انعكس مقتل الملازم أول في الجيش السوري خلدون سامي زين الدين الذي كان انشق قبل اشهر وانضم الى المجلس العسكري الثوري في محافظة السويداء وقاد كتيبة «سلطان باشا الاطرش»، سجالاً في البيت الدرزي اللبناني. ففي وقت اقيم في عاليه عزاء للضابط القتيل دعا اليه «الحزب التقدمي الاشتراكي» وعائلة زين الدين في لبنان في حضور فاعليات من المعارضة السورية وهاجم فيه النائب اكرم شهيب بحدة النظام السوري وعائلة الاسد، عقد النائب طلال ارسلان مؤتمراً صحافياً مفاجئاً ومقتضباً في خلدة، أكد فيه ان الرئيس السوري بشار الاسد «باقٍ»، وانتقد قرار لبنان النأي بالنفس عن الاحداث في سورية. وكانت أقيمت في عاليه امس صلاة الغائب عن روح زين الدين في قاعة جمعية الرسالة الاجتماعية في حضور شيخ عقل طائفة الموحدين الدروز نعيم حسن ومشايخ وأئمة مساجد والنواب مروان حمادة، فادي الهبر، هنري الحلو وفؤاد السعد. وبعد الوقوف دقيقة صمت عن روح زين الدين و «الشهداء الثوار»، تحدث شيخ العقل محذراً من «التنابذ الطائفي»، آملاً بأن «تتجاوز سورية محنتها وتصل إلى نهايات سريعة توقف النزيف الحاصل فيها وتعطي لشعبها أملاً بغد ديموقراطي آمن». ثم تحدث شهيب مؤكداً أنه «يوم اختار زين الدين حياة الجندية كان واحداً من أبطال يحررون أرض الجولان. رفض أن يكون الجيش الذي اختاره أداة لقمع شعبه ولعبة في يد عائلة قابضة على عنق سورية الحرة، وهو المفعم بإباء جبل العرب وشهامة ناسه ووطنية أبنائه»، وقال: «انتفض خلدون كما الكثير من الشرفاء، زاده شهامة المواطن السوري الأصيل، وإباء جبل العرب وأحراره. ثار على الوحوش، على نظام يقتل شعبه. التحق باكراً بصفوف الثوار مدافعاً عن درعا وأهل الساحل، كما عن السويداء والجبل من نظام القتلة وشبيحته». وحذّر من «الانخراط في ما يسمى بفرقة الجيش الشعبي، إنها فرقة الفرقة، يريد الأسد عبرها أن يطيل عمر نظامه عبر حرب أهلية لا تبقي على حجر او بشر او تراث». وعلى الاثر، عقد ارسلان مؤتمراً صحافيا في حضور شيخ العقل نصرالدين الغريب. وتقدم بالتعازي من «سيادة الأخ الرئيس الدكتور بشار الأسد بكل جندي عربي سوري يسقط دفاعاً عن سورية الواحدة الموحدة». وأكد أن «أهل السويداء وجبل العرب ما تعودوا أن يقبلوا على أنفسهم خنوعاً أو تراجعاً أو صراعاً داخلياً مع أهلهم وجيرانهم من أجل أحد». واعتبر أن «أهل الجبل لن يقفوا على ضريح البطل المغفور له سلطان باشا الأطرش ليقولوا: عفواً لقد قاتلنا في البارحة لطرد الاحتلال الاجنبي لكننا اليوم سنعمل على اعادته واستحضاره ليحكم سورية». وشدد على ان الاسد باقٍ، وقال: «ما طُبّق في مصر وتونس بما سميّ بالربيع العربي -الذي نأمل بأن لا يكون النقمة العربية- لا يمكن ان ينطبق اطلاقاً على قراءة الواقع السوري بمكونات الشعب السوري وما نعرفه عن سيادة الدكتور الرئيس بشار الاسد بتقديمه كل ما يلائم استقلال ووحدة وسيادة سورية». وشدد على ان المطلوب لبنانياً «تطبيق فعلي لسياسة النأي بالنفس وان لا تبقى مجرد شعارات إعلامية»، وأكد أن «مقاربة الوضع السوري من قبل اللبنانيين هي مقاربة خاطئة والمطلوب جدية ومسؤولية اكبر».