في لقاء مباشر على شاشتها، تمنّى وزير الإعلام السوري على قناة «سكاي نيوز عربية» ألا تكون ضمن منظومة الإعلام المُضلِّل. ربما يكون في التمنّي إشارة واضحة إلى أن الإعلام السوري ومسؤوليه مازالوا على قناعة بأن قناة «سكاي نيوز عربية» لم تنضمّ بعد إلى طائفة «قنوات الفتنة»، أو «قنوات التضليل»، أو «القنوات الشريكة بالدم السوري». سيظهر وزير الإعلام السوري بالصوت والصورة متحدثاً على شاشة «سكاي نيوز عربية»، ليتكلّم في شكل ودود ومنفتح، دونما أدنى غضب أو عنف، وبعيداً من المشاكسة والزعيق، تماماً إلى درجة أنه يبدو كمن يتحدث إلى قناة صديقة! قبل قرابة سنة، أُتيحت لي فرصة مرافقة الزميلة فيكي حبيب خلال جولتها في أروقة قناة «سكاي نيوز عربية»، وخلال لقائها مدير القناة الإعلامي الأردني نارت بوران، لم يتردّد في المبادرة إلى مرافقة الزميلة في جولة على مختلف أقسام القناة، والاستفاضة في الشرح والتوضيح، مُبيِّناً لها السياسات العامة للقناة، ومؤكّداً الجوانب المهنية والاحترافية التي لن تتوانى القناة عن الالتزام بها. قبل قرابة السنة، كتب الزميل إبراهيم حاج عبدي في هذه الزاوية قائلاً: «البداية جاءت سلسة ورشيقة، تماماً كذاك الشريط الإخباري الأصفر أسفل الشاشة، إذ يفصل بين خبر وآخر كلمة «الآن»، في إشارة إلى أن المحطة معنية بمتابعة الخبر لحظة بلحظة. واللافت أن القناة لم تنطلق ببث تجريبي موقت، كما تقضي العادة، بل انطلقت رسمياً وتفاعلت مع مجريات الأحداث من دون مقدمات، لتواكب الحدث الآني»... واليوم، يمكن كثيرين أن يُباغَتوا بأن قناة «سكاي نيوز عربية»، التي تحتاج إلى شهرين آخرين للاحتفاء باكتمال سنتها الأولى، تمكّنت من تحقيق هذا الحضور اللافت. وليس من المبالغة في شيء القول إن هذه القناة استطاعت فعلاً أن تتقدّم على جدول أولويات المُشاهد العربي، غير آبهة كثيراً، أو جوهرياً، بالمنافسات الضارية التي كان يمكن قنوات فضائية عربية عريقة أن تفرضها، فلا هي انساقت وراء ضغط المنافسة، ولا تاهت بين ما ينبغي أن تفعله وما يجب أن تحاذره، وحافظت بين هذين الرائزين على سياقاتها المرسومة بحصافة. الآن، تستطيع قناة «سكاي نيوز عربية» استقبال وزير الإعلام السوري، واستحضاره على الهواء مباشرة، كما يمكنها أن تستضيف الشخص النقيض تماماً، مثل رأس معارضة سياسية، أو قائد مقاومة مسلحة، في وقت يمكنها أن تنشر مراسليها في أمكنة سورية متعددة، تقع تحت سلطة النظام أو خارجها! قبل عام على انطلاقتها، استطاعت «سكاي نيوز عربية» أن تكون منصةً إخبارية محترفة، ولم يثنها عن ذلك أن الفترة القريبة السابقة لانطلاقتها شهدت محاولات موازية خائبة لفعل الأمر ذاته، فانتهت مشاريعها إلى الخيبة والفشل، بينما شقّت «سكاي نيوز عربية» طريقها إلى النجاح.