حمّل أكاديمي كويتي الإعلام والفن الخليجيين مسؤولية «تطبيع» الظواهر الشاذة في المجتمع، وجعل المتلقي يألفها، من خلال «الغزارة» في طرح هذه الظواهر، عبر المسرح والمسلسلات الدرامية، متهماً بعض كتّاب السيناريو للمسلسلات الخليجية، بالإصابة «بعقد وأزمات». وقال عميد الشؤون الأكاديمية والدراسات العليا في جامعة الكويت الدكتور حمود القشعان: «إن المسرح والمسلسلات، يلعبان دوراً في تضخيم حوادث فردية شاذة، وتعميمها على المجتمع»، وقال: «الإعلام الخليجي لا يعكس واقع الأسرة الخليجية»، عازياً ذلك إلى أن «الغالبية العظمى مما يرصد في وسائل الإعلام المحلية تُعد مشكلات فردية، ولكن الإعلام يحولها إلى ظواهر إعلامية مجتمعية»، مشيراً إلى أن ما يظهر في الإعلام «لا يصعب وجوده في الميدان». واعتبر القشعان، الذي يشارك في ملتقى أسري خليجي، ينطلق الثلثاء المقبل في الخبر، المسلسلات الخليجية من «أخطر المؤثرات السلبية على استقرار المجتمع»، قائلاً: «بعض كتّاب السيناريو للمسلسلات الخليجية في حاجة ماسة إلى إرشاد نفسي، يخلصهم من أزماتهم التي تعرضوا لها، حتى يكونوا مؤهلين لتناول قضايا المجتمع»، مؤكداً أن ما تعرضه الدراما الخليجية من مشكلات في المجتمع ك«شذوذ الفتيات» و«العلاقات المحرمة خارج إطار الزواج في المجتمع»، وكذلك «تخصيص مسلسل يتناول انشغال بعض الأسر بأعمال السحر والشعوذة، لا يمثل واقع المجتمع الصحيح، وإنما هو انعكاس فقط لهذه الشريحة من الكتاب والفنانين»، لافتاً إلى أن غزارة هذه النوعية من الطرح تشكل «خطورة بالغة، تكمن في أن المتلقي يألف مع مرور الوقت، هذا المحتوى من الانحراف، ويتساهل المجتمع في قبول الشذوذ من خلال تحلحل القيم». وقال: «إن المجتمعات التي ترتفع فيها معدلات انعدام الاستقرار الأسري تتكبد أعباء اقتصادية كبرى»، موضحاً أن «كل ريال ينفق في توعية المجتمع إزاء قضايا الاستقرار الأسري والتثقيف في مسائل الزواج، يؤدي إلى توفير 12 ريالاً تنفقها الدولة جراء تحملها تبعات الزيجات الفاشلة». وأضاف القشعان أن «تخريب الممتلكات العامة في دول الخليج الست، الذي يصدر من أفراد يعانون عدم الاستقرار في المجتمع، يحقق خسائر تعادل 33 في المئة من موازنات وزارات التعليم في الدول الخليجية الست مجتمعة، كما أن التثقيف في مسائل الزواج يخفف العبء عن كاهل وزارات العدل في دول الخليج، التي تنفق الكثير على قضايا الخلافات الأسرية». وطالب بإيجاد «برامج فاعلة، تُعنى بالاستقرار الأسري في الخليج، وتضمين المناهج الدراسية ما يحقق رفع الوعي إزاء قضايا استقرار الفرد والأسرة، حتى تخف الأعباء الاقتصادية عن دول الخليج، وحتى تسهم الأجيال في نهضة تنموية شاملة». ويطلق مركز الأمير سلطان للعلوم والتقنية (سايتك) الثلثاء المقبل ملتقى خليجياً، يستمر لثلاثة أيام، يهدف إلى «حماية المجتمع من الانحراف والجريمة، ومواجهة أسباب نشوء المشكلات الأسرية». وأعلن منظمو الملتقى عن خطط لتنظيمه سنوياً. وقال مدير مركز «سايتك» الدكتور حسن الأحمدي: «إن ملتقى «نرعاك» يستهدف جميع شرائح المجتمع، ويضم متحدثين خليجيين، من بينهم الدكتور جاسم المطوع، والمستشار وزير النفط الكويتي الدكتور أيوب الأيوب، وأستاذ الصحة النفسية في جامعة الملك عبدالعزيز في جدة الدكتور ميسرة طاهر، والأستاذ المشارك في جامعة الملك سعود الدكتور عبدالله الفوزان». ويطرح الملتقى قضايا مجتمعية، منها التفكك الأسري، والحاجة إلى التوعية في مسائل الزواج، والمعرفة المسبقة قبل اختيار شريك الحياة. كما يقدم الملتقى محاضرة بعنوان «كيف نبني جيلاً فاشلاً» للدكتور خليفة السويدي من الإمارات، فيما يقدم الأستاذ المشارك في قسم علم النفس في جامعة القصيم الدكتور يوسف الرميح «إحصاءات حول الجريمة في السعودية»، كما سيتناول مواضيع تتعلق بالجريمة وانحراف الأبناء، وعلاقة الآباء بتسهيل وقوع أبنائهم في الجريمة، وسيقدم السبل الصحيحة التي تجعل الآباء يحمون أبناءهم من الوقوع في الجريمة.