«أفق جديد». بهذا الشعار البسيط والطموح، في آن، انطلق بث محطة «سكاي نيوز» الإخبارية، الأحد، بعد طول استعداد، وتجهيز. كان من المتوقع أن يبدأ البث بخطابات وشعارات تفتخر بهذا «الوليد الفضائي» الجديد، كما اعتدنا في مناسبات عربية مماثلة، غير أن ذلك لم يحدث، بل بدأ البث بنشرة أخبار قدمتها ريتا معلوف من استوديوات المحطة في أبو ظبي، وزميلها يوسف الشريف الذي أطل من منطقة تركية متاخمة للحدود السورية، فضلاً عن مراسلين للمحطة موزعين في عواصم عدة، أما الاحتفال بانطلاق المحطة، فكان في مكان آخر، وليس على الشاشة. إذاً، منذ الدقائق الأولى، بدت المحطة حريصة على تقديم الأفضل، فقد «أطلت الصورة الأولى بأبهى حالاتها»، كما أشارت الزميلة فيكي حبيب في مقال على هذه الصفحة نقلت فيه أجواء الاستعداد، والجهد الدؤوب الذي يبذله المنظمون حتى تحين ساعة الصفر. وكان واضحاً أن الوهم لا يساور المشرفين على المحطة، فمديرها العام نارت بوران أعرب، في حديث إلى «الحياة»، عن أمله بأن تصبح القناة «وجهة المشاهد (العربي) الذي يبحث عن الخبر»، مراهناً على «الخط التحريري للقناة»، أما موضوع المنافسة، فإن الجمهور هو من سيحكم في هذا الأمر. هل ستنجح القناة في تقديم ما هو «مغاير»، وفي تكريس «أفق جديد» في عالم الفضائيات الإخبارية العربية؟ هو سؤال من المبكر الإجابة عنه، غير أن القناة تسعى إلى ذلك، والقول إن «إخبارية» جديدة لن تضيف جديداً إلى ما تقدمه قنوات إخبارية مماثلة فيه بعض الإجحاف، ذلك أن الاجتهاد ممكن، هنا، بل ومطلوب، ومفردة «الخط التحريري» تشير إلى أن صوغ الخبر لا يستند إلى قوالب تقليدية جامدة، بل إن لكل محطة لغتها الخاصة، وهويتها المميزة، كما أن مصادر الخبر متعددة على نحو لا يحصى، فضلاً عن الاعتماد على خبرات إعلامية متنوعة، والالتزام بمعايير مهنية معروفة، والابتعاد من «أجندات ضيقة»... إذا ما جرى استثمار كل ذلك، فإن من المرجح ألا تكون القناة الجديدة مجرد رقم، بل ستكون صوتاً منافساً في هذا الواقع العربي الحافل بملفات وقضايا ساخنة، وشائكة. البداية جاءت سلسة ورشيقة، تماماً كذاك الشريط الإخباري الأصفر أسفل الشاشة، إذ يفصل بين خبر وآخر كلمة «الآن»، وهي إشارة إلى أن المحطة معنية بمتابعة الخبر لحظة بلحظة. واللافت أن القناة لم تنطلق ببث تجريبي موقت، كما جرت العادة، بل انطلقت رسمياً، وتفاعلت، من دون مقدمات، مع مجريات الأحداث لتواكب الحدث الآني من الانتخابات الفرنسية إلى الأزمة السورية إلى الموضوع المصري. وإذ تدرك «سكاي نيوز» أنها لن تسلم من المقارنة، فإنها ستعمد، من دون شك، إلى أن تكون المقارنة لمصلحتها. ولكن هل ستتمكن من تحقيق هذا الهدف؟ هذا ما سيكشفه أداء القناة خلال المرحلة المقبلة التي ستشكل امتحاناً للعاملين فيها، وهو امتحان شاق في ظل هذا الازدحام الفضائي الصاخب...