اتهم زعيم جبهة «النصرة» الإسلامية المتطرفة أبو محمد الجولاني، الولاياتالمتحدة والمجتمع الدولي ب «مد عمر النظام» السوري، وذلك في شريط فيديو نشر خلال الساعات الماضية على موقع «يوتيوب» على شبكة الإنترنت. وجاء في كلمة مسجلة بثتها مؤسسة «المنارة البيضاء للإنتاج الإعلامي»، التي تتولى عادة نشر أشرطة وبيانات الجبهة، أنه «بان للناس أجمع الدعم الأميركي والدولي المتواصل للمد بعمر هذا النظام بإعطاء المهل وإرسال المراقبين والسعي بالهدن». واعتبر الشيخ الفاتح أبي محمد الجولاني، كما قدمته المؤسسة ولم يظهر في الشريط، أن «أميركا تنفس عن غيظها وتعبر عن فشل دورها في المنطقة بوضع جبهة النصرة على قائمة الإرهاب جزاء لها على معونتها لهذا الشعب». وأشار إلى أن القرار الأميركي «يلقى غضباً شعبياً عارماً في الأوساط الإسلامية وتنهال عليها بيانات الشجب والاستنكار من أكثر من مئة منظمة ومؤسسة وجماعة إلى أن تسمى جمعة الأسبوع لا إرهاب إلا إرهاب الأسد»، في إشارة إلى الشعار الذي سارت تحته التظاهرات الاحتجاجية في سورية بعد قرار وزارة الخارجية الأميركية حول جبهة «النصرة». وقال الجولاني: «هذا المسمى هو أبلغ رد من هذا الشعب المسلم». وأشار إلى أن القرار جاء «بعدما آن زوال عصبة بشار على أيدي المجاهدين الأطهار وبعد أن بدأ فجر النصر يبزغ من جديد». وألمح الجولاني أكثر من مرة في كلمته إلى أن مرحلة ما بعد انهيار نظام الرئيس بشار الأسد ستكون مرحلة حكم «المجاهدين». وتوجه إلى «أهل الشام» قائلاً: «فديناكم بأرواحنا ودمائنا (...) قدمنا لكم دماءنا ذوداً عن دينكم وعرضكم ودمائكم، ولا زلنا ندفع بأنفسنا واحداً تلو الآخر ليعود لأهل الشام عزهم وخيرهم الذي فقد منهم إلى أن ينعموا تحت راية الحق، راية لا إله إلا الله وتبسط الشورى بينهم». وتابع: «الحذَرَ الحذَرَ إخواني الأعزاء أن نحبط آمال المسلمين الذين وضعوا ثقتهم أمانة في أعناقنا جميعاً، وأذكِّر نفسي وإياكم بالدماء الطاهرة الذكية التي روت أرض الشام خلاصاً من الطاغية بشار من أن تذهب هدراً». وأضاف: «ما بُذلت هذه الدماء لنخرج من ظلم النظام النصيري ونتيه في ظلمات النظام الغربي. فلا يقطفن ثمار التضحيات غير زارعيها».