الشواطئ والبحار أماكن للراحة والاستجمام والتمتع بالمناظر الجميلة والهواء النقي، كما أنها متعة للسباحة والغوص وصيد الأسماك والتنزه، وتوفر البيئة المناسبة للأسماك يجذب الطيور التي تزيد المكان جمالا. إلا أننا في جدة أسأنا إلى البحر وبيئتيه الداخلية والخارجية كثيرا، حيث إن تلوث الشواطئ واضح للعيان من المخلفات التي يرمي بها المتنزهون. إلا أن الضرر الأكبر هو إلقاء مخلفات الصرف الصحي إلى البحر، وقد بدأ ذلك منذ 30 عاما تقريبا وخلال تلك الفترة تزايد عدد المنشآت من أبراج سكنية وفندقية ومنتجعات ومطاعم ومقاهٍ وملاهٍ وأسواق حتى وصل عدد مصبات المجاري إلى أكثر من 600 ماسورة تصب على مدار الساعة في البحر. وقد صرح خبراء البيئة والصحة مرارا بأن بحرنا أصبح من أكثر البحار تلوثا في العالم وأن تكرار التعرض له قد يسبب أمراضا مثل الكبد الوبائي وبكتيريا القولون والتهابات العين والأنف والجهاز التنفسي. كذلك لاحظ الغواصون أن مياه البحر قد ازداد تعكرها كما أن المرجان الذي يشكل أحد أجمل البيئات البحرية في العالم وهو الذي كان يجذب كثيرا من الغواصين من مختلف أنحاء العالم، قد أخذ في الاضمحلال، وهذا بدوره أدى إلى تناقص كبير في أعداد الأسماك والطيور، ويؤكد ذلك أيضا كثير من صيادي الأسماك.. وإزاء ما يحدث من أضرار جسيمة للبيئة البحرية فإننا نحتاج إلى قرارات عاجلة وقوية بإيقاف صب المجاري في البحر وسرعة توصيل جميع المنشآت بشبكة المجاري العامة، وإن تعذر ذلك فإنه لا بد من إلزام أصحاب المنشآت بتنفيذ محطات لمعالجة المجاري واستخدام المياه المنقاة في ري المزروعات.