أبدت باريس حزماً وصرامة حيال خاطفي المواطن الفرنسي هيرفي غورديل (55 سنة) مساء الأحد الماضي، في منطقة جبلية بين تيزي ووزو والبويرة (منطقة القبائل) في الجزائر، وأكدت رفضها الخضوع لأي ابتزاز، من دون أن تخفي قلقها إزاء التهديدات التي أطلقها تنظيم «داعش» ضدها بسبب مشاركتها في التحالف الدولي الذي يحاربه. وقال رئيس الحكومة الفرنسي مانوييل فالس إن السلطات الفرنسية قلقة جداً نتيجة التهديدات الداعية إلى قتل رعايا فرنسيين أين ما وجدوا وبأي طريقة من الطرق وأعقبها بث شريط فيديو على إنترنت تضمن تهديداً بقتل الرهينة غورديل إن لم توقف فرنسا ضرباتها العسكرية في العراق. وأضاف: «في حال تنازلنا ولو قليلاً فذلك يشكل انتصاراً للإرهاب». وأكد فالس أن فرنسا «مستمرة في تحمل مسؤولياتها» في العراق بمواجهة «داعش» و «لا يسعها أن تخشى من يهددها بهذه الطريقة»، مشدداً على رفض «أي نقاش أو تفاوض» مع الخاطفين. واتصل الرئيس الفرنسي فرنسوا هولاند برئيس الحكومة الجزائري عبدالملك سلال مشدداً على «التعاون التام بين فرنساوالجزائر على الصعد كافة» لإطلاق سراح غورديل. في المقابل، هددت مجموعة «جند الخلافة» التي أعلنت ولاءها لتنظيم الدولة الإسلامية بقتل الرهينة في الساعات ال24 المقبلة، إذا لم توقف فرنسا ضرباتها الجوية ضد التنظيم في العراق. إلى ذلك، دعت الخارجية الفرنسية التي تحققت من صحة الشريط، الرعايا الفرنسيين في حوالى 30 دولة منها دول عربية وآسيوية، إلى اعتماد الحذر في تنقلاتهم. وكان غورديل خُطف في منطقة القبائل التي تبعد 110 كيلومتر عن العاصمة الجزائر من جانب مجموعة تطلق على نفسها اسم «جند الخلافة» التي بايعت «داعش». في غضون ذلك، واصلت فرق خاصة من الجيش الجزائري أمس، عمليات تمشيط في منطقة جبلية وعرة بين جبال «لالة خديجة» و «تيكجدة»، في محاولة لتحديد موقع الرهينة. وفصّل بيان وزارة الداخلية الجزائرية تفاصيل حادثة الخطف، وجاء فيه أنه «ليلة الأحد 21 أيلول (سبتمبر)، أوقف أفراد سيارة قرب قرية آيت وابان في بلدة أقبيل في محافظة تيزي ووزو كان على متنها مجموعة من الجزائريين برفقة الفرنسي غوردايل. وبعد إطلاق سراح الجزائريين والتخلي عن المركبة في المكان، احتفظ الخاطفون بالرهينة الفرنسي وتوجهوا نحو جهة مجهولة».