قدم الرئيس التونسي محمد المنصف المرزوقي أمس، أوراق ترشحه للانتخابات الرئاسية المقرر عقدها في تشرين الثاني (نوفمبر) المقبل، وذلك تزامناً مع ترشح الرئيسة السابقة لجمعية القضاة التونسيين كلثوم كنو للرئاسة، لتكون أول امرأة تونسية تتقدم للمنافسة على المنصب الأول في البلاد. وقال المرزوقي أمام الإعلاميين أمس، إنه يترشح «انطلاقاً من مشروع للاستقلال الوطني والدفاع عن حقوق التونسيين»، وذلك قبل يومين من إقفال باب الترشيحات للاستحقاق الرئاسي. وتعهد المرزوقي الذي انتخبه المجلس الوطني التأسيسي رئيساً للبلاد في عام 2011، بنشر كل الوثائق المالية والتعريف بالوسائل المستعملة في حملته الانتخابية «كي لا يكون هناك مجال للشك بخصوص حياد مؤسسة الرئاسة أثناء التنافس الانتخابي». ويواجه المرزوقي، الذي ترشح كمستقل، انتقادات شديدة من قبل معارضيه الذين يطالبون باستقالته من منصبه في حال ترشحه للرئاسة «حتى لا يستغل أجهزة الدولة ومنصبه الرئاسي في حملته الانتخابية»، لكن المرزوقي أكد أنه «سيتحمل مسؤوليته على رأس الدولة حتى لحظة تسليم المشعل لمنع أي فراغ في الرئاسة». وقال مدير حملة المرزوقي الانتخابية، عدنان منصر في مؤتمر صحافي أمس، إن الرئيس المنتهية ولايته سيموّل حملته الانتخابية من مبيعات كتابه الذي سيصدر قريباً، نافياً تلقيه أي دعم من الخارج. وشدد منصر على أن الرئيس ترشح بصفته مستقلاً لأنه لا يحمل بطاقة حزبية منذ أن بات رئيساً للدولة. وكان المرزوقي قبل ترأسه الجمهورية التونسية رئيساً لحزب «المؤتمر من أجل الجمهورية» (علماني عروبي) الذي عبر عن مساندته ترشح الأخير للرئاسة. وصرح مدير الحملة، الذي استقال أخيراً من منصبه كمستشار وناطق باسم الرئاسة، بأن المرزوقي «لا يسعى لأن يكون المرشح التوافقي الذي تبحث عنه حركة النهضة الإسلامية». ولا يتمتع رئيس تونس وفق الدستور بصلاحيات واسعة، إذ يقتصر مجال عمله على الدفاع والسياسة الخارجية والأمن القومي فيما تختص الحكومة بالسياسات الاقتصادية والاجتماعية. إلى ذلك، قدمت الرئيسة السابقة لجمعية القضاة التونسيين كلثوم كنو ترشحها للانتخابات الرئاسية أمس، لتكون بذلك أول امرأة في تاريخ تونس تترشح لهذا المنصب. وقالت القاضية كنو، التي ترشحت بصفتها مستقلة، إن «في ترشحها رسالة قوية لجميع التونسيين مفادها أن المرأة التونسية قادرة على منافسة الرجل في مواقع القرار السياسي، مثلما هي رسالة الى كل من يريد الرجوع بتونس والمرأة التونسية إلى الوراء». وتلقت الهيئة العليا المستقلة للانتخابات عشرات طلبات الترشيح للانتخابات الرئاسية جمعت بين وزراء النظام السابق ورموزه، مثل عبد الرحيم الزواري (وزير نقل ورئيس برلمان سابق) وكمال مرجان (وزير دفاع ووزير خارجية سابق) ورئيس الوزراء السابق الباجي قائد السبسي، إضافة إلى قيادات يسارية وليبرالية، مثل الناطق باسم الجبهة الشعبية حمة الهمامي وزعيم الحزب الجمهوري أحمد نجيب الشابي ورئيس البرلمان مصطفى بن جعفر. كما ترشح للانتخابات الرئاسية مستقلون، أبرزهم محافظ البنك المركزي السابق مصطفى كمال النابلي.