لندن، بيروت، نيويورك، باريس - «الحياة»، رويترز، ا ف ب - ازدادت تعقيداً امس أزمة احتجاز الجنود ال 21 العاملين ضمن قوة فك الاشتباك في الجولان (أندوف)، في ضوء الاتصالات التي تجريها الأممالمتحدة مع الحكومة السورية للتوصل الى وقف موقت لإطلاق النار في قرية جملة حيث يحتجزون، «وهي اتصالات لم تؤدّ الى نتيجة نهائية بعد»، بحسب ديبلوماسي في الأممالمتحدة. وقال ناطق باسم «لواء شهداء اليرموك» الذي يحتجز الجنود ان القصف الذي تعرضت له بلدة النافعة من جانب قوات النظام منع قافلة من القوة الدولية من الوصول الى جملة لتسلمهم، بحسب الاتفاق الذي تم التوصل اليه امس بين الجانبين. وفيما تحدث السفير السوري لدى الأممالمتحدة بشار الجعفري عن سيناريو إسرائيلي لإنشاء شريط حدودي في الجولان مشابه للذي أقامته في جنوب لبنان، بحث مجلس الأمن أمس في الوضع في منطقة عمل «أندوف»، واستمع الى تقرير عن حال الجنود المحتجزين (وهم فيليبينيو الجنسية) من رئيس قسم عمليات حفظ السلام في الأممالمتحدة إيرفيه لادسوس. وأعرب رئيس مجلس الأمن للشهر الحالي السفير الروسي فيتالي تشوركين عن «القلق البالغ على جنود أندوف بسبب تطور الأمور في المنطقة المحيطة بنطاق عملياتها والتي أصبحت منطقة قتال أخيراً». وقال إن أنشطة القوات الدولية «انحسرت وان عددا من الدول سحب جنوده منها. لهذا نأمل أن يتحسن الوضع وأن تتمكن أندوف من مواصلة عملياتها بأفضل ما يمكنها». ورداً على سؤال عما إذا كان جنود «أندوف» المحتجزين قد استخدموا دروعاً بشرية، قال تشوركين «الصورة غير واضحة تماماً لنا بعد وربما يكونون قد تعرضوا لمثل هذا الوضع، ولكن لا يمكنني أن أقول أن هذا الوصف يعبر عن حقيقة الوضع». وأوضح لادسوس في بيان مقتضب للصحافيين بعد الجلسة إن «الجنود ال21 المحتجزين سالمون وهم موزعون على 4 أو 5 منازل في القرية حيث وضعوا في الأقبية أو الطوابق السفلية». وقال: «في حال التوصل الى حل بإطلاقهم كما نأمل، نتوقع بشدة أن لا تقوم القوات الحكومية بأعمال انتقامية ضد القرية وسكانها المدنيين بعد مغادرة جنودنا». وأوضح أن «ثمة أملاً الآن (في إطلاقهم) ولكني سأكون شديد الحذر (في إعلان أي نتيجة) لأن الاتصالات لم تنته بعد ولكن ثمة أمل في التوصل الى وقف إطلاق نار لساعات قليلة مما قد يمكن من إطلاق سراح جنودنا». وقال إن قوة أندوف «أخلت موقعاً لها يعرف بالنقطة 80 - أ، بسبب انكشافه وتعرضه لإطلاق النار، يقع عند طرف الحدود الجنوبية» لمنطقة الفصل التي تنتشر فيها «أندوف». وأضاف أن إدارة عمليات حفظ السلام «تدرس بتعمق الظروف العامة المحيطة بعمل بعثة أندوف والتي تشهد تدهوراً شديداً في ظروف الأمن والسلامة». وقال المتحدث باسم الأمين العام للأمم المتحدة مارتن نيسركي إن قسم عمليات حفظ السلام «يراجع الوضع الأمني ويدرس عدداً من السيناريوات حول طريقة قيام أندوف بعملياتها»، مشيراً الى أن إحدى التغييرات التي اعتمدتها أندوف أخيراً هي «وقف الدوريات الليلية». الى ذلك، اتهم السفير السوري لدى الأممالمتحدة «المجموعات الإرهابية التي تحتجز جنود أندوف بالتعامل مع إسرائيل التي تسهل تحركاتهم». وقال إن «إسرائيل تحاول تكرار الخطأ الذي ارتكبته في جنوب لبنان عندما أقامت شريطاً حدودياً تديره ميليشيا عميلة»، معتبراً أن «إسرائيل تحتاج الى التخلص من أندوف لتقيم شريطاً حدودياً