أعلن الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند أمس، تنكيس الأعلام لمدة 3 أيام حداداً على الرهينة هيرفي غورديل (55 سنة) الذي قُتل على يد مجموعة «جند الخلافة» المرتبطة بتنظيم «الدولة الإسلامية» بقطع الرأس، فيما نفذت فرنسا ضربات عسكرية جديدة ضد مواقع «داعش» في العراق. وأثار قطع رأس غورديل شعوراً عاماً لدى الحكومة والشعب الفرنسيَين بالهول واكبته تلميحات سلبية حيال الجالية المسلمة الفرنسية التي كان ممثلوها في طليعة من دانَ هذا العمل البربري. ورفعت فرنسا درجة التأهب تحسباً لهجوم إرهابي، ووسعت نطاق تحذيرها للفرنسيين الذي أطلقته في بداية الأسبوع «لتوخي أقصى درجات التيقظ» من 31 إلى 40 دولة، وفق ما أعلن رئيس مركز خلية الأزمة في وزارة الخارجية الفرنسية ديدييه لو بريت. وأوضح أن بين الدول الجديدة التي لم يذكرها، عدداً كبيراً من الدول الإسلامية في آسيا. وقال هولاند خلال الاجتماع الأسبوعي للحكومة إن «تحرك فرنسا موجّه بثلاثة مبادئ هي العزم وهدوء الأعصاب واليقظة في مواجهة التهديدات الجهادية»، مشدداً على أهمية الوحدة الوطنية في مثل هذا الظرف. وأكد الناطق باسم الحكومة، الوزير ستيفان لوفول رداً على سؤال، أن القوات الفرنسية نفذت ضربات جوية جديدة ضد مواقع ل «داعش» على الأراضي العراقية، علماً أن خاطفي غورديل كانوا طالبوا بوقف هذه الضربات للإفراج عنه. ونفذت بلدة سان مارتان - فيزوبي (جنوبفرنسا) مكان إقامة غورديل، إقفالاً عاماً وتجمعاً صامتاً حداداً على الأخير. وشكّل إعدام غورديل موضوع إدانة شاملة في الوسط السياسي والإعلامي الفرنسي، حيث تصدرت الصفحات الأولى للصحف الفرنسية صور غورديل مرفقة بعبارات كتبت بالخط العريض ومنها: «البربرية» و «الهول» و «الجريمة» و «قُتل لأنه فرنسي» وهي العبارة التي استخدمها هولاند للإعلان عن مقتل الرهينة خلال وجوده في الأممالمتحدة. وسارع عميد مسجد باريس دليل بوبكر للدعوة إلى تجمّع يقام اليوم أمام المسجد لإدانة إعدام غورديل و «الجرائم التي تُرتكب باسم الإسلام». وقال بوبكر في بيان إنه من الضروري أن ترفع الجالية المسلمة صوتها ضد «أيديولوجية البربرية الدموية للإرهابيين الذين يلوثون الإسلام وقيمه». في غضون ذلك، أعلن وزير الداخلية الجزائري الطيب بلعيز أن بلاده مصرة على مواصلة مكافحة الإرهاب في كل أشكاله. واعتبر أن إعدام الرهينة الفرنسي «جريمة بشعة تزيد الجزائر عزيمة وإرادة من أجل سحق هذه الجماعة الإرهابية المتوحشة». ووصف الوزير الجزائري «جند الخلافة» بالجماعة «المجرمة وسفاكة الدماء»، مشيراً إلى أن الحكومة «لم تدخر منذ اللحظات الأولى لعملية الخطف أي جهد حيث جندت ما يجب تجنيده لذلك»، مضيفاً أن الشعب الجزائري هو «أكثر شعب يعرف ويقدر شناعة وبشاعة وهمجية الإرهاب الذي انكوت به بلادنا». وتفيد معطيات بأن النواة المؤسسة للتنظيم الذي بايع «الخليفة» أبو بكر البغدادي تتألّف من عصب منطقة الوسط بحكم أن غالبية مؤسسيها يتحدرون من مناطق تيزي ووزو وبومرداس والبويرة (منطقة القبائل) ولا يتجاوز عدد مسلحيها 15 عنصراً. يُذكر أن «جند الخلافة» انشقت عن تنظيم «القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي» ويتزعمها الأمير السابق للتنظيم في منطقة الوسط «قوري عبدالمالك» الملقب ب «خالد أبو سليمان» (37 سنة) الذي يتحدر من منطقة سيدي مصطفى بولاية بومرداس الجزائرية.