تدفق الناخبون بأعداد كبيرة الى مراكز الاقتراع في كينيا أمس، رغم مقتل 6 شرطيين في مواجهات اندلعت مع مسلحين في مدينة مومباسا الساحلية ليلاً، ما زاد المخاوف من تكرار اعمال عنف شهدها الاقتراع السابق نهاية عام 2007، حين سقط اكثر من ألف قتيل ونزوح اكثر من 600 ألف شخص بعد اعلان هزيمة رئيس الوزراء رايلا اودينغا المرشح في الانتخابات الرئاسية الحالية، امام الرئيس المنتهية ولايته مواي كيباكي (81 سنة) غير المرشح لولاية جديدة. وتشكلت صفوف طويلة من الناخبين في انحاء البلاد، فيما ابطأت مشاكل تتعلق بمعدات تسمح بالتحقق من هويات المقترعين عمليات التصويت في عدد كبير من المكاتب. ووسط منافسة «حامية جداً» في الانتخابات العامة، اتهم قائد الشرطة الكينية ديفيد كيسمايو مسلحين من «المجلس الجمهوري لمومباسا»، الحركة الانفصالية المحلية التي دعت الى مقاطة الانتخابات، بقتل ستة شرطيين في مواجهات ادت ايضاً الى سقوط 6 مسلحين». قتل 6 شرطيين وأوضح كيسمايو ان مجموعة ضمت حوالى مئتي شاب تسلحوا ببنادق واقواس كمنت لشرطيين في حي شانغاموي بضاحية مومباسا، ثاني اكبر مدينة في كينيا تقع على المحيط الهندي. كما كشف شن هجوم آخر وقع في بلدة كيليفي المجاورة، اسفر عن قتيلين ما استدعى ارسال 400 شرطي لتعزيز القوات المتمركزة في منطقة الساحل. لكن الحركة الانفصالية نفت مسؤوليتها عن اي هجوم، وقال الناطق باسمها رشيد مراجا: «نسعى الى التغيير عبر وسائل سلمية». وبعد ادلائه بصوته في كيبيرا، الحي الفقير المتاخم لنيروبي، والذي شهد اعمال عنف في الانتخابات السابقة عام 2007، اكد اودينغا (68 سنة) انه سيقبل حكم الشعب، مؤكداً ثقته بتحقيق فوز حاسم من الجولة الأولى. لكن استطلاعات الرأي تؤكد خوض اودينغا سباقاً متقارباً مع نائب رئيس الوزراء اوهور كينياتا الذي يتهمه القضاء الدولي بارتكاب جرائم ضد الانسانية، بسبب دوره المزعوم في مجازر تلت انتخابات 2007. وأدلى كينياتا (51 سنة)، نجل اول رئيس للبلاد بعد استقلالها، بصوته في دائرته جنوب غاتوندو التي تبعد نحو 50 كيلومتراً من شمال العاصمة. وسيعتمد المرشحان على أصوات مؤيدين من قبيلتيهما، علماً ان الجولة الثانية مقررة، في حال الحاجة اليها، في 11 نيسان (أبريل) المقبل.