أعلن مستشار الرئيس المصري القيادي في حزب «النور» السلفي بسام الزرقا، استقالته من منصبه، فيما شن الحزب هجوماً ضارياً على الرئيس محمد مرسي والرئاسة وجماعة «الإخوان المسلمين» بسبب إقالة مستشار الرئيس لشؤون البيئة القيادي في «النور» خالد علم الدين وتصريح للمستشار القانوني للرئيس عزا فيه الإقالة إلى شبهات بتورط مسؤولين في مكتب علم الدين في استغلال نفوذه. ونفى علم الدين في مؤتمر صحافي في مقر حزبه ما تردد عن استغلاله نفوذه للحصول على امتيازات، مطالباً الرئيس باعتذار رسمي عن محاولات «اغتياله سياسياً». وقال: «لن أقبل بأقل من ذلك». ودمعت عيناه خلال المؤتمر، معتبراً أن هناك أهدافاً سياسية وراء هذه الواقعة. وأعرب عن سعادته لترك هذا الموقع «لأنني لست دمية أو قطعة ديكور لا رأي لها»، في إشارة إلى تجاهل الرئاسة الدائم للهيئة الاستشارية. وأوضح أنه كان اتفق مع الزرقا على الاستقالة من الرئاسة، لكنه فوجئ بإقالته «بشكل مهين»، لافتاً إلى أنه كان تحدث مع الرئيس عن أنه لا يمكن أن يستأثر فصيل واحد بحكم مصر، في إشارة إلى جماعة «الإخوان». وشن الناطق باسم «النور» نادر بكار هجوماً ضارياً على الرئاسة والمستشار القانوني للرئيس فؤاد جاب الله، وقال إنه تنصل من وعده بإصدار اعتذار رسمي لعلم الدين. وأوضح أن جاب الله أكد أن الرئاسة ستصدر اعتذاراً رسمياً لعلم الدين، لكنه عاد وتنصل، منتقداً طريقة إدارة الأمور في الرئاسة. ونقل التلفزيون الرسمي عن جاد الله نفيه اعتذار الرئاسة عن إقالة علم الدين، فيما قال مصدر رئاسي إن «تحقيقات تتم حول بعض المخالفات التي تم رصدها، وهذه التحقيقات استوجبت إصدار الرئيس قراراً بإقالة مستشاره للشؤون البيئية»، مشيراً إلى أن «الرئاسة لم توجه اتهاماً إلى علم الدين، ولكن التحقيقات استوجبت اتخاذ الرئيس هذا القرار». وأضاف أن استقالة الزرقا «هي استقالة إعلامية ولم تصل الرئاسة حتى الآن ولا توجد معلومات في شأنها». وفي وقت لاحق، صعد الناطق باسم «النور» من لهجته ضد الرئاسة، فطالب في تدوينات متلاحقة على حسابه على موقع «تويتر» الرئيس مرسي نفسه بالاستقالة. وقال بكار: «إذا كانت الرئاسة تُقيل بالشبهات، فيجب على الرئيس نفسه التقدم باستقالته لشبهات تورط بعض مرؤوسيه في قتل المتظاهرين عمداً... إذا كانت الرئاسة تقيل بالشبهات، فلتحدثنا عن صفة (نائب مرشد الإخوان) خيرت الشاطر التى تكلم بها عن تحركات مرصودة لأطراف في الداخل والخارج لم يسمها»، في إشارة إلى حديث الشاطر في مؤتمر صحافي عن رصد «مؤامرات ضد مصر». وطالب بكار بإقالة وزير الطيران «لشبهة تعيينه نجل الرئيس من دون باقي دفعته بالواسطة»، في إشارة إلى واقعة تعيين عمر محمد مرسي في شركة تابعة لوزارة الطيران المدني، ما أثار عاصفة من الانتقادات دفعته إلى التراجع عن تسلم وظيفته، بعد دعوات إلى التظاهر ضده أمام الوزارة. وختم بكار تدويناته: «إذا كانت الرئاسة تقيل بالشبهات فقط من دون تحقيق، فالأولى أن تقيل (الناطق باسم الرئاسة) ياسر علي لأنه استدعي بالفعل للنيابة». وكانت النيابة استدعت علي بعد شكوى تقدمت بها صحافية قالت إنه تزوج منها سراً، قبل أن يتنصل من هذا الزواج. وطالب حزب «البناء والتنمية»، الذراع السياسية ل «الجماعة الإسلامية»، الرئاسة بإعلان أسباب إقالة علم الدين، وقال في بيان إن «الرئيس مسؤول عن اختيار معاونيه، وليس لأحد أن يفرض عليه مستشاريه ويجب أن يتم الاختيار على أساس الخبرة والكفاءة وليس الانتماء والولاء لأنها مسؤولية وأمانة». وأكد «ضرورة إصلاح مؤسسة الرئاسة». وأكد أنها «تعاني ارتباكاً واضحاً خلال الآونة الأخيرة». وبإقالة علم الدين واستقالة الزرقا، لم يتبق في الفريق الرئاسي سوى 10 مستشارين ومساعدين للرئيس غالبيتهم من جماعة «الإخوان»، فيما غادره 11 عضواً غالبيتهم مستقلون. وبقي من مساعدي الرئيس عضو مكتب إرشاد «الإخوان» عصام الحداد ورئيس حزب «الوطن» السلفي (تحت التأسيس) عماد عبدالغفور وأستاذة العلوم السياسية باكينام الشرقاوي القريبة من الجماعة، فيما استقال السياسي القبطي سمير مرقص. أما المستشارون، فبقي منهم جاب الله، ومن «الإخوان» أميمة كامل ومحيي حامد وحسين القزاز وأحمد عمران وأيمن علي القريب من الجماعة، إضافة إلى رئيس أكاديمية الشرطة السابق اللواء عماد حسين، فيما استقال معظم المستقلين، وهم: أيمن الصياد وعمرو الليثي وفاروق جويدة ومحمد عصمت سيف الدولة وسيف عبدالفتاح وسكينة فؤاد ورفيق حبيب، إلى جانب القيادي في جماعة «الإخوان» عصام العريان.