مشابهاً للذي أقامته في جنوب لبنان». وشدد على أن الحكومة السورية «لن تسمح لإسرائيل وعملائها بالقيام بذلك بمشاركة دول في المنطقة تدعم المعارضة». الى ذلك اكدت مصادر ديبلوماسية اوروبية ل «الحياة» عزم بعض الدول الاوروبية ارسال خبراء عسكريين لتدريب «الجيش الحر»، وخصوصا ما يتعلق برسم الاستراتيجيات والهيكلية العسكرية، واشارت الى ان المعارضة حققت «بعض الانتصارات» في الفترة الاخيرة بينها السيطرة على الرقة في شمال شرقي البلاد، لكنها «ليست حاسمة». وابدت وسائل إعلام سويدية اهتماما غير مسبوق بحصول المعارضة على اسلحة سويدية بينها قاذف «كارسل غوستاف» المضاد للدروع، علماً ان السويد كانت من بين الدول التي عارضت رفع حظر السلاح عن المعارضة السورية. وفي باريس اعرب الرئيس فرنسوا هولاند عن الاسف لعدم قيام الروس ب «اقناع» الرئيس بشار الاسد ب «التنحي» لافساح المجال امام «انتقال سياسي». وقال، في مؤتمر صحافي مع الرئيس الاسرائيلي شيمون بيريز، انه سيسعى الى اقناع المعارضة السورية بالتحاور مع آخرين غير بشار الاسد. وذكر انه عرض خلال زيارته الاخيرة لموسكو امكان اختيار شخصية او اكثر لتولي المفاوضات، التي يمكن ان تتيح انتقالا سياسيا، وتكون مقبولة من النظام ومن المعارضة. وقال: «ندرك جيدا ان ذلك لا يمكن ان يحدث من خلال بشار الاسد». وسجلت امس عودة قوية للتظاهرات السلمية في «جمعة المرأة السورية» في عدد من المناطق، بينها واحدة في حي بستان القصر في حلب (شمال البلاد) حضرها رئيس المجلس العسكري في حلب العقيد عبد الجبار العكيدي، اضافة الى تظاهرات في العسالي قرب دمشق. وكان لافتا خروج تظاهرات في حي الوعر في حمص وسط البلاد. لكن قصف قوات النظام استمر على عدد من المناطق خصوصا على مدينة الرقة. وتعرضت مدينة اريحا وقرى كفرنبل وحاس والهبيط وحيش في جبل الزاوية الى قصف سقط فيه عدد من الضحايا. وافاد معارضون باطلاق صواريخ سكود من مقر اللواء 155 في ريف دمشق باتجاه شمال البلاد. وشوهد حريق في جنوبدمشق. واكدت مصادر متطابقة اغتيال المهندس اسعد مهنا مدير مكتب محافظ دمشق وسقوط قذيفة على مجمع الزبلطاني في المدخل الشرقي للعاصمة. وفي الدوحة عقد «التجمع الوطني الحر للعاملين في مؤسسات الثورة السورية» مؤتمره برئاسة رئيس الحكومة السابق رياض حجاب الذي وجه انتقادات شديدة إلى روسيا وإيران و «حزب الله» ورئيس الوزراء العراقي نوري المالكي وحيا «الدول الشقيقة والصديقة» التي وقفت مع ثورة الشعب السوري. وشدد التجمع في بيانه الختامي على اسقاط النظام كاولوية «لتحقيق الإنتقال من الدولة الأمنية المستبدة إلى الدولة الديموقراطية». وقال «ان الهدف هو الحفاظ على كيان الدولة السورية والحفاظ على وحدة سورية أرضاً وشعباً»، وأكد «أهمية دعم «الجيش السوري الحر»، كما حث «الدول الشقيقة والصديقة على مزيد من الدعم» ودعا القوى الدولية الى «حسم موقفها من النظام الفاقد الشرعية». وطالب التجمع بقرار دولي ملزم بوقف استخدام جميع أنواع الأسلحة وعودة الجيش إلى ثكناته وإطلاق سراح جميع المعتقلين وعودة المهجريين. وأكد على ضرورة تشكيل حكومة مؤقتة تقوم بإدارة المناطق المحررة وشؤون الدولة في الداخل والخارج. واكد حجاب ان «الائتلاف الوطني» هو الذي سيشكل الحكومة الموقتة وقال انه غير مرشح لرئاستها مشددا على أن « التجمع هو أحد مكونات «الائتلاف».