بعد أن دخلت تقنية «واي- فاي» للاتصال اللاسلكي مع الإنترنت إلى البيوت، إضافة إلى المطاعم والمقاهي والجامعات والمدارس، ظهرت تقنية شبيه بها، لكنها تستعمل موجات التلفزة. وفي التفاصيل أن شركات الخليوي أبدت قلقها أخيراً من انتشار تقنية لاسلكية تشبه ال «واي- فاي»، لكنها تستعمل الفراغات الموجودة بين موجات البث التلفزيوني، ما يمكّنها من تغطية عشرات الكيلومترات. وأعطى بعض اختصاصيي التقنيات الرقمية اسم «شبكات الفراغات البيض للتلفزيون» TV White Spaces Network لهذه التقنية التي لا تعوقها العوائق الفيزيائية، مثل الأشجار والجبال والمباني العالية. وسمّاها البعض «سوبر واي- فاي». وأشار كيلي ديفيس فيلنر، وهو مدير التسويق في تحالف «واي- فاي»، إلى أن مصطلح «واي- فاي» يمثّل علامة تجارية، ولا يوجد شيء اسمه «سوبر واي- فاي»، كما أن تقنية «الفراغات البيض» لا ترتبط بتقنية «واي- فاي» بأي شيء مشترك. وفي التفاصيل أن تقنية «الفراغات البيض» اللاسلكية تعتمد على تردّدات أقنية التلفزيون غير المستخدمة لنقل البث المُتلفز، كما تقع ضمن موجة «يو إتش أف» UHF الواقعة ضمن طيف الموجات التي لا تحتاج إلى ترخيص لاستخدامها، ما يعني أنها غير مملوكة من شركات الاتصالات اللاسلكية كافة. ورأى بعض المحللّين الأميركيين أن هذه التقنية ربما ساعدت في إيصال الإنترنت لاسلكياً إلى المناطق الريفية، مُشيرين الى أن «لجنة الاتصالات الفيدرالية» مهّدت الطريق أمام انتشار هذه التكنولوجيا عندما سمحت باستخدامها للمرة الأولى السنة الماضية من قِبَل جامعة «رايس» في ولاية تكساس. ومن المتوقع أن تنتشر هذه التكنولوجيا بداية من العام 2013 في جامعات تقع في مناطق ريفية، في إطار مشروع يدعى «إير.يو» air.u، يُلاقي دعماً من محرك البحث «غوغل» وشركة مايكروسوفت العملاقة. وأشار مايكل كالابريز، وهو مدير مشروع «لاسلكي المستقبل» في مؤسسة «نيو أميركا فاونديشن»، إلى أن تقنية «الفراغات البيض» تعوّض نقصاً فاضحاً في تقنية «واي-فاي» التي لا يزيد مداها عن مئة متر. ونظرياً، يبلغ المدى الذي تغطيه تقنية «الفراغات البيض» قرابة 160 كيلومتراً. ومن شأن انتشار هذه التقنية أن يخفف الضغط على شبكات الخليوي، التي تستعمل أيضاً من قِبَل أجهزة اللوح الذكية، مثل «آي باد» و «غالاكسي نوت» و»كيندل فاير» وغيرها. وفي المقابل، تتطلّب الاستفادة من تقنية «الفراغات البيض» إحداث تغييرات في الأجهزة الذكيّة، بل أيضاً في الرقاقات الإلكترونية التي تشغّل الخليوي والأجهزة الذكيّة والكومبيوتر المحمول وغيرها. وشرعت شركة «تكساس إنسترومنتس» لتصنيع القطع الإلكترونية، بإنتاج معدّات تستطيع التعامل مع تقنية «الفراغات البيض». وأعرب دان لوبار، وهو مسؤول في تجمّع «وايت سبيس ألاينس» White Space Alliance، عن قناعته بأن الجميع يدرك قيمة طيف الموجات التلفزيونية غير المستعملة، متوقّعاً انتشار هذه التقنية بقوة، بداية من منتصف السنة المقبلة. في المقابل، أبدى غيري بوردي، وهو محلّل لشؤون التقنيات الرقمية، تحفّظاً حيال تطوّر تقنية «الفراغات البيض»، معتبراً أنه يحتاج إلى بضعة أعوام كي يصبح جزءاً من الحياة اليومية للجمهور الواسع.