أكد مستوردو المواد الغذائية وموزعوها جاهزية السوق لتأمين متطلبات الحجاج خلال الأيام المقبلة، مؤكدين أن التجار أخذوا استعداداتهم الكاملة منذ شهرين ماضية، وسط تسهيلات حكومية كبيرة قدمت لهم في الجمارك والمنافذ البرية والبحرية لسلامة الأغذية وتأمينها قبل وقت كاف من دخول موسم الحج. وقدر التجار زيادة الكميات المصنعة والمستوردة من المواد الغذائية والمشروبات بنحو 30 في المئة هذا العام، وبقيمة تصل إلى حوالى 500 مليون ريال، يستهلكها الحجيج وعناصر الخدمات المساندة خلال الموسم. وقال عضو لجنة المواد الغذائية والمشروبات بالغرفة التجارية بجدة سالم عبدالله بالخشر إن المصانع المحلية للمياه والعصائر تكون في أقصى طاقاتها التشغيلية لتلبية الطلب الهائل خلال موسم الحج، مبيناً أن الاستعداد الجيد هذا العام سيحمي السوق في المشاعر المقدسة من أية حالات نقص، موضحاً أن مستوردي المواد الغذائية يضعون في حسبانهم اختلاف الثقافات الغذائية للحجيج ويوفرون أكبر قدر من أصناف اللحوم المبردة والرز والأسماك والمواشي والفواكه وبعض أصناف الأغذية الأخرى التي لا يتم الطلب عليها إلا خلال موسم الحج، إذ زادت كميات المواد الغذائية والمشروبات المستوردة بنحو 30 في المئة. ونفى بالخشر أن يكون هناك ارتفاع في الأسعار لتوافر العرض بشكل كاف، موضحاً أن الشركات المصنعة للأغذية والموردين والموزعين أصبح لديهم تصور واضح لأعداد الحجيج، ولذلك لن تواجه السوق نقصاً. وحول احتمال شح المواد الغذائية بعد موسم الحج، قال بالخشر: «من الطبيعي أن تواجه السوق وخصوصاً في المنطقة الغربية نقصاً في بعض الأغذية المبردة والدواجن والبيض لفترة محدودة بعد الطلب الكبير، ولكن هذا يحدث كل عام وهو أمر طبيعي لحين عودة السوق إلى وضعها الطبيعي». من جانبه، قال عبدالله الأحمد أحد مستوردي الأغذية إن أسعار المواد الغذائية والاستهلاكية خلال موسم حج هذا العام قد ترتفع بنسب بسيطة لا تتجاوز 5 في المئة مقارنة بالأيام الاعتيادية والتي تسبق الموسم، مبيناً أن سبب هذا الارتفاع يعود للموزعين أنفسهم وليس لنقص في المواد أو ارتفاع من الموردين. وأضاف أن هناك مواد ارتفعت في الأساس وليس لذلك علاقة بموسم الحج، مضيفاً: «هناك مواد ترتفع وتنخفض بحسب أسعار الصرف أو حجم الطلب، وليست لها علاقة بموسم الحج، والأسعار عموماً هذا العام ثابتة على رغم ارتفاع أسعار النقل، ولن يحدث سوى تغيير طفيف قد يتحكم به الموزعون أنفسهم». وكشف الأحمد عن صعوبات واجهت المستوردين لتأمين بعض المواد الغذائية، مثل الخضراوات والفواكه من أسواق بديلة عن تلك المعتاد الاستيراد منها، وتوقفت حالياً بسبب الأحداث السياسية في المنطقة أو توقف النقل بالطرق البرية، ما رفع من أسعار النقل أو أخذ منهم وقتاً أطول من العتاد في البحث عن الأسواق البديلة. وقال إن التجار وضعوا في الحسبان تأمين زيادة كميات المشروبات من المياه والعصائر والحليب طويل الأجل أكثر من المواسم السابقة لارتفاع درجات الحرارة نسبياً هذا العام عن المواسم الماضية، إضافة إلى تأمين حاجات الحملات في المقام الأول، وتخزين كميات إضافية لمواجهة حالات الطلب الإضافي. يذكر أن ارتفاع الأسعار في موسم الحج والأشهر التي تليه أصبح «عادة» سنوية يواجهها المستهلكون، يستغلها بعض التجار والموزعين بتجفيف الأسواق مع نهاية موسم الحج مباشرة لرفع الأسعار بشكل تدريجي حتى يتم تثبيت الأسعار الجديدة، مستغلين موسم الحج كأفضل المواسم لتغيير الأسعار. وتقف الجهات الرقابية بالمرصاد لمحاولات بعض موزعي الأغذية لتمرير بعض الأغذية الفاسدة أو المقاربة من انتهاء الصلاحية لتمريرها في منافذ التوزيع خلال موسم الحج وخصوصاً على الحجاج المخالفين، وكشفت بلدية جدة عن إحباط توزيع 2340 كرتوناً و135 كيساً من المواد الغذائية الفاسدة ومنتهية الصلاحية، كانت مجهزة داخل أحد المستودعات العشوائية الواقعة بحي الثعالبة، تمهيداً لإيصالها وتوزيعها داخل المشاعر المقدسة وبيعها على حجاج بيت الله الحرام، كما حجزت سيارات شحن بها نحو 99 ألف قارورة من المياه المعدنية معرضة لأشعة الشمس (فاسدة) ومنتهية الصلاحية.