يصعب عليّ اليوم تفسير أسباب الغضب الذي اجتاح المعسكر «الأصفر» عقب خسارة نهائي كأس الملك أمام الأهلي برباعية، فالبطولة التي طار بها «الملكيون» فرحاً، لن تتعدى كونها لقباً محلياً، أما الخاسر فهو فريق «عالمي» لا تعنيه المنافسات المحلية. وحتى لو أصر البعض على ترديد ما استهلك من عبارات حول قدم البطولة العالمية، أو أنها جاءت نتيجة تصويت، أو غير ذلك فهذا لا يعني أحداً، سيظل النصر الفريق «العالمي»، لأنه وببساطة تعادل في مباراتين ضمن منافسات السوبر الآسيوي، وطار إلى البرازيل، حتى لو كان ذلك حدث قبل 12 عاماً من الآن، وإن كان النصر ومنذ ذلك التاريخ، وحتى اليوم لم يعرف طعم الذهب، ولو قالوا إن الفريق الأصفر ما زال عاجزاً عن خلق قاعدة جديدة تخدم الفريق، كل ذلك غير مهم، سيظل النصر «عالمياً»، وسيترك البطولات المحلية، وعناءها للفرق الصغيرة، وسيتفرغ للحفاظ على تاريخه كفريق «عالمي». هكذا يجب اليوم أن تفكر جماهير «الشمس»، فهذه النقطة الأهم فالأهلي والهلال والشباب، وإن خطفوا كل الألقاب المحلية لن تتغير أوضاعهم، وسيظلون فرقاً محلية، وهي الظاهرة الطبيعية، والدليل على ذلك ما يحدث في أوروبا اليوم فأندية برشلونة، وريال مدريد، وميلان، ومانشستر يونايتد، شاركت في البطولة العالمية، ثم توقفت تماماً عن المنافسات على الألقاب المحلية التي لم تعد تعنيها، واكتفت جماهيرها بترديد عبارة «العالمية ... صعبة قوية»، حدث ذلك بحسب ما اذكر في مباراة يوفنتوس، وإنتر ميلان إذ رددت جماهير إنتر عبارة «العالمية ... صعبة قوية» أكثر من مرة، ذلك لأن «السيدة العجوز» نادٍ محلي. يبدو أن الكلام أعلاه كان بعيداً عن الواقعية، وبات واضحاً ان ذلك ما قاد النصر للفشل، «خذ الحكمة من فم الهريفي»، الذي كتب في «تويتر» قبل أيام «العالمية أكبر مخدر عرفته كرة القدم»، وحينها كان يعني، أن النصر ركن لجملة «لا تسمن ولا تغني من جوع» قادته للفشل. قبّل «دكانه» ورحل! تمتلكني رغبة قوية بالتصفيق، وأنا أقرأ خبر القرار الشجاع الذي تقدم به أخيراً رئيس نادي القادسية عبدالله الهزاع، حين أعلن استقالته، إذ يبدو أن الرئيس لا يريد البقاء في ظل الأجواء غير الصحية في النادي، أما من يقول إن الهزاع رحل لأنه لم يعد في النادي ما يستحق البيع فهو لا يعرف شيئاً عن كرة القدم. رحل الهزاع بعد أن قدم كل ما يمكن تقديمه لنادي القادسية، فالفريق تطور مستواه كثيراً، وتخلى عن اللاعبين كبار السن، وغير المؤثرين امثال ياسر الشهراني، والحاج بوقاش، وفهد الدوسري، وبالطبع من غير المعقول أن نقول إن الهزاع رحل بعد أن فشل في تسويق ماجد عسيري، وبيع عقده. ها هو القادسية يستعيد مستواه ويعود للواجهة، وفي القريب العاجل سنراه ينافس على البطولات العالمية، ذلك أنه بات يملك اليوم ما يكفي من اللاعبين لتقديم هذه المستويات، الأهم أن الهزاع رحل في توقيت «مميز» لذلك سنصف قراره ب«الشجاع». [email protected] @adel066