زادت مشكلة التلوث البيئي في كثير من دول العالم إلى حد يهدد استمرار الجنس البشرى، حيث تعددت مصادر التلوث التي أصبحت تطرح نواتجها في المحيط الحيوي فتتأثر بها الكائنات الحية بصورة أو بأخرى وتعود بالضرر على الإنسان. ويتضمن تلوث البيئة تغير خواصها نتيجة تغير كمي أو كيفي تتعرض له بفعل الإنسان أو العوامل البيئية، ويعرف التلوث بأنه وجود إيه مادة أو طاقة في غير مكانها وزمانها وكميتها المناسبة، فالماء يعتبر ملوث إذا أضيف للتربة بكميات تحل محل الهواء، والبترول يعتبر ملوث إذا تسرب إلى مياه البحار، والأصوات إذا زادت شدتها عن حد معين تعتبر ملوثات قد تسبب الصمم. ويمكن تصنيف الملوثات إلى ملوثات إلى بيولوجية مثل حبوب اللقاح والبكتريا، وملوثات كيميائية مثل المبيدات بأنواعها ومخلفات احتراق البترول، وملوثات فيزيائية مثل الضوضاء والتلوث الحراري. وتنتشر الملوثات سواء كانت بيولوجية أو كيميائية أو فيزيائية بنسب متباينة في الهواء والماء والتربة والغذاء ومن ثم يتسع مدى ضررها، وعملا على تبسيط دراسة موضوع التلوث نقسمه إلى ما يأتي: أولا: تلوث الهواء: نشأ منذ اكتشاف الإنسان للنار في سالف العصور، ولكن هذه المسألة لم تدخل في عداد المشكلات إلا في أعقاب التطور الصناعي والتكنولوجي عندما بدأ الإنسان المتمدين في العصور الحديثة استخدام الفحم والبترول، وفي إنشاء المصانع والمعامل، ووسائل النقل المختلفة، وإقامة المفاعلات النووية. ويرجع تلوث الهواء إلى عدد من المواد منها: 1- الجسيمات: أكثر الملوثات انتشارا، ومصادرها متنوعة أهمها مداخن المصانع والمعامل ، والمحارق ومقالب القمامة – إذ يحتوي الدخان المتصاعد منها على جسيمات دقيقة من الكربون والرماد المتطاير والشحم والزيت – و أهم الجسيمات مثل جسيمات الرصاص والكادميوم، وغبار القطن في مصانع الغزل والنسيج، وغبار الفسوفات في المناجم.و تسبب العديد من الإمراض للإنسان الذي يستنشقها مثل أمراض الجهاز التنفسي والجهاز العصبي. 2-الأوزون: اشهر نواتج الأكسدة في الهواء، يعمل حائل لصد الأشعة الفوق بنفسجية القادمة من الشمس مما يحمي الكائنات الحية من خطر الاحتراق والتسمم.لكن وصوله للهواء الذي نتنفسه نتيجة كثرة استخدام مركبات الفريون في عمل الثلاجات ومكيفات الهواء يلوث الهواء ويؤدي لتآكل طبقة الأوزون مما يعني تسرب الأشعة الكونية الضارة فوق البنفسجية، ويوجد أيضا في المحولات الكهربية ومحطات القوى الكهربية مما يؤثر على الإنسان. 3- الملوثات الإشعاعية: هي تلك الناجمة عن الانفجارات النووية أو الاختبارات النووية حيث أن زيادة تركيزها يؤدي لهلاك الكائنات الحية والأمراض السرطانية والتشوهات الخلقية ويمتد آثرها لأجيال طويلة ,مازال أثرها ملحوظ حتى الآن على الكائنات في جزيرتي هيروشيما وناجازاكي باليابان بعد إلقاء القنابل الذرية عليها 1945، وكذلك بعد كارثة انفجار المفاعل النووي الروسي تشير نوبل. 4-ملوثات أخرى: أهمها ثاني أكسيد الكربون الناتج من استخدام الوقود العضوي(البترول، الفحم) الذي تؤدي زيادته لارتفاع درجة حرارة الأرض(الاحتباس الحراري)، وحبوب اللقاح التي تسبب أمراض الحساسية المختلفة، وأيضا المبيدات الحشرية والعشبية. ثانيا: تلوث الماء: هو أي تغير دخيل على الصفات الطبيعية للماء يجعله غير صالح للاستخدام، وتضم الاستخدامات المتعارف عليها الشرب والاستحمام والري وتربية الأسماك والصناعة والملاحة. [email protected] استاذ الكيمياء المشارك بجامعة ام القرى