ربما أن الهلال لم يعرف طوال تاريخه غضباً جماهيرياً كالذي يعيشه اليوم، فأنصاره غاضبون من كل شيء، أحمد الفريدي يطلب الرحيل، وأسامة هوساوي يرفض العودة، والأجانب باستثناء واحد أضعف من الطموحات، والمستوى الفني هزيل، ببساطة كل شيء يدعو للغضب. كل ذلك لم يعد مهماً فال«سوبرمان» الجاسر قادر على غسل كل شيء ومسح الهموم بلمسة سحرية، يشعرك هذا الرجل وهو يتحدث عن الهلال أن الفريق للتو هزم برشلونة وخطف كأس العالم للأندية، فالإدارة بحسب الجاسر لا تخطئ أبداً، والعمل منظم جداً درجة أن الأندية الأوروبية تحتاج إلى درس الهلال كحالة يفترض تطبيقها في دول العالم كافة. أما رأي الجماهير والأرقام الواضحة وصور الفشل التي تتجسد في الملعب فليست إلا ظروفاً عابرة، أو ربما أنها لم تحدث بل تخيلتها الجماهير، لكن وللأمانة أحسب للجاسر مواقفه العظيمة، وخطواته الإعلامية الجبارة، فال«جهبذ» قرر بعد خروج الفريق من الآسيوية، أن يتوقف عن إرسال الأخبار اليومية للصحف على غرار ما تفعله بقية الأندية، هذا القرار «الذكي» سيمنح الهلال اللقب الآسيوي، كما يحسب للجاسر تميزه في «فبركة» وعد قطعه أسامة هوساوي بالعودة لتمثيل الهلال، المشكلة أن اللاعب خرج وأكد عدم وجود وعد يربطه بالهلال لكن «الجهبذ» مصر على وعد اخترعه. أما البطولات التي حققها الجاسر للهلال فتمثلت في خروجه التلفزيوني المميز للدفاع عن الهلال بعد أن قال المعلق عدنان حمد في تعليقه على إحدى مباريات الهلال جملة «العالمية صعبة قوية»، فهل يعقل أن يتدنى مستوى الخطاب الإعلامي في نادي الهلال إلى هذا المستوى، هل يعقل أن تتحول العبارات الجماهيرية إلى عقد، لأن هذا بالضبط ما فعله «سوبرمان». قبل نهاية حديثي عن «الجهبذ» أود التأكيد على أن دور كل مسؤول إعلامي هو إظهار جهته بأفضل صورة، لكن ذلك لا يعني استخدام الكذب سلاحاً، ولا يعني حرمان البسطاء والضعفاء من اللاعبين حقوقهم بغية كسب الرضا الإداري، سيستمر هروب اللاعبين، وسأستمر مقتنعاً بأن الجاسر يحمل في يده عود ثقاب سيشعل به الهلال يوماً، كما اشتعلت روما في زمن مضى. هزازي... أيام مرعبة في الانتظار ما يقوله المنطق، لا ما أقوله أنا، تنتظر نايف هزازي خلال الفترة المقبلة أيام مرعبة ومشكلات عدة، فيما تقول التجربة أن الوسط الرياضي بشكل عام هو البيئة الأكثر شداً للانتباه في السعودية، لذلك سيكون قرار هزازي بالارتباط بالمطربة اليمنية بلقيس أحمد فتحي شغل هذا الوسط الشاغل على الأقل خلال العامين المقبلين. في مباراة نجران ترك هزازي فريقه وتوجه إلى الإمارات، ولو أن هزازي لم يعلن قبل ذلك خطبته لكان الأمر أسهل بالنسبة للجماهير، أما اليوم، وقد بات القرار معروفاً فهاهي القضية تأخذ بعداً لم يكن متوقعاً. الحياة الشخصية للاعبين هي شأن يعنيهم ولا تعني أحداً آخر، ويفترض على الجميع احترام ذلك، لكن هل من الممكن فرض ذلك على الجماهير والمتابعين المختلفة أفكارهم وثقافاتهم وطباعهم، إن كان هزازي يعرف الإجابة فعليه أن يكون أكثر هدوءاً في التعاطي مع ما تخفيه الأيام، قبل أن يقود الضغط المنتظر إلا أفول نجم مهاجم فذ. [email protected] @adel066