وفق إعلان صدر من مقرها الأميركي أخيراً، يعكف اختصاصيون في شركة «غوغل» العملاقة على تطوير محرك بحث متقدّم، يفترض أن يتفوّق على سواه. وبيّنت الشركة أن الإمكانات المتطوّرة التي يتوقع أن يتمتع بها هذا المحرّك تأتي في سياق ما سمته الشركة «مُخطّط المَعرِفَة». وأوضحت أن المُخطّط يعتمد على معادلات رياضية وجداول رقمية، تحاول أن «تعرف» ما يبحث عنه الناس على وجه الدقة، عندما يكتبون أسئلتهم على محركات البحث الشبكية، وأن تعرضه في النتائج الأساسية لعمليات البحث، من دون أن يحتاج المستخدم إلى النقر على كثير من الروابط الإلكترونية كي يصل إلى مبتغاه من عملية البحث. وأعرب المهندس آميت سينغال، وهو كبير نواب رئيس «غوغل» لشؤون هندسة الشبكات، عن قناعته بأن محرك البحث المثالي يجب أن يفهم على وجه الدقة ما الذي يبحث عنه المستخدم على الإنترنت، كي يقدم له ما يريد بالضبط. وأشار سينغال إلى أن محرك البحث «غوغل» يستطيع حاضراً أن يعطي ما يبحث الناس عنه فوراً في بعض الأحيان، وتالياً يقدّم إجابات مناسبة عن أسئلة البحث، بالاستناد إلى ما تراكم لديه من خبرة في التعامل مع هذه الأمور. وقال: «نحاول الآن شيئاً مختلفاً، عبر استخدام «الذكاء الجمعي للويب» بالشكل الذي يظهر فيه ضمن عمل «مُخطّط المَعرِفَة». فمثلاً، في حال البحث عن توم كروز، من المستطاع حاضراً إعطاء إجابات عن قرابة 37 في المئة من الأسئلة التي عادة ما يسألها المستخدمون، حتى قبل أن يطرحوها. ربما بدا هذا الكلام وكأنه حديث عن بعض الأحلام، لأننا لم نكن نعرف بالتحديد كيفية تحقيقه. كان الحلم دائماً هو صنع محرك بحث يفهم الأمور كما تفهمها عقول البشر، ونحن نحاول أن نحقّق هذا الحلم». أعصاب الرقاقات في هذا السياق، أجرت «غوغل» تجربة لمحاكاة عقل الإنسان. وصنعت شبكة تجريبية من الف كومبيوتر متطوّر، تشتمل على 16 ألف نواة لرقاقات إلكترونية (وهي الجزء المُفكّر في الكومبيوتر). وصنعت الشبكة بطريقة تجعلها على قدم المُساواة مع التواصل بين ما يزيد على بليونٍ من الوصلات التي تربط الأعصاب عند البشر. وبحسب مصادر متقاطعة، يفترض بهذه التجربة أن توصل «غوغل» إلى صنع جهاز قادر على التعلم ذاتياً عبر عرض ما يزيد على 10 ملايين صورة عليه، وحثّه على التعرّف إلى شخص معين بينها. ولم يُفصح المركز الأميركي ل «غوغل» عن نوعية قاعدة البيانات التي يستعملها الجهاز، وهي مسألة أساسية في الذكاء الاصطناعي للآلات، وأحجم أيضاً عن إعطاء تفاصيل عن مُكوّناته الإلكترونية. في المقابل، بيّن المركز أن التجربة توصّلت إلى مرحلة استطاعت الحواسيب فيها أن تمارس نوعاً من التعلّم الذاتي. إذ تعرّف الجهاز على الصورة المطلوبة، وكانت لقطّة. وفي تجارب مماثلة، أظهر الجهاز دقّة في التعرّف على الأشياء وصلت إلى قرابة 15.8 في المئة، مع الإشارة إلى أن التجارب تضمّنت التعامل مع ما يزيد على 20 ألف عنصر. ووصف بعض الاختصاصيين في الشأن المعلوماتي هذه النتائج بأنها تمثّل ارتفاعاً في التعلّم الذاتي بقرابة 70 في المئة عن تجارب سابقة في المضمار ذاته.