قال رئيس الوزراء المصري هشام قنديل إن مصر تُثمن الدور القطري بالوقوف الى جانب مصر منذ بداية الثورة، مشيراً إلى أن قطر قدمت الدعم السياسي والاقتصادي لمصر بشكل ملحوظ، خصوصاً بعدما أعلنت قطر مضاعفة دعمها إلى المثلين. في حين أعربت قطر عن استعدادها لبذل جهود وساطة بين القاهرةوالإمارات. وأضاف قنديل، في مؤتمر صحافي مع نظيره القطري الشيخ حمد بن جاسم أمس عقب المحادثات التي عقدها بن جاسم مع الرئيس محمد مرسي، إن مصر استقبلت دفعة جديدة من المساعدات القطرية «تشمل منحاً وودائع»، وأن «مصر تسعى إلى دفع الاستثمار القطري فيها وتعمل الحكومة لإعادة تشغيل بعض المشاريع المتوقفة ما يساعد على توفير فرص عمل سريعة وخلق جو إيجابي لمناخ الاستثمار في مصر». وأشار إلى أن المحادثات مع رئيس الوزراء القطري تناولت المشروعين القطريين في شرق بورسعيد وفي البحر المتوسط باستثمارات 18 بليون دولار وأن الحكومتين المصرية والقطرية رأتا أن التقدم على الأرض أقل من الإرادة السياسية، مضيفاً أن وفداً فنياً قطرياً سيزور مصر الأسبوع المقبل لدفع حركة المشروعين. وقال قنديل إن الاجتماع تناول شقاً سياسياً رأسه رئيس الجمهورية وناقش قضايا فلسطين وسورية والعلاقات الثنائية بصفة عامة، فضلاً عن تناول المساعدات القطرية لدعم إعمار غزة التي تمر عبر الأراضي المصرية. وقال رئيس الوزراء القطري إن بلاده قررت زيادة منحها الى مصر لتبلغ بليون دولار بدلاً من نصف بليون، وضاعفت ودائعها في البنك المركزي المصري إلى 4 بلايين دولار بدلاً من بليوني دولار. وشدد بن جاسم على أن مصر ستجتاز المرحلة الحرجة التي تمر بها، «لأن مصر القوية مهمة لكل العرب خصوصاً لقطر»، وأكد أن العلاقات بين البلدين ستشهد قفزة في المجال الاستثماري والاقتصادي، وأن قطر تشكر لمصر دورها في غزة «لاسيما إدخال مواد البناء إلى القطاع». واعتبر أن الحديث حول الهيمنة القطرية على مصر «مزحة سخيفة»، مضيفاً أن دولة بحجم مصر ومقدراتها البشرية والاقتصادية لا يمكن أن تتم عليها الهيمنة من قبل أي دولة أخرى. وقال أن أمير قطر يعترف بدور مصر الريادي و «نحن نعتمد على مصر ونقدر كل أدوارها»، مشيراً إلى أن الحديث حول الهيمنة استخدمه سياسيون للاستهلاك المحلي. وأضاف بن جاسم إن من يختار القيادة السياسية في مصر هو الشعب المصري، وأن قطر لن تستطيع التأثير على الأوضاع في مصر حتى لو تم السماح للقطريين بالاقتراع في الانتخابات. وعن الحديث عن بيع قناة السويس أو تأجيرها لدولة قطر، قال بن جاسم أن ولي العهد القطري أكد «أننا لم نسمع عن الموضوع إلا في الإعلام المصري ولم نتحدث عنه ولم يُعرض علينا»، مضيفاً أنه «يؤسف الدوحة أن يدخلها البعض في إطار الحراك السياسي القائم في مصر حالياً». وقال إن قناة السويس جزء من تراث مصر وقدراتها، وأن قطر سعيدة بوقوفها الى جانب الشقيقة الكبرى بعدما رأت عودتها إلى ممارسة دورها العربي الريادي ووقفوها بجوار الأشقاء العرب. وعلق قنديل على كلام بن جاسم بالقول إن المستثمرين يعملون في مصر وفقاً للقوانين المصرية وتحت سيادة القاهرة، مشيراً إلى أنه «لا يمكن لومهم لمشاركتهم في نهضة البلاد». وعبر بن جاسم عن أمله في أن يكون التوتر الحالي في العلاقات المصرية–الإماراتية «سحابة صيف»، معرباً عن ثقته في عودة العلاقات بين البلدين الى سابق عهدها، وأعرب عن استعداده للقيام بأي دور من شأنه تقريب وجهات النظر بين البلدين. ورفض المتحدث باسم الرئاسة المصرية ياسر علي ما تردد عن أن زيارة الوفد المصري إلى الإمارات كانت تستهدف الإفراج عن «مجموعة معينة» من المصريين من دون غيرهم، في إشارة إلى الخلية التي أوقفتها السلطات الإماراتية بتهمة الانتماء إلى جماعة الإخوان. وأشار إلى أن الرئيس يهتم بكل المصريين في الخارج وأنه أجرى اتصالاً بالمسؤولين الأردنيين أمس للوقوف على حال المصريين في الأردن، كما سبق أن أعاد صحافية احتجزت في السودان، وأن مساعد الرئيس عصام الحداد سيصدر بياناً حول الزيارة سيتضمن كل تفاصيلها والتقدم الذي تم إحرازه خلالها.