أن ينافس الفتح على الصدارة، ويعيق الأهلي والشباب عن الانفراد بها، ويعود الاتحاد سريعاً للواجهة بعد فشل ذريع في الموسم الماضي، ويغيب الهلال عن المنافسة بفوز وهزيمة وتعادل، ويبالغ مدرب النصر في وصف قوة فريقه، درجة أن «بولت» لم يعد قادراً على اختراق خطوطه الخلفية، كل هذا لا يعني أننا أصبحنا فجأة أقوى. الحقيقة تقول إن فرقنا القوية باتت اليوم أضعف، وأقل قدرة على التنافس، لتلحق بها فرق المؤخرة وتعيقها، والبقية على حالها، أو أنها باتت أسوأ، لكننا لم نعد ندرك ذلك بما أن الكل ضعيف. نعم سنعيش تنافساً مثيراً بين فرق الدوري بحكم أن الكل «ضايع»، وسيصبح الدوري مثيراً في ظاهره، لكن مخرجاته لن تكون بأحسن حال من ما كانت عليه في السابق، فالمنتخب سيستمر في خسارة مراكزه في التصنيف العالمي إلى أن ينافس منتخبات المؤخرة. الحقيقة تقول إننا ما زلنا نفتقر إلى مهاجم سعودي مميز، أو مدافع قادر على صناعة الفارق، وبقية الخانات لم تعد في حال أحسن، لذلك قررنا أن نصنع من أشباه اللاعبين نجوماً وأساطير، ونجبر العالم على الاقتناع بإمكاناتهم قبل أن نعود لنضعهم في حجمهم الطبيعي بعد أول مشاركة للمنتخب. الحقيقة تقول أيضاً إن جل السعوديين تركوا دوري «زين» بما فيه، وانصرفوا لمتابعة البطولات الخارجية، فالكل معني بما يحدث في إسبانيا وإيطاليا وإنكلترا، وحتى ألمانيا التي لم نكن حتى سنوات قريبة نعرف ما يدور فيها، أما دورينا «فله الله». والحديث هنا ليس مقصوراً على البطولة التي حققها الشباب السنة الماضية، أو الهلال في السنوات السابقة، فالضعف نخر جسد المنافسات السعودية منذ زمن طويل، لكننا للتو بدأنا نجني مخرجاته، ويبدو أننا لن نقتنع حقاً بما نعانيه قبل أن نخسر كل شيء. اليوم تحتاج المنافسات المحلية إلى أن تستجمع قواها، ويحتاج القائمون على الأندية إلى التقليل من المبالغة (الهياط) في الأحاديث الإعلامية، والعمل على صناعة فرق حقيقية، ويحتاج اللاعبون إلى الاقتناع بحقيقة امكاناتهم المتواضعة، درجة أنهم أمسوا لا ينافسون إلا انفسهم وفي أضيق المساحات. أما نحن فنحتاج إلى أن نعترف بأن دورينا ليس أكثر من منافسة محلية «خفيفة» و«لطيفة»، وأن عبارات مثل أقوى دوري عربي أو آسيوي، ليست إلا عبارات قادتنا إلى الدمار، وإلى الوقوف على أنقاض تاريخ كاد أن يخلق مستقبلاً مشرقاً لكنه فشل. أما المطالبات الموجهة للجماهير بالحضور والدعم وملء الملاعب عن آخرها، فهو طلب غير مقبول، والتطرق له، خصوصاً في المرحلة الحالية أمر مخجل لا يستدعي أكثر من الضحك. يبقى أن تدرك الجماهير قيمة المنجزات المحلية، والأسباب التي منحت الفرق فرصة تحقيقها، من دون التغني بها مع كل لقب، وبرأيي أن كل البطولات المحلية التي تم تحقيقها خلال السنوات الأخيرة ليست أكثر من وهم جميل وفرصة للابتسام. [email protected] @adel066