«ما جابها أحد» «جابها الوطن»، بالأمس فازت السعودية، انتصر «الأخضر»، فابتهجت ملايين تقف خلفه، بالأمس وقفنا جميعاً خلف الشعار، فتحقق النصر وفي القادم من الأيام أيضاً سنكون كذلك، لا يعنينا من يسجّل الأهداف، يهمنا فقط أن نفوز أن نفرح أن نعود. سجّل المولد، وسجّل هزازي، لكن الجماهير كانت الأكثر فرحاً بالفوز، علينا أن نعرف أننا عندما نفوز، يفوز الوطن بأكمله، ولا يهم أن نفكر بالمسجلين ولا أنديتهم، أنديتنا جزء من الوطن، إن لم تقدم فرق الدوري لاعبين قادرين على الصعود بنا إلى المنصات مع المنتخب، فلنلغي البطولات المحلية. كل اللاعبين بالأمس كانوا رجالاً، على رغم أني لمست عشوائيتهم داخل الملعب في الكثير من دقائق المباراة، إلا أنها كانت منطقية بالنسبة إليّ، ذلك أن الحماسة والروح المخيفة التي دخل بها اللاعبون للمباراة، شكلت ضغطاً هائلاً عليهم، لذلك كان من الطبيعي أن يضيعوا داخل الميدان للحظات. انتصرنا وهو أهم ما حدث بالأمس، فرحنا وهو أهم ما غاب عنا قبل الأمس، بكى لاعبونا، وبكت معهم الجماهير، إنها الضغوط التي تقع على عاتق الكبار في الأعوام العجاف، لذلك كان لا بد لهيبتنا أن تعود. أفراحنا بالأمس فصل قصير في رحلة طويلة تبدأ لتو، علينا أن نفرح اليوم أو أن نعود غداً إلى العمل، هم سيعودون من جديد للتعصب، للصراخ خلف ألوانهم وأنديتهم ولاعبيهم، لكننا سنقف خلف المنتخب، وسننسى أي شيء آخر في حضوره. جلّ ما يخيفني اليوم أن نقتنع بأن زمان الأمجاد عاد، فنعود إلى صياغة عبارات على وزن «أسياد آسيا» أو «كبارها» أو غيرها من العبارات التي تعيدنا إلى داومة الإخفاقات، ما زلنا صغاراً، وسنظل كذلك، ولنستعيد شيئاً من ما كنا عليه، علينا أن نتوّج في سيدني قبل ذلك، لن نبحث عن أكثر من فرحة توازي إمكاناتنا. أما هزازي، فهو نجم كبير، لا يحتاج إلا للفرصة والتركيز، ليرعب الخصوم، ويعود إلى هزّ الشباك، أتمنى أن ينجح هزازي في خلق تلك الأجواء، فهو كنز من المحزن أن نخسره. [email protected] adel066@