توقع عدد من المتخصصين والمستثمرين في القطاع الغذائي أن يتراجع الطلب على بعض المواد الغذائية في منطقة الرياض بأكثر من 15 في المئة خلال موسم الحج، فيما سيرتفع الطلب على جميع السلع الغذائية في المشاعر المقدسة بالنسبة نفسها على رغم خفض عدد حجاج الخارج بنسبة 20 في المئة والداخل بنسبة 50 في المئة تقريباً. وقال الرئيس التنفيذي لأسواق العثيم يوسف بن محمد القفاري إنه من المعلوم أن الطلب في المواسم على بعض الأصناف يزداد في شكل كبير، وبخاصة موسمي رمضان والحج، وبالنسبة لموسم الحج هذا العام وبسبب خفض عدد حجاج الخارج بنسبة 20 في المئة والداخل بنسبة 50 في المئة سيترتب على ذلك انخفاض الطلب مقارنة بالأعوام الماضية، إلا أن الطلب قد يرتفع بنسبة 15 في المئة في المنطقة الغربية عموماً. وحول السلع التي يرتفع الطلب عليها في موسم الحج، قال القفاري في حديثه إلى«الحياة»: «السلع الأساسية التي يزيد عليها الطلب في موسم الحج هي الدجاج واللحوم والرز والمياه الصحية والألبان والعصائر»، مستبعداً أن يكون هناك أي ارتفاع في الأسعار، وذلك بدعم من توافر المخزون من جميع المنتجات. من جهته، توقع المدير المناوب في أسواق التميمي شبل النعيمي أن تشهد مبيعات بعض السلع الغذائية تراجعاً بنسبة تراوح بين 10 و15 في المئة بمنطقة الرياض، لافتاً إلى أن جميع أصناف المواد الغذائية في مختلف المواسم تتأثر بكميات العرض والطلب عدا السلع الأساسية التي يكون الطلب عليها كبيراً مثل مشتقات الألبان والحليب والرز والسكر. وأشار إلى أن معظم المستثمرين في قطاع المواد الغذائية يحاولون في المواسم تعويض انخفاض الطلب على بعض السلع في معظم المناطق بطرح عروض وتخفيضات على السلع المتوافرة لديهم بكميات كبيرة أو التي قارب تاريخ صلاحيتها على الانتهاء. وأكد النعيمي أن السوق لا تتأثر بنقص السلع الغذائية المستوردة، خصوصاً مع وجود سلع مصنعة محلياً تعوض ذلك النقص، مشدداً على توافر السلع الغذائية في كل مناطق المملكة ووجود مخزون كبير منها في السوق. وأرجع ارتفاع أسعار بعض السلع الغذائية في بعض الأسواق إلى احتكار بعض التجار، نافياً أن يكون موسم الحج فرصة لرفع الأسعار، خصوصاً مع وجود رقابة عليها من الجهات الرقابية. أما المستثمر في إحدى سلاسل السوبرماركت عبدالله القحطاني فأوضح في حديثه إلى «الحياة» أن السلع الغذائية متقاربة في أسعارها باستثناء البقالات الصغيرة داخل الأحياء التي تقوم برفع الأسعار، خصوصاً من العمالة التي تعمل فيها. ولفت إلى أن مخزون المواد الغذائية في المملكة كبير ولا يوجد عجز في أية سلعة، مرجعاً بعض الأزمات التي تحدث من حين إلى آخر إلى تلاعب تجار ومستوردين كبار يحتكرون تلك السلع بهدف رفع أسعارها. وأشار القحطاني إلى أن بعض السلع في موسم الحج تشهد ركوداً كبيراً، إذ يتجه معظم التجار إلى طرح السلع التي عليها طلب من المستهلك مثل الرز والسكر ومشتقات الألبان والحلويات وغيرها. وتشير الإحصاءات إلى أن كمية الواردات من المواد الغذائية إلى السوق السعودية التي تدخل عبر ميناء جدة الإسلامي تراجعت هذا العام بنسبة تصل إلى 18 في المئة إلى نحو 766 ألف طن خلال الأشهر الماضية، بعد أن بلغت في الفترة ذاتها من العام الماضي نحو 935 ألف طن.