أعيد أخيراً افتتاح «مركز القبة السماوية» العلمي التابع ل «مكتبة الإسكندرية» بعد تجديده، استعداداً لاستضافة «المؤتمر العشرين للجمعية الدولية للقباب السماوية» في حزيران (يونيو) 2010. ومنذ افتتاحها في تشرين الأول (أكتوبر)2002، يبهر «مركز القبة السماوية»، الجمهور مستخدماً تقنيات متعددة، وضمنها نظام العرض السينمائي «آي-ماكس» الذي يقدم عروضاً بصرية ذات بنية عملاقة. وصرحت مديرة «القبة» هدى الميقاتي بقرب استعمال نظام عرض «ديجيستار3» في القبة، وهو أحدث تقنيات العرض الخاصة في هذا النوع من القباب. ويتكوّن النظام من مجموعة ثرية من المشهديات الفلكية الثلاثية الأبعاد، مع قاعدة بيانات هائلة للأجسام السماوية تُمكن المشاهدين من استكشاف الكون بشكل غير مسبوق. وأضافت أن النظام الجديد سيُمكن اختصاصيي القبة السماوية من إنتاج عروض حديثة عالية التقنية باستخدام شاشات اللمس، مع العلم أنهم نجحوا قبلاً في إنتاج أول عرض مصري (وشرق أوسطي) للقباب السماوية. وفي هذا الإطار، تقدم قبة «مكتبة الاسكندرية»، مجموعة من العروض الجديدة مثل «العجائب السبع» (30 دقيقة) الذي يتناول الهرم الأكبر، باعتباره الأثر الوحيد المتبقي من عجائب الدنيا السبع القديمة. كما تقدّم فيلم «آفاق جديدة» (دقيقة) الذي يعرض رحلة استكشافية شيّقة عبر المجموعة الشمسية وعالم المذنبات. ويعود الفيلم الى الوراء خمسة آلاف سنة، حين ظهر في السماء جسمٌ عظيم، بدا وكأنه عن بهجة الآلهة أو عن غضبهم. وعندما عاد الزائر ذاته إلى سماء كوكب الأرض مع نهاية القرن العشرين، ظن البعض أنه رسولٌ سماويٌ، إلا أن الغالبية من الناس أدركت أنه في الحقيقة مذنَّب. ومن الأفلام الجديدة أيضاً «نجوم الفراعنة» ( 35 دقيقة) الذي يقدم عرضاً «فضائياً» لنهر النيل، بداية من منابعه في قلب أفريقيا الوسطى، وكذلك للحضارة العظيمة التي ظهرت حوله، إذ لا تزال آثارها تخلب الألباب اليوم مع ميراث هائل من المباني العملاقة التي تغطيها الصور والكتابات المتنوعة. ويحاول الفيلم الإجابة عن أسئلة من نوع كيف كان القدماء المصريون يرون النجوم ويستخدمونها؟ وما هو الإرث الذي تركوه لنا؟ ويشير الفيلم إلى أن المصريين القدامى قسّموا اليوم إلى 24 ساعة والعام إلى365 يوماً، ولكنهم لم يحاولوا، مثلما فعل الإغريق، تقديم تفسير علمي لحركة الشمس والكواكب والنجوم، أو حتى معرفة مواقعها. فبالنسبة اليهم، كانت السماء هي عالم الآلهة، وكانت تجسد التوازن بين النظام والفوضى، بين الموت والبعث، فكان الملوك الآلهة يعيشون على الأرض، ثم يقومون برحلة سماوية لتولي العهد الأبدي مع النجوم.