فرقاً أقل منها عتاداً وعدة، وهو ما جعل الاتحاد يتجاوز مستضيفه الفتح بهدفين في مقابل هدف، وأطاح الأهلي بضيفه الرائد في الوقت القاتل من المباراة بهدف وحيد، والحال نفسها تقريباً تنطبق على فوز الهلال على القادسية مع أواخر دقائق المباراة بهدفين في مقابل هدف، وجاء الفوز الشبابي على نجران مع مجريات الشوط الثاني على وجه التحديد، واقتنع فريقا الاتفاق والوحدة بالتعادل بهدفين لكل منهما في مباراة قد تكون الأكثر إثارة وندية في هذه الجولة الأولى. «هدوء» في الانطلاقة كما كان متوقعاً لمباريات هذه الجولة الافتتاحية لدوري زين السعودي أن تكون المستويات الفنية في مرحلتها المتوسطة نظير غياب الفورمة المثالية لدى الغالبية العظمى من لاعبي الأندية، إضافة إلى ضعف الانسجام بين اللاعبين، حتى وإن أدوا عدداً من المباريات الودية، إلا أن «نَفَس» المباريات الرسمية يختلف كلياً، لذلك شاهدنا الفرق المرشحة للفوز تؤدي المباراة بشكل هادئ من دون مجازفة أو تهور، حتى إن بعض المدربين ما زالوا في طور اكتشاف قدرات لاعبيهم، وكانت لهم تدخلات فنية تعطي الدليل الكبير على أنهم ما زالوا يبحثون عن إمكانات فرقهم. «الجدارة» تجمع الاتحاد والشباب يعتبر فريقا الاتحاد والشباب هما الأكثر إقناعاً من الناحية الفنية مع أولى مباريات الدوري، ويأتي خلفهما بمراحل محدودة فريق الهلال، فالاتحاد بدا واثقاً بشكل كبير في حسم نتيجة مواجهته أمام الفتح نتيجة الانسجام الكبير في صفوفه، إضافة إلى حال الاستقرار التي يشهدها الفريق مع المدرب كالديرون، والشباب الذي يأتي ثانياً كان رد الفعل لدى لاعبيه ومدربه إيجابياً، وهو ما مكّن الفريق من تحويل تأخره بهدف مع انطلاق الشوط الثاني إلى فوز بثلاثة أهداف دفعة واحدة، وكان للبرازيلي كماتشو دور كبير في حسم النتيجة إثر المجهود الكبير الذي بذله وحسن قراءته للملعب، وهذا لا يبخس بقية لاعبي الفريق مجهودهم على أرض ملعب المباراة، واستفاد الهلال كثيراً في مباراته الصعبة أمام القادسية من مثالية المخزون اللياقي لدى لاعبيه، إضافة إلى وجود البديل المؤثر، واستطاع حسم المباراة في وقت متأخر منها، وتعتبر سرعة الانتشار التي كان عليها لاعبوه في الشوط الثاني من أهم المميزات التي كفلت له كسب ثلاث نقاط في غاية الأهمية. مباراة خروج «المغلوب» اتسمت مباراة الوحدة والاتفاق بطابع مباريات خروج المغلوب نتيجة الرغبة الجامحة لدى الفريقين في محاولة كسب المباراة بأية طريقة، لذلك كانت المساحات متوافرة بشكل كبير خلال شوطي المباراة، وكثرت معها أخطاء التمرير والتمركز، وكانت المحصلة أربعة أهداف منها اثنان من نقطة الجزاء لمصلحة الاتفاق وإبعاد أحد مدافعي الوحدة بالبطاقة الحمراء، وتحصل كل فريق على عدد من فرص التسجيل نتيجة «الانفلات» التكتيكي لدى الطرفين، وعلى رغم هذه المشكلات إلا أن المباراة نالت الأفضلية بحكم الجرأة الهجومية لدى لاعبي الفريقين، وكذلك لسرعة رتمها مقارنة بالمباريات الأخرى. «الأفضلية» في هذه الجولة عطفاً على ما قدمه اللاعبون المحليون والمحترفون في أولى المباريات التي يصعب معها إصدار الحكم الجازم على مستوياتهم الحقيقية، إلا أن ال90 دقيقة في المباريات الخمس نصّبت الحارسين محمد شريفي حامي مرمى الفتح، ومحمد الخوجلي حارس الرائد، إضافة إلى المحترفين الأجانب كماتشو في الشباب وويلهامسون في الهلال، وكامبوس الرائد، وقديوي الوحدة أفضل اللاعبين عطاء خلال هذه الجولة، وكان الجهد المبذول منهم ميدانياً لافتاً للأنظار وعلى إثره نالوا الثناء من المحللين والنقاد الرياضيين.