أكّد عضو هيئة التدريس في كلية الدراسات العليا في جامعة الأمير نايف للعلوم الأمنية الدكتور معن العمر، أن المسلسلات الخليجية أحد أسباب انتشار العنف في المجتمع، في حين كشف عضو هيئة التدريس في الكلية ذاتها الدكتور عبدالله غانم عن نتائج دراسة أجريت على 100 نزيل في السجون، خلصت إلى أن ممارسة العنف الأسري يهيئ معنفين لانتهاج سلوك انحرافي، وارتكاب جرائم في المستقبل. وقال العمر خلال ندوة بعنوان: «قضايا الأحداث والعنف الأسري» في جامعة الأمير نايف العربية للعلوم الأمنية أمس وبحضور 79 شخصاً من 9 دول: «المسلسلات الخليجية التي تظهر فيها مشاهد العنف أكثر من مسلسلات أخرى، هي إحدى أسباب انتشار العنف داخل المجتمع، إضافة إلى أن ثقافة المجتمع في التنشئة ساعدت في انتشاره، إذ إن الزوج يحاول أحياناً السيطرة على أسرته عبر إساءة استخدام السلطة». ولفت إلى أن العنف لا يقتصر على الأسر فقط، وإنما يمتد إلى المجتمع مثل تحجيم حرية الآخر، وتصغيره في التعبير والكلام، وسوء استخدام السلطة والموقع الاجتماعي، والتعدي غير المشروع على القيمة الاجتماعية، واستقدام رأي الشخص على من هم أقل منه. وتطرق إلى أن خوف الآباء على أبنائهم يجعلهم يمارسون العنف عليهم أحياناً، لغياب ثقافة الفصل بين الحرص والعنف، مشيراً إلى أن من أسباب العنف عدم التوافق بين الزوجين، كأن يحب أحدهما الطرفة، فيما يكون الثاني انطوائياً. من جهته، تحدث عضو هيئة التدريس في كلية الدراسات العليا في جامعة نايف العربية للعلوم الأمنية الدكتور عبدالله غانم عن دراسة أجريت على 100 نزيل في مختلف سجون المملكة، 50 منهم من مرتكبي جرائم العنف، والباقون من مرتكبي جرائم غير العنف، بهدف معرفة مدى تأثير العنف الأسري على مستقبل المعنفين الإجرامي، مشيراً إلى أن 42 في المئة من مرتكبي جرائم العنف، و40 في المئة مرتكبي الجرائم الأخرى كان يمارس عليهم العقاب، في حين أن أسلوب تنشئة 50 في المئة من الفئة الأولى و60 في المئة من الفئة الثانية يعتمد على الثواب والعقاب. وأضاف أن الدراسة أثبتت أن 42 في المئة من مرتكبي جرائم العنف يكرهون تسلط الأب، في مقابل 58 في المئة من مرتكبي الجرائم الأخرى، ويؤمن 66 في المئة من الفئة الأولى بضرورة استخدام العنف للحصول على حقوقهم، في مقابل 78 في المئة من الفئة الثانية. ولفت إلى أن 77 في المئة من النزلاء أُميون، أو لم يتجاوزوا المرحلة المتوسطة، في حين أن 49 في المئة من آبائهم و79 في المئة من أمهاتهم غير متعلمين. وتطرق إلى أن 70 في المئة من مرتكبي جرائم العنف، و56 في المئة من مرتكبي جرائم أخرى، مارسوا العنف على أطفال. وتابع: «ممارسة العنف الأسري تهيئ بالفعل المعنفين لانتهاج سلوك انحرافي، وارتكاب الجرائم في مراحل أعمارهم، إذ إن غالبية عينة الدراسة الذين مروا بتجارب عنف أسري في هذا البحث، تحولوا بالفعل من مرحلة التهيؤ إلى ممارسة السلوك المنحرف وارتكاب الجرائم». ودعا إلى إعداد دراسة عن دور تعدد الزوجات في وقوع العنف على الأبناء، وتهيئتهم لممارسة سلوك الانحراف وارتكاب الجرائم.