كشفت دراسة بيئية صادرة عن معهد خادم الحرمين الشريفين لأبحاث الحج والعمرة عن تصدر مركبات ووسائل النقل في مكةالمكرمة والمشاعر المقدسة على أبرز مسببات التلوث الهوائي، وذلك بسبب الوقود المستخدم في المصادر الثابتة لتلك المركبات، مشيرة إلى أن محطات توليد الطاقة والمصانع وغيرها، أسهمت أيضاً في تلوث الهواء، وكانت مصدراً آخر في التلوث البيئي. وأكدت الدراسة (حصلت «الحياة» على نسخة منها) أن مركبات النقل تعد المصدر الرئيس لتلوث الهواء، إذ يعود ذلك إلى الوقود المستخدم في المصادر الثابتة، إضافة إلى محطات توليد الطاقة والمصانع وغيرها، التي تعتبر مصدراً آخر لتلوث الهواء، خصوصاً في المناطق المحيطة بتلك المواقع. وأفادت بأن التلوث الحالي للهواء وخصوصاً المركبات العضوية المتطايرة تفتقر إلى دراسة دقيقة لتلك المركبات العضوية بوجه عام، والتي تعتبر ملوثات خطرة للهواء، إذ ركزت الدراسات السابقة عن تلوث الهواء في مكةالمكرمة على الملوثات الغازية مثل (غاز ثاني أكسيد النيتروجين، ثاني أكسيد الكبريت، والأمونيا والأوزون)، وأخيراً المؤكسدات الكلية، مشددة على ضرورة إعادة تقويم مستويات تركيز المركبات العضوية المتطايرة وتبايناتها في أجواء مكةالمكرمة كملوثات خطرة جديدة. وأضافت: «إن تلك الدراسات الحديثة ستساعد في وضع استراتيجية مناسبة للتحكم في الأوزون السطحي، والمؤكسدات الكيماوية الضوئية التي تسهم في زيادة تكوّن الضباب الدخاني (Smog) في المستقبل». وأوضحت أن المركبات العضوية المتطايرة تأتي من مواد عضوية مثل كافة المركبات العضوية التي تحتوي على الكربون، إذ إنها مواد أساسية موجودة في كافة الكائنات الحية والمنتجات المشتقة من الكائنات الحية، منوهة بأن تلك المركبات العضوية المتطايرة من أخطر ملوثات الهواء التي تسبب مشكلات صحية حادة مثل خطر الإصابة بالسرطان، إذ إن دراسة المركبات العضوية المتطايرة تعتبر قضية مهمة في المسائل البيئية المحيطة والتي ينبغي على الجهات الحكومية المعنية وضع الخطط لتنفيذ التدابير المضادة للمركبات العضوية المتطايرة. وأشارت إلى أن التعرض لتلوث الهواء يشكل خطراً على سكان المناطق الحضرية وخصوصاً الفئات الحساسة مثل الأطفال وكبار السن، والتي ستكون عرضة للآثار الصحية الناجمة عن ذلك، إضافة إلى العديد من الباعة الجائلين العاملين في الشوارع الذين يتعرضون لتلوث الهواء باستمرار نتيجة حركة المرور. ودعت الدراسة إلى ضرورة إنشاء محطات لرصد ملوثات الهواء في أماكن عدة في مكةالمكرمة تكون من ضمنها المركبات العضوية المتطايرة، إذ إنها كافية لتشكل قدراً من الخطورة على السكان، والتي يلزم إجراء دراسة شاملة لفترة طويلة من الوقت أثناء الفصول الأربعة للسنة، لتحديد حجم المشكلة بصورة أفضل ووضعها أمام صانعي القرار. وأضافت: «من الضروري تبني إجراءات صارمة في ما يخص السيارات من طريق خفض حركة المرور، وتوفير أجهزة للتحكم في الانبعاثات وذلك لخفض انبعاث المركبات العضوية المتطايرة في مكةالمكرمة والمشاعر المقدسة المحيطة بها».