أجرى الرئيس السابق للحكومة اللبنانية سعد الحريري محادثات في منزله بالعاصمة الفرنسية باريس مساء أول من امس، مع رئيس «جبهة النضال الوطني» النائب وليد جنبلاط، الذي قال ل «الحياة» فور انتهاء الاجتماع: «كان اللقاء ودياً وصريحاً حول التطورات العربية واللبنانية وأهمية استقرار لبنان والحوار، ولاحقاً كل شيء مطروح للبحث. وفي موضوع قانون الانتخاب تناولنا شتى المشاريع، وكانت هناك نقطة وفاقية حول رفض القانون الأرثوذكسي هي أنه يطعن بالميثاق الوطني والعيش المشترك». وعما إذا تم الاتفاق على صيغة معينة لقانون الانتخاب الأفضل، قال: «لا، فقط تم التداول في أفكار». وعما إذا كان اللقاء جلسة مصالحة، قال جنبلاط: «بالأساس ليس هناك خلاف شخصي. يمكن أنه كان هناك تباين سياسي بعد تشكيل حكومة الرئيس (نجيب) ميقاتي، ولكن هناك علاقة ودية طيبة جداً مع الرئيس الحريري، ونتناقش في السياسة ونتبادل أفكاراً». أما الحريري، فقال ل «الحياة»: «اللقاء كان ودياً جداً، وتناولنا التطورات في لبنان، وأكدنا تمسكنا بالطائف والعيش المشترك ورفض القانون الأرثوذكسي، ونحن متفقون على ذلك معه ومع رئيس الجمهورية والمستقلين». وكان الرئيس اللبناني السابق أمين جميل عقد سلسلة لقاءات فور وصوله باريس قبل لقاء الرئيس الفرنسي فرانسوا هولاند مساء امس، فالتقى الرئيس سعد الحريري، مؤكداً له أن «وحدة 14 آذار خط أحمر بالنسبة إليه». كما التقى المفتي مالك الشعار، ونائب رئيس مجلس النواب فريد مكاري، الذي نقل عنه حرصه على وحدة 14 آذار وعلى العلاقة مع تيار «المستقبل»، لكنه أصر في الوقت نفسه على قانون انتخاب يحافظ على حقوق المسيحيين. كذلك التقى الجميل النائب مروان حماده، وقال الجميل ل «الحياة» قبل لقائه هولاند، إن مشروع القانون الأرثوذكسي ظاهر حالياً على الساحة، لأنه في المقابل ليس هناك أي مشروع جدي يتم طرحه، فكل المعارضات هي ضد المشروع، ولكن ليس هناك أي اقتراح جدي مطروح للنقاش بديلاً منه، وهذا ما يعقّد الأمور، فكلنا يعلم ما هي صعوبات المشروع الأرثوذكسي، إنما البديل منه العودة إلى قانون الستين، الذي اعترض عليه البطريرك علناً وكل القيادات، وحزب الله وميشال عون لا يُخفيان أن بإمكانهما استخدام كل السبل لمنعه». وتابع الجميل: «وعلى هذا الأساس، نحن نشغل تفكيرنا في إيجاد بديل، وليس هناك بديل حتى الآن، وقد طرح النائب سامي الجميل أن يكون المشروع الأرثوذكسي على أساس الأكثرية وليس النسبية، ولكن تم رفض ذلك، فنحن منفتحون ونبحث في أي طرح يؤمن الشراكة الحقيقية من جهة، ومن جهة أخرى يحافظ على التضامن الوطني، لأن أي حل غير ذلك سيؤدي إلى الشعور بالخيبة، التي تبني أزمات جديدة، وفي لقاءاتي مع الجميع يعترفون بأن هناك إجحافاً بحق طوائف معينة وتنبغي معالجته، ولا أحد حتى الآن اخترع حلولاً للمعالجة، وفي النهاية المشروع الأرثوذكسي بالنسبة إلى كثر سار بلا حول ولا قوة، فهو أفضل من التعطيل والفراغ طالما أن ليس هناك بديل، وقانون الستين ليس بديلاً لأنه لا يحقق الاستقرار». وسألت «الحياة» مسؤولاً فرنسياً رفيعاً عن لقاءات الرئيس الفرنسي مع كل من جنبلاط والجميل، وما إذا كانت هناك مبادرة فرنسية معينة، فقال: «وحدها فرنسا تستقبل القيادات اللبنانية، وفرنسا مهتمة بشكل دائم بلبنان». وقال إن «ليس هناك أي سر، فقد شجع الرئيس هولاند جنبلاط على القيام بتقارب بين 8 آذار و14 آذار لإيجاد تسوية حول القانون الانتخابي، وأنه من الأفضل تشكيل حكومة وحدة وطنية، ولكن الأهم أن يصمد لبنان في وجه الحرب السورية، والكلام مع الجميل سيدور حول وضع المسيحيين في لبنان وتوجههم ووضع المسيحيين في سورية أيضاً». وعن القانون الانتخابي، أوضح أن هولاند شجع على التوصل إلى تسوية كي تتم الانتخابات في موعدها، وان تشمل الجميع، وألاّ يُترك طرف خارجها. وعما إذا كانت هناك نية لاستقبال ميشال عون، قال المسؤول: لا.