الهواء الطبيعي عنصر أساسي لحياة كل من الإنسان والحيوان والنبات وغيرها من الكائنات الحية على سطح الكرة الأرضية ويعتبر المكون الرئيسي للغلاف الجوي الذي يحافظ على الحالة الطبيعية للكرة الأرضية ويحميها من الإشعاعات الضارة ومن التقلبات غير المرغوبة في درجات الحرارة ،ويعتبر المصدر الذي تستمد منه الكائنات الحية الغازات والعناصر اللازمة لقيامها بوظائفها الحيوية. غير أن هذا الهواء لأسباب عديدة ، أهمها التقدم الصناعي والحضاري والزيادة المضطردة في عدد السكان، قد أصبح في السنوات الأخيرة عرضه للتلوث بأنواع مختلفة من الغازات والانبعاثات الضارة بصحة الإنسان والبيئة. وفيما يلي عرض موجز لأهم مصادر ملوثات الهواء سواء في البيئة الخارجية او البيئة الداخلية يمكن تقسيم مصادر تلوث الهواء بصفه عامه الى: مصادر ثابتة : وتشمل المنشآت الصناعية المختلفة مثل محطات توليد الطاقة الكهربائية ، ومنشآت صناعة النفط والغاز الطبيعي ، ومصانع الاسمنت والسماد والأصباغ والمعادن كالذهب والألمنيوم والحديد وغيرها ، ومدافن النفايات العضوية وغير العضوية ، ومحارق النفايات وخاصة النفايات الطبية والنفايات الخطرة ، ومحطات معالجة مياه الصرف الصحي ، والكسارات والمحاجر ، وأعمال الهدم والبناء وغيرها. فعلى سبيل المثال لا الحصر ... تؤدي صناعة النفط إلى تلوث الهواء بأكسيد الكبريت والنتروجين والنشادر (الامونيا) وأول أكسيد الكربون وكبريتد الهيدروجين. وتطلق صناعة الألمنيوم والأسمدة الفوسفاتية غاز فلورا لهيدروجين وغيره من مركبات الفلور. وتنبعث بعض الغازات كالميثان و اكاسيد الكربون والنشادر وكبريتد الهيدروجين من النفايات العضوية في مرادم النفايات. وتنطلق السيليكات والغبار والأتربة (العوالق الجوية) في الهواء المحيط بمصانع الاسمنت والمحاجر والكسارات وأعمال الهدم والبناء. وتنبعث اكاسيد الحديد في المناطق التي توجد فيها صناعة الحديد والصلب. كما تنطلق بعض المواد والمركبات العضوية الطيارة في الهواء المحيط بمصانع الأصباغ ومستودعات البترول ... الخ. مصادر متحركة :تشمل وسائل النقل المختلفة مثل السيارات والمركبات والطائرات والسفن وغيرها . حيث تطلق هذه الوسائل في الهواء المحيط العديد من الغازات والمواد الضارة بصحة الإنسان والبيئة مثل أول أكسيد الكربون ، واكاسيد النتروجين ، واكاسيد الكبريت ، واكاسيد وكلوريدات وبروميدات الرصاص ، وبعض الهيدروكربونات كالميثان والإيثان والايثلين والبنزبيرين وغيرها. مصادر طبيعيه :مثال ذلك الانبعاث الناتجة عن شدة أشعة الشمس خاصة في فصل الصيف في المناطق الصحراوية المكشوفة (غاز الأوزون) ، والغبار والشوائب الدقيقة الناجمة عن الرياح والعواصف .. هذا بالإضافة إلى الانبعاث الناجمة عن تسرب الغاز الطبيعي او عن البراكين ، وحبوب اللقاح ، والميكروبات المختلفة (البكتيريا والخمائر والفطريات والفيروسات) المنتشرة في الهواء ، وكذلك الإشعاعات المنطلقة من التربة أو صخور القشرة الأرضية. مصادر أخرى : علاوة على ما تقدم ، فأن هناك أيضا العديد من مصادر تلوث الهواء سواء الخارجي او الداخلي ... مثل الغازات والانبعاث الصادر عن الأجهزة والمعدات الكهربائية ، وعن الاستعمال غير الآمن والسليم للمبيدات ، وعن الأسمدة العضوية والكيميائية ، والأصباغ ومواد الإنشاءات والزخرفة ، وعن التدخين ، وعن أجهزة التبريد وتكييف الهواء ومرذات الايروسولات وغيرها . وقفة : أيتها البيئة الخالدة في قلبي: تعد نباتات الزينة هي من ارخص الطرق واسهلها لامتصاص هذه التلوثات الهوائية , وتحتاج العملية لمتخصص يحدد نوع النبات بعد معرفة نوع الملوث. أستاذ الكيمياء المشارك بجامعه ام القرى بمكة المكرمة مستشار الرئاسة العامة للارصاد وحماية البيئة رئيس فرع جمعيه البيئة السعودية بمكة المكرمة