بين شرارة العصيان المدني، التي اشتعلت الأحد، في محافظة بورسعيد، وتهدد بانتقال عدواها إلى بقية محافظات القناة، وبين حرب الإخوان/ والنور، إلى حالة الغليان التي سادت صفوف الجيش، بسبب شائعة انتشرت الأحد أيضاً عن قرار الرئيس محمد مرسي بإقالة وزير الدفاع الفريق اول عبد الفتاح السيسي، تعيش مصر حالة جديدة من التوتر، الذي انفجر علناً وسط أحاديث عن اتهامات متبادلة. سيناريو لا يتكرر التوتر بدأ من القوات المسلحة، التي سجلت غضبها من إشاعة إقالة وزيرها الأول، صحيح أن كل الأطراف نفتها، إلا أن محللين في القاهرة، اعتبروها بالون اختبار لا يخلو من مغزى. ونسبت صحيفة (اليوم السابع) لمصدر عسكرى مسئول، قوله إن هناك حالة من الغضب بين ضباط وصف ضباط وجنود القوات المسلحة، تم رصدها على مدار الأيام الماضية بعد تسريب معلومات ونشر أخبار تتناول المؤسسة العسكرية ورموزها، وتم الترويج لفكرة إقالات محتملة فى المؤسسة العسكرية، لكبار قادتها على رأسهم الفريق أول عبد الفتاح السيسى، القائد العام للقوات المسلحة، وزير الدفاع والإنتاج الحربى. وأوضح المصدر أن المؤسسة العسكرية لن تسمح بأى حال وتحت أى ظرف أن يتكرر سيناريو المشير حسين طنطاوى، والفريق سامى عنان مع الفريق أول عبد الفتاح السيسى، مؤكدا أن المساس بقادة القوات المسلحة، خلال الفترة الراهنة سيكون أشبه بحالة انتحار للنظام السياسى القائم بأكمله، خاصة أن القوات المسلحة التزمت بالحياد والسلمية طوال الوقت، وحاولت قدر الإمكان الابتعاد عن المشهد السياسى الراهن بمختلف صراعاته بين النظام وقوى المعارضة، ووضعت المصالح العليا للبلاد فوق كل اعتبار، ولم تطمع أبدا فى السلطة، أو تطمح إليها، بل حرصت على تسليمها لرئيس مدنى منتخب، جاء من خلال صناديق الاقتراع، حتى ولو حصل على الأغلبية البسيطة «50 % + 1». عصيان مدني الشرارة على الأرض، كانت في مدينة بورسعيد، التي أعلنت عصياناً مدنياً شاملاً الأحد، شل الحياة تماماً، وهدد بالانتقال إلى محافظتي الإسماعيلية والسويس، احتجاجاً على الرئاسة، ووصلت إلى حد التهديد، بإعلان الاستقلال عن البلاد، وسط برود رئاسي وحكومي تام، زاد من حدة الانفعال الشعبي. وفى تصعيد جديد للعصيان المدني لليوم الثانى على التوالي، تفاقم الوضع أمس، بمحاصرة عمال الترسانة البحرية في بورسعيد ، البوابة الرئيسية ومنعوا دخول او خروج اى شخص. وترددت انباء عن وصول الحاكم العسكرى لبورسعيد الى الترسانة للتفاوض مع العمال لاستئناف عملهم. ومنع ألتراس «جرين إيجلز» دخول السيارات المغتربة الاثنين إلى المدينة، وتم إغلاق مداخل بورسعيد من جانب المتظاهرين، كما منعوا دخول مركبات نقل العمال لإجبار مصانع الاستثمار على العصيان ومنعها عن العمل. وتجمعت أعداد كبيرة من عمال مصانع الاستثمار وهتفوا بحق الشهيد، كما رددوا «الشعب يريد إسقاط النظام»، ويقف العمال أمام مبنى الاستثمار الآن، رافضين الدخول، فيما تواجد أفراد القوات المسلحة بشكل لحماية المنشآت. حرب علنية من جهة أخرى، تحول الخلاف المكتوم بين جماعة الإخوان المسلمين، وحزب النور السلفي، إلى حرب علنية، بإعلان رئاسة الجمهورية المصرية، إقالة مستشار الرئيس لشؤون البيئة الدكتور خالد علم الدين، الأحد، فيما يبدو أنه إجراء عقابي للحزب السلفي، الذي خرج على ما اعتبرته الجماعة «خطوطاً حمراء» وتقديمه مبادرة لحل الخلاف السياسي، تقترب في معظم بنودها مع مطالب جبهة الإنقاذ الوطني المعارضة. مصادر بقصر الرئاسة، نفت تماماً أي علاقة للإقالة بأهداف سياسية أو «ضرب» شعبية حزب النور، مع قرب الانتخابات البرلمانية، وبررت إقالة علم الدين، بأنه نتيجة لاتهامه باستغلال النفوذ، والتربح غير المشروع، فيما قال مستشار الرئيس المقال، إنه تقدم أصلاً باستقالته قبل يومين من قرار الإقالة.. نافياً ادعاءات الرئاسة وقال إنه «لم يربح مليماً واحداً» خلال وجوده في منصبه. «النور» يصعد بالمقابل، صعّد حزب النور، من حدة نبرته في الرد على قرار الرئيس، حيث اعتبره مصدر قيادي بالحزب «بمثابة عقاب على المعلومات التى توصل لها بشأن ملف أخونة الدولة». مساعد للرئيس يستقيل وفي تطور لاحق، أعلن بسام الزرقا، القيادي بحزب النور، وأحد مساعدي الرئيس المصري، استقالته من منصبه بمؤسسة الرئاسة، احتجاجاً على ما وصفه بالسلوك المتبع في اتخاذ القرارات الرئاسية.