يفوزون يخسرون أو يتعادلون لنحاول وعلى غير العادة ألا نبحث عن ملامة، لنتذكر اليوم واليوم فقط أن لون المنتخب «أخضر»، لكنه أخضر لا يمثل الأهلي، ولا هو أخضر يميل ل«زُرقة»، ولا حتى قريب من صفار أو سواد، لنعرف اليوم على الأقل أن ماجد والجابر وغيرهم هجروا الملاعب، وأننا اليوم مُجبرون على دعم هؤلاء النجوم فقط، من دون غيرهم. اليوم فقط، لا تسمحوا لهم بأن يجيشوكم، يوجهوكم أو يفرضوا عليكم «أمراضهم»، سلموهم للغرق في وحل عنصريتهم وتعصبهم، وتفرغوا أنتم للصراخ والفرح، مع كل هجمة تعصبوا للنجوم في الملعب، واتركوا الأندية لهم. اليوم، تذكروا أن المنتخب السعودي هو أنتم، هو طفل بيتكم الذي يركل الكرة من دون توقف، وهو الشاب الذي يقضي وقته في تنظيم مباريات الحي، وهو «الشايب» الذي جمع عائلته لمتابعة المباراة من دون شعار أو ألوان، ليصرخ مع كل فوز جابوها «عيالنا». اليوم لنعترف حقاً أنهم «عيالنا»، وعبارات مثل «المنتكب» أو «العصافير»، أو غيرها شعارات تمثل الجبناء فقط، وأن من هتف لمنتخب 2007، ومنتخب 1994، هم رجال لا يخشون المنافسات، يعترفون بالأخطاء ويدعمون التصحيح، لكنهم يحضرون في كل محفل يدعمون «الأخضر»، حباً لشعار لا يمثل ياسر ولا هوساوي ولا وليد ولا غيرهم من بين من غاب أو حضر، بل يمثل «وطن». أخطأ الاتحاد السعودي وأخطأ المدبرون، وسنخطئ جميعاً اليوم وغداً، وفي قادم الأيام ذلك أن من لا يخطئ لم يعرف العمل يوماً، لكن الخطأ وإن حدث لا يعني أن فرداً سيتحمل عاره، سنفرح سوياً بالنصر إن جاء، لكننا سنتحمل عار الهزيمة أيضاً، كلنا كشركاء، دورنا اليوم أن ننهض. لن نقول إننا «كبار»، ولن نتحدث عن سيادتنا لآسيا، نحن الأضعف، نحن الأقل، نحن الأكثر افتقاراً للجاهزية، لكننا وكحال الملاكمين المبتدئين، سننهض أقوى بعد كل سقوط، وسنعيد توجيه الضربات مرات ومرات للخصوم، قبل أن نقع فقط لننهض من جديد. الحقيقة تقول إننا في القاع، والمنطق يقول إننا فريسة سهلة، لكن تجربتنا تصرخ بحقيقة مختلفة، تجربتنا تعترف بأننا كنا كذلك في زمان مضى، ومن خلف الكواليس أبهرنا العالم، حفرنا أسمى أرهقه غبار الغياب، لكننا سننفضه عنه اليوم ونعيد له بريقه. سنتعصب اليوم وسنتعصب جداً للأخضر فقط. [email protected] adel066@