طالب طلاب جامعيون بإيجاد حلول سريعة لخفض نسب التلوث الموجودة في البحر الأحمر، والتي بدورها تؤثر سلباً على البيئة البحرية وثرواتها، إلى جانب أضرارها الصحية التي تنتج منها سرطانات لمرتادي السباحة والغوص. وأوضح طالب السنة الرابعة في كلية الأرصاد والبيئة وزراعة المناطق الجافة صلاح الحارثي أن البحر الأحمر يحتوي على ثروات مختلفة من الأسماك العائمة والقاعية، أسماك الزينة، الصدفيات، القشريات، السلاحف الخضراء، وعرائس البحر، والتي تعد مصدراً مهماً للثروات المعدنية والبترولية، إلا أن ازدياد النشاطات الاقتصادية على شواطئه والتوسع العمراني وانعزاله النسبي عن البحار المجاورة أدى إلى المزيد من التلوث. وحذر الحارثي من استمرار التلوث بنفس المعدل الحالي، والذي يهلك الكثير من أحيائه المائية، داعياً إلى مزيد من الحماية ومكافحة التلوث والتعاون المستمر بين جميع الدول العربية المطلة على البحر الأحمر لتحقيق مبدأ التنمية المستدامة لجميع الأجيال. أما مدرب الغوص براء البيروتي كشف ل «الحياة» عن عمر الشعاب المرجانية التي يتم جرفها وحفرها، والذي يتراوح لملايين السنين، في حين لا يستغرق هدمها إلا سويعات، وزاد: «نحن جميعاً نساعد في تخريب ما وهبنا الله إياه من جمال الطبيعة بحسن نية أو بسوء نية، وهذا ما أفسد علينا الطبيعة الساحرة للبحر الأحمر». وأوضح طالب الصيدلة في جامعة الملك عبدالعزيز حسن لنجاوي أن تلوث البحر بمياه الصرف الصحي يسبب أمراضاً سرطانية لمرتادي السباحة و الغواصين خصوصاً في المناطق التي تصب فيها مياه الصرف الصحي، مشيراً إلى أنه في حالة كون مياه الصرف الصحي التي تصب في البحر معالجة، فإن ذلك لا يقلل من خطورتها ويجب الاستفادة منها في أمور أخرى وجعل بيئة البحر نظيفة نقية. وأكد لنجاوي على دور وسائل الإعلام والمؤسسات الاجتماعية في توعية المتنزهين على البحر، وأخذ الحيطة والحذر من أماكن تجمع الطحالب السامة والأماكن غير المخصصة للسباحة، منوهاً بدور الأعمال التطوعية التي بدأت أخيراً في أعمال التنظيف على الشاطئ والجهود المبذولة من الشابات والشبان. في حين عزف عدد من سكان جدة عن البحر نظراً للروائح الكريهة التي تغطي المكان نتيجة مصبات الصرف الصحي، بعد أن كان البحر المتنفس لهم. ورجع أسامة الفرحان بذاكرته إلى الأيام القديمة التي كانوا يتنزهون فيها على البحر من دون وجود للمصبات الملوثة من مياه الصرف الصحي والصرف الصناعي التي جعلت من النزهة الآن حسرة وندماً على ما كان عليه وضع البحر، وزاد: «رائحة المصبات على البحر أثرت على الكثير من المتنزهين والسائحين، وجمالية البحر ونظافته التي كانت قبل 30 سنة والتي اختفت بفعل التلوث، متمنيا أن يعود البحر الأحمر كما كان عليه ملاذا للمتنزهين، وتفوح منه عبق الذكريات القديمة التي قضيناها عليه». أما محمد رشيد فيفضل الذهاب بعائلته إلى كورنيش «ثول» فراراً من تلوث كورنيش جدة، متمنياً أن تبقى مدينة ثول نظيفة لا تطالها أيدي التلوث كما حدث في جدة. وبين محمد رشيد إلى أن الجهود التي تبذل لتنظيف مياه بحر جدة لم تر النور وتظهر للسكان، كونها حلولاً طويلة الأجل، مشدداً على ضرورة سرعة الإنجاز للمشاريع، وقال: «لابد من وجود مدة زمنية وبرنامج زمني تتقيد به الشركات التي تعمل على تنظيف كورنيش جدة والجهات المسؤولة». في حين أشار عبدالله الزهراني أن هناك أماكن يرتادها مع أصدقائه حينما يتنزهون على البحر مثل خليج سلمان الذي يعتبر شاطئه نظيفاً، منوهاً بأنه في الآونة الأخيرة زاد الاهتمام بالبيئة البحرية لدى الناس، بالحفاظ على نظافة الشاطئ ومعرفتهم بالأوقات التي تصلح لاصطياد الأسماك. وألمح الزهراني إلى أن الفنادق والشاليهات المطلة على البحر تسبب الكثير من التلوث، إذ تصب مخلفاتها على البحر فوراً دون المرور بمحطات المعالجة، داعياً إلى إزالتها من على الواجهة البحرية.