أثرت العاصفة الثلجية التي تضرب لبنان وسورية والأردن وفلسطين، منذ الأحد الماضي، سلباً في حركة البلدان الثلاثة، حيث سُجلت حالات وفاة جديدة وتقطعت أوصال الطرق وغرقت مئات المنازل بالسيول. فقد عثر على جثتي فتاتين فلسطينيتين، بعدما جرفت مياه الفيضانات السيارة العمومية التي كانتا تستقلانها، في طولكرم في الضفة الغربية. فيما أُنقذ السائق الذي نُقل إلى المستشفى في حال حرجة. وتمكّن الدفاع المدني الفلسطيني من إنقاذ نحو 530 شخصاً في محافظة سلفيت شمال الضفة الغربية. كما تعاملوا مع أكثر من مئة حادث بين إنقاذ مركبات عالقة وتصريف مياه من بيوت مغمورة، وحوادث تصادم سيارات وأعمدة كهرباء على الطرق، وشفط مياه في الشوارع في أنحاء الضفة الغربية. وأصدرت بلدية القدس الإسرائيلية بياناً طالبت فيه الناس بالتنقل في وسائل المواصلات العامة، خصوصاً بعد الظهر وذلك «للسماح لطواقم الطوارئ بالعمل من دون تأخّر». وأخلى جنود أول من أمس، حافلة فيها 30 طفلاً فلسطينياً وسيارة إسعاف علقت في مياه الفيضانات في منطقة جنين. وتسببت العاصفة بوفاة عامل لبناني في بلدة سعدنايل في البقاع - شرق لبنان، في حين تمكنت فرق الدفاع المدني من إنقاذ خمسة عمال من مؤسسة كهرباء لبنان كانوا يعملون على إصلاح الأعطال في منطقة الجومة الشمالية. وقطعت الأوصال بين العاصمة بيروت والمناطق الداخلية والجبلية بسبب تراكم الثلوج، واعتبرت الطرق الجبلية التي يفوق ارتفاعها 900 متر عن سطح البحر غير سالكة باستثناء الطرق الدولية للسيارات المجهزة بسلاسل معدنية. وعزلت الثلوج عدداً من القرى والبلدات، وناشد الأهالي السلطات المعنية تكثيف العمل لإبقاء الطرق مفتوحة، كما طالبوا وزارة الطاقة بالعمل على إعادة التيار الكهربائي الذي قُطع في عدد كبير من المناطق بسبب العاصفة. وتسببت العاصفة بخسائر فادحة في المزروعات والمنازل والمحال التجارية في المناطق الشعبية، خصوصاً في حي السلم في الضاحية الجنوبية لبيروت حيث فاض نهر الغدير على البيوت والمحال التجارية التي بنيت على جانبيه مسبباً أضراراً كبيرة. ولامست الثلوج السواحل اللبنانية في عمق الجنوب من صور حتى الحدود مع فلسطينالمحتلة، وقاربت في بعض المناطق الشمالية كالبترون مثلاً مستوى ال300 متر. وبسبب استمرار العاصفة مدّد وزير التربية حسان دياب فترة إقفال المدارس الرسمية والخاصة لتشمل اليوم الخميس، بعدما كانت المدارس أقفلت أمس وأول من أمس للسبب نفسه. وفي الأردن، حذرت مديرية الأمن العام المواطنين أمس، من الخروج من منازلهم «إلا في حالات الضرورة القصوى» نتيجة تساقط الثلوج والأمطار الغزيرة في معظم مناطق المملكة، متوقعة اشتداد تأثير منخفض جوي قطبي. وأشارت إلى تراكم الثلوج في كل من جرش وعجلون والبلقاء والكرك والطفيلة ومعان. وكانت مديرية الدفاع المدني في محافظة الزرقاء أجلت «126 مواطناً حاصرتهم المياه الغزيرة». أما في سورية، فشهدت معظم المناطق تساقط الثلوج خلال ال 24 ساعة الماضية وبلغت سماكتها في عرنة في ريف دمشق متراً، وفي مدينة السويداء 15 سنتيمتراً، وفي الصلنفة باللاذقية 12 سنتيمتراً. كما هطلت أمطار غزيرة في غالبية المناطق أغزرها 65 مليليتراً في تل شهاب بدرعا. وأفادت إدارة المرور بأن الطرق بين المحافظات قُطعت، مثل دمشق -حمص - القسطل، الزبداني - بيروت، معلولا - جبعدين. وفي مصر، اجتاحت القاهرة وعدداً من المحافظات عواصف مصحوبة بهطول أمطار غزيرة، ما أدى إلى ارتباك في حركة السير بالعاصمة وإلى إغلاق مرافئ الإسكندرية.