خسر الأهلي أمس (السبت) نهائي البطولة الآسيوية، بعد أن فشل في خوض المباراة بطموحات طبيعية، أو أحلام منطقية، ليواجهها محملاً بأعباء وطن كامل يئن تحت وطأة الهزيمة، وطن يبحث عن أي انتصار حقيقي، أو حتى وهمي موقت. بحث الأهلي عن العودة بلقب سعودي، يعيد شيئاً من بريق زمن مضى، لذلك ربما خسر الأهلي، فحن كسعوديين تشبعنا من مرارة الخسارة، منتخبنا يهزم بنتائج ضخمة، وفرقنا لا تنجح إلا في مجابهة بعضها، قبل أن تسقط في المحافل الخارجية، التي تنازلت عنها في زمن مضى. الفوز ثقافة، تبنى بالتكرار والتجربة وبالتعلم والعمل، والفوز في كرة القدم عمل جبار يقوده 11 لاعباً داخل الملعب ومثلهم أو أكثر خارجه إدارياً وفنياً، الفوز لم يكن يوماً وليد مهارة فردية أو مجهود شخصي، والأهم أنه لم يكن يوماً وليد أحلام لا تعرف العمل. في المقابل، نحن لم نخسر كل شيء هانحن نعمل بثقافتنا الجديدة ثقافة الهزيمة، فلاعبونا ما عادوا قادرين على مواجهة أحد، يؤمنون بالهزيمة ويقتنعون بها قبل انطلاق المباريات، تصريحات مثل «سنسعى إلى الفوز، لكن الخسارة لن تعني النهاية بالنسبة إلينا»، تنطلق قبل المباريات بأيام، لنعمل بجهد على تعزيز ثقافة الخسارة لدى لاعبين، وتجهيز الأعذار لهم. من الظلم أن نتحسر اليوم على اللقب الآسيوي فالأهلي لم يقدم يوم أمس ما يشفع له حتى بالحضور في النهائي، فبدا ضعيفاً وباهتاً وفاقداً للحلول، ومنهزماً حتى قبل بداية المباراة. في المقابل، واجه فريقاً مرعباً منظماً ودقيقاً، والأهم متشبعاً بثقافة الفوز، يكفيك أن تراقب مدرب أولسان خلال المباراة لتدرك بأنه كان متيقناً من الفوز قبل انطلاق المباراة، وهو ما انعكس على لاعبيه، الذين لم يبالغوا في الاحتفال بالأهداف، وكأنهم يقولون ما زال للفرح بقية. الكوريون أكدوا للجميع أمس أن الفارق بين غرب القارة وشرقها سنوات ضوئية، وأن مقارنتنا بهم باتت ظالمة لنا، مباراة الأمس يفترض أن تصنع قراراً يرحمنا من غضب «نمور القارة»، ويضعنا في بطولة مستقلة بعيدة عنهم، فنحن لا نزال بحاجة إلى عمل طويل. إن أردنا أن نفوز يوماً فعلينا أولاً أن نتعلم بأننا أضعف من الجميع، لكننا أكثر رغبة من كل سكان الأرض في تحقيق الانتصارات، وأننا قادرون على ذلك، تلك الحقائق يفترض أن تشبع بها الأندية لاعبيها، أما نحن كإعلاميين فعلينا أن نؤمن بأننا أقل من غيرنا، وأن لاعبينا وبطولاتنا لا تقارن بغيرها من البطولات الحقيقية المنظمة في شرق القارة، فأولسان الفريق المتهالك رابع الدوري المحلي في الموسم الماضي بحسب وسائل الإعلام، ومحللين عدة، أضحى بطلاً للقارة، بعد أن هزم ثالث الدوري السعودي برباعية في الإياب، ووصيف الدوري بثلاثية نظيفة في النهائي. [email protected] @adel066